مخاوف من عودة الحرب في غزة بعد غارات ليلية دامية

المدن - ميدياالخميس 2025/10/30
غزة (Getty)
تجمع المئات في "مستشفى ناصر" في خان يونس لوداع أقاربهم (غيتي)
حجم الخط
مشاركة عبر

انحنى أقارب طفلين فلسطينيين استشهدا في غارات إسرائيلية شنتها إسرائيل ليلاً على غزة، فوق جثتيهما الملفوفتين بقماش أبيض ملطخ بالدماء، لوداعهما في مدينة خان يونس بجنوب القطاع، وسط حزن وخوف من تجدد الحرب. وأعلن الدفاع المدني في القطاع عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني في غارات ليلية شنها الجيش الإسرائيلي بعد اتهامه حركة "حماس" بانتهاك وقف إطلاق النار الساري منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر، وهو ما نفته الحركة، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

 

وتجمع المئات في "مستشفى ناصر" في خان يونس بجنوب القطاع لوداع عدد من أقاربهم. وانتحبت العديد من النسوة قرب جثث لفت بالأبيض، بينما اصطف الرجال لأداء الصلاة، قبل أن يحملوا الضحايا لمواراتهم الثرى، وهم يرددون "لا اله الا الله، الشهداء أحباب الله". وفي أنحاء أخرى من خان يونس، أمضى عناصر الدفاع المدني الليل يبحثون بين الأنقاض مستخدمين مصابيح يدوية. وبكت العديد من النساء بينما كان رجال الانقاذ ينقلون جثث أقاربهن القتلى على نقالات خشبية أو على ظهورهم، قبل الانتقال للبحث في موقع آخر عن قتلى أو مصابين جراء القصف. وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، عمل أشخاص بدا عليهم التعب، على البحث عن بعض الحاجيات تحت أنقاض مبنى سوته غارة جوية بالأرض.

 

ومن هؤلاء منير ميمن الذي أنقذ من تحت الركام. وقال الرجل الذي وضع ضمادة قرب عينه اليسرى: "تناولنا العشاء وجلسنا، وفجأة قامت القيامة". وأضاف وهو يؤشر الى الركام: "كل هذه الحجارة كانت فوقنا. أمضينا أكثر من ساعتين وهم يرفعون الردم عنا"، بينما بدا خلفه رجال وأطفال يبحثون بين الأنقاض ويحملون أمتعة لفت ببطانيات.

 

وأعلن الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل استشهاد 104 أشخاص على الأقل، بينهم 46 طفلاً، جراء الغارات. وتوافقت هذه الحصيلة مع ما أوردته مصادر في مستشفيات القطاع المحاصر. وأصيب أكثر من 250 فلسطينياً من بينهم عشرات في حالات "خطيرة أو حرجة"، بحسب مصادر المستشفيات.

 

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء إعادة العمل بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بعد عامين من الحرب التي اندلعت بعد هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. لكن سكاناً في القطاع المدمر جراء الحرب لم يخفوا خشيتهم من عودة القتال، ومنهم جلال عباس (40 عاماً)، وهو نازح يقيم مع عائلته في خيمة قبالة مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع. وقال عباس: "عودة الحرب هذا أكثر ما كنا نخشاه. إسرائيل تخلق الذرائع، كل يوم يهددون بعودة الحرب ويتذرعون بالجثث، كله كذب". واعتبر عباس أن إسرائيل تريد أن "تدمر ما تبقى من غزة وتهجير الناس"، علماً أن تل أبيب اتهمت "حماس" بانتهاك شروط اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، عبر عدم إعادة جثث الرهائن بالسرعة الكافية.

 

وشدد وزير الدفاع يسرائيل كاتس الأربعاء على أنه "سيتم قطع كل يد تمد على جندي إسرائيلي"، مشيراً الى أن الجيش تلقى تعليمات "بالتصرف بحزم ضد كل هدف لحماس وسيستمر في ذلك". وكانت الدولة العبرية أعلنت مقتل جندي الثلاثاء في قطاع غزة، فيما أعاد القصف والغارات الليلية الى أذهان سكان القطاع يوميات الحرب التي بالكاد مضت أيام على توقفها.

 

وفي مخيم الشاطئ في مدينة غزة حيث استمرت الغارات طوال الليل، وقالت خديجة الحسني (31 عاماً) "القصف لم يتوقف، انفجارات طوال الليل، كنا بدأنا نتنفس الصعداء ونحاول أن نستعيد حياتنا فجاء القصف ليعيد الحرب والانفجارات والقتل". وأضافت بحسرة: "هذا حرام وجريمة". وتابعت الحسني التي تقيم في خيمة بعدما نزحت أكثر من مرة منذ اندلاع الحرب، حالها كحال معظم سكان القطاع، "إما أن تكون هدنة أو حرب!". وروت كيف أمضى أطفالها الأربعة ليلتهم: "لم يناموا كانوا يعتقدون أن الحرب تعود"، وتساءلت "هل محكوم علينا العيش في معاناة أبدية؟".

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث