جائزة "تالا حارسة الياسمين" في السويداء

المدن - ميدياالجمعة 2025/10/31
تالا الشوفي (فايسبوك)
تالا الشوفي (فايسبوك)
حجم الخط
مشاركة عبر

في مشهدٍ يعكس إرادة مواجهة العنف بالأمل، أُعلنت في محافظة السويداء جائزة تحمل اسم الطفلة الشهيدة تالا الشوفي، تحت عنوان "جائزة تالا حارسة الياسمين"، تكريماً لكل مبادرة تنشر ثقافة اللاعنف والتسامح والجمال الإنساني في مجتمع أثقلته سنوات من الانقسام والفوضى. وتحمل الجائزة دلالة مزدوجة فهي من جهة وفاء لذاكرة ضحية قتلت في تموز/ يوليو الماضي، ومن جهة أخرى محاولة لإعادة إنتاج المعنى في مواجهة فقدٍ لا يمكن استعادته.

 

 

تالا كانت تلميذة في الصف التاسع ومغنية صغيرة في فرقة كورال محلية قضت برصاصة في إحدى موجات العنف التي اجتاحت السويداء، لكن حضورها لم يغلق مع نعشها؛ بل ازداد بروزاً حين أعلنت وزارة التربية في أيلول الماضي أن تالا نالت مجموعاً عالياً ضمن نتائج الامتحانات الرسمية مما جعل اسمها يتردد مجدداً، وهذه المرة بوصفه خلاصة فقد جماعي صار يتجاوز العائلة والحي والمدينة.

 

ثقافة اللاعنف

من هذا السياق جاءت المبادرة التي أطلقتها مجموعة محلية من الناشطين والناشطات، واضعةً الجائزة في خدمة كل حملة أو مبادرة أهلية تنشر ثقافة اللاعنف وتشجع السلوكيات القائمة على الحوار والتعاطف، وتعيد الاعتبار لقيم إنسانية باتت تعامل بوصفها ترفاً من مثل الرحمة والإصغاء والجمال.

 

ووفق بيان الإطلاق، يفتح باب المشاركة أمام الأفراد والمجموعات في محافظة السويداء، على أن يخضع المقبولون لتدريب قصير حول فلسفة اللاعنف وأساليب التواصل غير العنيف، إضافة إلى استعراض تجارب سابقة من المنطقة وخارجها، وسيطلق المشاركون لاحقاً حملاتهم داخل المجتمع المحلي، وستقيم هذه الحملات وفق معايير التأثير المجتمعي، والقدرة على الإبداع ومدى تجسيدها لروح اللاعنف، وستمنح "جائزة تالا" للحملة الأكثر التزاماً وتأثيراً قبل نهاية العام الجاري.

 

التراث السوري

ولا تكتفي الجائزة بإحياء سيرة الطفلة؛ بل تكللها بصورة "حارسة الياسمين"، في استعارة من التراث السوري، حيث يحضر الياسمين بوصفه رمزاً للسلام والنقاء والحنين، وتبدو تالا في هذا التوصيف كأنها تحرس بقايا الرهافة في محيطٍ ينهشه العنف والموت البطيء، وقد تحوّلت صورتها منذ شهورها الأخيرة إلى أيقونة محلية يعاد تداولها مع كل حدث يتصل بحقوق الطفولة .

 

يذكر أن وفاة تالا الشوفي ارتبطت بروايات متقاطعة حول استهداف مباشر أثناء اشتباكات داخل المدينة، ولم يحاسب أي طرف عن مقتلها حتى الآن، بالرغم من تكرار المطالبات بالكشف عن ملابسات الحادثة.

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث