إسرائيل تستعد لإدخال صحافيين إلى غزة...بخطة تضليل!

المدن - ميدياالأربعاء 2025/10/29
 غزة (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

على مدار عامين من الحرب في غزة، رفضت تل أبيب دخول صحافيين دوليين إلى القطاع في محاولة للتعتيم على مجازرها وجرائمها، فيما نظم الجيش الإسرائيلي نظم خلال العامين الماضيين جولات مرافقة لصحافيين إلى داخل غزة ضمن شروط مقيدة، من بينها تحديد الصور ومقاطع الفيديو التي تنشر، وعدم إجراء لقاءات مع فلسطينيين.

 

ورفض كثير من الصحافيين مرافقة الجيش الإسرائيلي لهم داخل قطاع غزة، وأصروا على حقهم في الدخول المستقل من دون أي قيود. ومع سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" في 10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أصبحت تل أبيب في مأزق، حيث تنظر المحكمة العليا بالتماس قدمته "رابطة الصحافة الأجنبية" في إسرائيل، للسماح للصحافيين بدخول غزة بشكل مستقل، حسبما نقلت وكالة "الأناضول".

 

وقالت الوكالة أن إسرائيل تستعد لممارسة "حرب دعائية" لمحاولة التهرب من المأزق، عبر "خداع الصحافيين حال دخولهم إلى قطاع غزة، من خلال إعداد سيناريوهات بعيدة عن مجازر تل أبيب بحق الفلسطينيين".

 

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن إسرائيل تستعد لـ"حرب دعائية مع اعتزام الصحافيين العالميين دخول غزة"، مضيفة: "تعد إسرائيل استراتيجية إعلامية منسقة استعداداً لوصول الصحافيين العالميين إلى غزة". وأوضحت الصحيفة أن الاستراتيجية "تشمل جولات برفقة الجيش الإسرائيلي، وأدلة بصرية تظهر كيف بنت حماس بنية تحتية معادية داخل المناطق المدنية واستخدمت السكان كدروع بشرية". 

 

ولمواجهة ذلك، أجرى كبار المسؤولين الإسرائيليين وأجهزة الأمن "مناقشات مكثفة حول كيفية إعادة فتح غزة الوشيكة أمام العالم". وفيما يتعلق بمخاوف تل أبيب، أوضحت الصحيفة أنه "مع توقع دخول قوات دولية إلى القطاع للمساعدة في تحديد مكان الجثث التي تدعي حماس أنها لم تعد بحوزتها، تستعد إسرائيل لوصول الصحافيين الأجانب".

 

ولفتت الصحيفة إلى أن الصحافيين "سيشاهدون، ولأول مرة، الدمار بأعينهم، بدلاً من مشاهدته من خلال لقطات أنتجتها حماس". وعن الموقف الرسمي، أفادت "يديعوت أحرونوت" بأن "الدولة أبلغت المحكمة العليا أنه سيسمح قريباً للصحافيين الإسرائيليين والأجانب بدخول غزة برفقة الجيش الإسرائيلي حتى الحدود المعروفة باسم الخط الأصفر".

 

و"الخط الأصفر" هو المنطقة التي انسحب إليها الجيش الإسرائيلي بموجب الاتفاق، ويمتد من جنوب محافظة شمال غزة حتى أطراف مدينة رفح بالجنوب، من دون وجود علامات توضيحية، ما يجعل الفلسطينيين عرضة للخطر من دون تحذير مسبق.

 

وأضافت الصحيفة بأن الإبلاغ "خلال جلسة استماع في المحكمة العليا للنظر في التماس قدمته رابطة الصحافة الأجنبية، للطعن في قيود الحكومة على التغطية من داخل القطاع". وإذا ما دخلت الصحافة العالمية إلى غزة، فإن "المسؤولين في مؤسسات الدبلوماسية العامة الإسرائيلية سيكونون أمام موجة قادمة من التقارير السلبية التي تركز على قصص إنسانية" من غزة، ستبرز على الأرجح معاناة المدنيين وسط الدمار، وربما تعيد إشعال الانتقادات لسلوك إسرائيل خلال الحرب"، بحسب المصدر نفسه.

 

وتابعت الصحيفة: "تستعد وزارة الخارجية والمديرية الوطنية للدبلوماسية العامة أيضاً لاستغلال حماس المتوقع للوضع، لتعزيز حملة دعائية تتهم إسرائيل مجدداً بارتكاب جرائم حرب". وأمام هذه المعضلة التي تواجهها تل أبيب، قالت "يديعوت أحرونوت" أن "وحدة إعلامية تابعة للجيش الإسرائيلي عقدت مؤخراً جلسة استراتيجية موسعة بمشاركة ممثلين عن وزارة الخارجية والمديرية الوطنية للدبلوماسية العامة وهيئات أخرى، إضافة إلى المدير العام لوزارة الخارجية إيدن بار تال". وأكد المجتمعون أن "المعارك الدبلوماسية والإعلامية لم تنته بعد".

 

ونقلت الصحيفة عن مصدر بوزارة الخارجية، لم تسمه، قوله: "على العكس من ذلك، نتوقع تكثيف الهجمات ضد إسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام التقليدية". كما نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير مشارك في التخطيط للمهمة، لم تسمه، قوله: "إنها مهمة محورية لكل فرع من فروع النظام". وأعرب عن مخاوفه من أن "التحدي واضح وكبير، خصوصاً بسبب الدمار واسع النطاق والظاهر في غزة".

 

ومتحدثا عن خطط لمواجهة الفضيحة الإعلامية المرتقبة، قال المسؤول: "نعمل على إعداد مواد توضيحية، مع التركيز على الأدلة البصرية". وذكرت الصحيفة إنه "منذ وقف إطلاق النار، خفت حدة الانتقادات الموجهة لإسرائيل في الخارج، واختفت تغطية الصراع إلى حد كبير من الصفحات الأولى، ويتوقع مسؤولو الدبلوماسية الإسرائيلية الآن أن إعادة فتح غزة أمام المراسلين الدوليين سيعيد القصة إلى دائرة الضوء".

 

وأشارت الصحيفة إلى أن "إحدى الأفكار التي هي قيد الدراسة إنشاء مواقع مخصصة في غزة، حيث يمكن للصحافيين الاطلاع على كيفية عمل حماس من داخل المناطق المدنية واختبائها خلف المدنيين"، حسب تعبيرها. وأردفت: "يقول المسؤولون أنه في حال الموافقة على الخطة، سيتم إنشاء عدة مواقع عرض، لتقديم تفسيرات بصرية واضحة".

 

وقال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى: "ليس من الواضح حجم الأدلة الجديدة التي سيتم العثور عليها، لأن الصور انتشرت بالفعل في جميع أنحاء العالم". وعن النتائج الكارثية على إسرائيل حال دخول الصحافيين، قال المصدر: "ستكون هذه المرة الأولى التي تدخل فيها طواقم أجنبية غزة، وسيتفقدون مبنى تلو الآخر، ويعرضون قصصاً مثيرة للجدل.. سيعرضون الأنقاض ويشيرون إلى أن إسرائيل مسؤولة عن كل شيء".

 

ورغم حجم الأدلة على الجرائم الإسرائيلية إلا أن المصدر أصر على أن "رسالة إسرائيل واضحة لا لبس فيها: حماس تتحمل المسؤولية". ومتجاهلاً خروقات إسرائيل للقوانين الدولية، اعتبر المصدر أن تحميل تل أبيب المسؤولية لـ"حماس" "يتوافق مع القانون الدولي".

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث