كشف استطلاع رسمي أجرته "المؤسسة الحكومية لأبحاث الفضاء السيبراني" في إيران أن أغلبية مستخدمي الإنترنت في البلاد غير راضين عن جودة الخدمة وشدة القيود المفروضة عليها، بينما يعتمد معظمهم على شبكات "VPN" مجانية للوصول إلى المواقع والتطبيقات المحجوبة.
وقال القائم بأعمال رئيس "المؤسسة الحكومية لأبحاث الفضاء السيبراني" میثم غلامي، خلال مؤتمر وطني حول الإنترنت، أن نتائج الاستطلاع أظهرت أن 2.4% فقط من المستخدمين في البلاد "راضون جداً" عن جودة الإنترنت، و17% "راضون جزئياً"، حسبما نقلت وسائل إعلام محلية. في المقابل، قال 41% أنهم "غير راضين كثيراً"، وأكد 38% أنهم "غير راضين إطلاقاً"، فيما امتنع نحو 2% عن الإجابة، فيما ذكر 61% من المستخدمين أنهم يستخدمون شبكات "VPN" وأدوات تجاوز الحجب المجانية للوصول إلى المواقع المحجوبة في البلاد.
وحذر المسؤول من أن الاعتماد الواسع على أدوات مجانية من هذا النوع قد يؤدي إلى ضعف الأداء وزيادة مخاطر اختراق الخصوصية، ما أثار سخرية واسعة. وأشار غلامي أيضاً إلى فجوات في إمكانية الوصول والاستخدام، موضحاً أن نحو 23% من الإيرانيين الذين تتجاوز أعمارهم 15 عاماً، أي ما يقرب من 15 مليون شخص، لا يستخدمون الإنترنت على الإطلاق.
وكشف غلامي أن متوسط الوقت اليومي الذي يقضيه الإيرانيون أمام الشاشات يبلغ 7 ساعات و10 دقائق، سواء عبر الهواتف المحمولة أو الألعاب أو الوسائط الرقمية، وهو معدل أعلى من المتوسط العالمي البالغ نحو 6 ساعات، واعتبر ذلك مؤشراً مقلقاً ثقافياً وصحياً. ودعا غلامي إلى اعتماد سياسات رقمية "قائمة على البيانات وغير مسيسة"، مشيراً إلى أن نتائج الاستطلاع تظهر أن الخدمات المحلية لا تلبي بشكل كاف احتياجات المستخدمين، خصوصاً في المجالات التي يستخدم فيها "VPN" بكثرة. كما لفت إلى مخاطر أمنية جديدة ناتجة عن الأجهزة الذكية المنزلية المتصلة بالإنترنت، زاعماً أن بعضها يرسل بيانات مفصلة إلى الشركات المصنعة، داعياً إلى تعزيز إجراءات حماية الخصوصية.
ومن المعروف أن النظام الإيراني يفرض رقابة شديدة على الإنترنت، ويحظر منذ وقت طويل مواقع "فايسبوك" و"يوتيوب" و"إكس"، بينما يستخدم العديد من المسؤولين تطبيقات المراسلة المحظورة ومنها "واتساب". ويُعتبر "إنستغرام" المنصة الرئيسية الوحيدة لوسائل الإعلام الاجتماعية الأجنبية التي تبقى مسموحة من حين إلى آخر بحسب المزاج السياسي المتغير.
