صحيفة "الثورة" الحكومية لاستئناف نسختها الورقية

محمد كساحالسبت 2025/11/01
تعد صحيفة الثورة من أقدم الصحف في البلاد (Getty)
تعد صحيفة "الثورة" من أقدم الصحف في سوريا (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

تستعد صحيفة "الثورة" الحكومية السورية لاستئناف إصدار نسختها الورقية بعد قرابة خمس سنوات من الانقطاع والاكتفاء بالموقع الإلكتروني، في إجراء يعكس تحولاً في طريقة التعاطي مع الإعلام الحكومي الذي عانى من الإهمال وجمود البيروقراطية، مع المحاولات الجادة للمسؤولين عن هذا القطاع في جعله أقرب إلى صوت المواطن، خلافاً لما كرسته الفترة الأسدية.

 

وقال رئيس تحرير الصحيفة نور الدين الإسماعيل في حديث مع "المدن"، أن التجهيز نحو تنفيذ خطة استئناف الطباعة "كان يسير في عدة مسارات منها، تعزيز كفاءة الكوادر وتدريبهم، صيانة آلات الطباعة وتجهيزها، تأمين اللوجستيات اللازمة للعمل الصحافي، إنشاء موقع جديد بتناسب مع التطور في وسائل الإعلام" مشيراً إلى أن صدور العدد الورقي سيكون يومياً كما في السابق.         

 

وحول أبرز التحديات التي تواجه القائمين على الصحيفة لتحقيق هذه الخطة الكبيرة، أوضح الإسماعيل أنها تتمثل في حزمة من الصعوبات والعقبات، من بينها: "التمويل الكبير لبناء المؤسسة المترهلة والمنهارة، إضافة إلى اهتراء آلات الطباعة وأعطالها، والترهل الإداري والروتين والبيروقراطية السارية في مؤسسات الدولة، والتي حولت العمل الصحافي إلى وظيفة تفتقر إلى الإبداع".

 

وفي ظل زحمة الاعلام الرقمي وما يشكله من تحديات قد تواجه "الثورة" بنسختها الورقية الجديدة من ناحية حجز مكانة خاصة بها، كان الإسماعيل متفائلاً بخطة الصحيفة نحو العودة إلى الطباعة الورقية. مشيراً إلى أنه "يمكن للصحافة الورقية أن تأخذ حيزاً لدى المهتمين وعشاق الورق، الذين يتلمسونه قبل أن يقرؤوه، إضافة إلى مواكبة التطور والحداثة في العدد الورقي وطرح مواضيع تهم الشارع، ما يساعد في عملية الانتشار والتوزيع".

 

وأضاف الاسماعيل: "تماشياً مع تطور وسائل الإعلام أحدثنا مديرية خاصة بالميديا، لم تكن موجودة في السابق، لما تمثله اليوم الصورة والفيديو من أهمية على قائمة اهتمامات المتابعين واحتياجاتهم".  وأكد أن الكادر الجديد للصحيفة يعمل منذ أشهر "على ترميم الواقع المتردي الذي كانت تعيشه الصحيفة نتيجة إهمال النظام المخلوع للمؤسسة، وتحول العمل الصحافي فيها إلى مجرد روتين يعتمد على ما يمليه النظام على الصحافيين".

 

وتابع الاسماعيل: "التغيير أمر صعب، وبحاجة إلى أدوات كثيرة ليكون التغيير ناجحاً، لكن حاولنا كفريق أن نقدم شيئاً مختلفاً، ابتداء من تغيير طريقة وآلية العمل وصولاً إلى المضمون والمحتوى، بحيث نصل إلى صحيفة متوازنة تمثل الشارع السوري وتعكس صوته واحتياجاته، إضافة إلى نقل أعمال الحكومة للمواطن".

 

وألمح الاسماعيل رداً على إمكانية أن تطلق الصحيفة بعد تنفيذ خطتها في الطباعة الورقية مشروعات ثقافية أخرى مثل توزيع كتب شهرية أو فصلية مجانية أو غيرها من المشروعات المميزة أن "هذا يقع ضمن الخطة، فهناك ملحقات، لكن في الوقت الراهن التركيز على صدور العدد الورقي". ووضع الاسماعيل هذه الخطط الخاصة بالصحيفة في سياق أعم وأشمل وهو العمل على هيكلة وتنظيم وتطوير الاعلام الحكومي ككل، وأكد وجود تنسيق وعمل مشترك، بين المؤسسات الإعلامية، بإشراف وزارة الإعلام التي تساند الصحيفة في تأمين الاحتياجات والمستلزمات وتسهيل العمل.

 

وتعد صحيفة "الثورة" من أقدم الصحف في البلاد، حيث تأسست بعد انقلاب الثامن من آذار/مارس 1963 الذي أوصل حزب "البعث" إلى السلطة. وتشكل الصحيفة جزءاً من مجموعة من الصحف الحكومية التي مازالت تصدر اليوم في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، ومنها "الحرية" (تشرين سابقاً) و"الفداء" و"الجماهير".

 

وسبق الخطة الراهنة للصحيفة تدشين الهوية البصرية لوكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" في آب/اغسطس الماضي تحت شعار "نقطة تحول". ويمكن وضع هذه التحركات من جهة المسؤولين عن الإعلام الحكومي في سياق العمل على تقديم صورة جديدة عن إعلام الدولة، مغاير تماماً للصورة النمطية الخشبية لهذا الإعلام في الفترة الأسدية.

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث