قضية السوريات المخطوفات: نغم عيسى تظهر حيّة

المدن - ميدياالأربعاء 2025/10/29
الصبية نغم عيسى في فيديو سابق (انترنت)
الصبية نغم عيسى في فيديو سابق (انترنت)
حجم الخط
مشاركة عبر

ظهرت الشابة السورية نغم عيسى، حيّة، وهي التي كانت حديث مواقع التواصل خلال الأشهر الماضية بعد تداول صور قيل إنها توثق خطفها وقتلها. وفي تسجيل مصور نشر مؤخراً، نفت روايات الخطف والقتل، مؤكدة أنها تقيم حالياً في لبنان. وذلك في تطور دراماتيكي قلب مجرى القضية وأثار نقاشاً عاماً واسعاً حول مصداقية ما نشر سابقاً، أو مصداقية المنشور الأخير في ما يتعلق بالخطف والشك في الضعغوط المحتملة من أجل إصدار النفي. كما فتح الباب أمام تساؤلات عن استغلال قصص النساء المختفيات في سوريا لأهداف سياسية وطائفية.

 

وظهرت عيسى وهي تقول إنها لم تتعرض للخطف وأن "الهيئة لا تخطف أحداً"، في حين قدمت فيه عائلتها، بمن فيهم والدها وزوجها وشقيقة زوجها، شهادات متلفزة قالوا فيها إنهم تلقوا صورة تزعم مقتلها فأقاموا لها عزاء قبل أن يتبين لاحقاً أنها لا تزال على قيد الحياة. وبحسب رواية العائلة، فإن نغم غادرت سوريا بإرادتها برفقة شخص كانت على علاقة به قبل زواجها، وتبين أن الصور التي انتشرت لها وهي مقيدة اليدين ومضرجة بالدماء، ثم الصورة التي زعم أنها جثتها، كانت جزءاً من سيناريو متفق عليه تم نشره بهدف تضليل العائلة والرأي العام.

 

 

وكانت قضية عيسى قد شغلت الرأي العام السوري منذ شباط/فبراير الماضي، بعدما قيل إنها اختُطفت من أمام عيادة نسائية في حي عكرمة، وانتشرت لاحقاً صور  تظهرها معصوبة العينين، وطلب فدية قدرها 500 مليون ليرة سورية من أهلها ليلة انتشار صور قالت صفحات اجتماعية إنها توثق جثتها بعد قتلها. 

 

وبينما أقامت عائلتها عزاءً لها، انتشرت روايات متناقضة بشأن مصيرها، شملت اتهامات لأجهزة الأمن السوري بأنها وراء اختفائها وقتلها، وأخرى قالت إن فصائل مسلحة نفذت عملية "خطف طائفية" كونها تنتمي للطائفة العلوية، إلى جانب حملة تشهير شخصية اتهمتها بأنها متورطة في تعذيب المعتقلات داخل سجون النظام السابق من دون أي دليل موثق. ونقلت حينها وسائل إعلام محلية وعالمية، من بينها "شبكة BBC" الخبر، بوصفه عملية خطف وقتل مؤكدة، معتمدة على الصور المنتشرة وشهادات منسوبة للعائلة، ما ساهم في تكريس السردية التي وضعت في مواجهة السرديات الرسمية.

 

لكن الظهور الأخير لنغم والتصريحات التي أدلى بها ذووها، غيّرت مسار القصة بالكامل ودعمت السردية الجديدة التي روّجتها وسائل إعلام رسمية في سوريا، مؤكدة أن ما جرى لم يكن سوى "فبركة مقصودة" بهدف تضليل الرأي العام وتشويه صورة الجهات الأمنية واستثمار القصة في سياق طائفي. وبينما رأت وسائل إعلام رسمية أن القضية تفضح شبكات التضليل الإعلامي التي تستهدف الدولة السورية، أعرب ناشطون ومتابعون عن خشيتهم من أن تستخدم هذه الحادثة لتكذيب أي بلاغ حقيقي مستقبلي حول اختفاء أو خطف نساء في سوريا.

 

 

وأثار ظهور الفتاة موجة غضب واسعة في مواقع التواصل، حيث رأى كثيرون أن نغم استغلت تعاطف الناس وساهمت في الاستثمار العاطفي في ألم جمهور واسع شعر بالصدمة والذنب والغضب حين ظن أنها قتلت بوحشية وهي حامل. وانتقد آخرون قيامها بنشر صور مفبركة تظهرها كضحية تعذيب، معتبرين أن ذلك يضعف الثقة في أي قصة مستقبلية تتعلّق باختفاء نساء فعلاً، ويحوّل القضية من ملف إنساني إلى مادة للاستهلاك العاطفي والخداع ويفتح الباب أمام خطاب "التكذيب الجماعي" لكل الضحايا الحقيقيات. ويبقى السؤال: لماذا انتظرت نغم كل هذه الأشهر قبل أن تنفي اختطافها؟

 

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث