بسام برّاك..رائد جيل إعلامي يتمسك باللغة العربية كهوية

نور الهاشمالثلاثاء 2025/10/28
بسام براك (سوشيال ميديا)
بسام براك (سوشيال ميديا)
حجم الخط
مشاركة عبر

سيأتي "يوم اللغة العربية"، ولن يتلو الإعلامي بسام برّاك نصاً في مسابقة الاملاء السنوية. فالاعلامي "الأنيق" والأستاذ "الرصين"، رحل بعد صراع مع المرض، وحفّز رحيله الدمعة على امتداد الأوساط الاعلامية والسياسية والاكاديمية. 

وبرّاك الذي فارق الشاشة قبل سنوات، سَكَنَ في كواليسها، مدرباً ومستشاراً وأخاً كبيراً لأجيال من الاعلاميين، ومرجعاً لهم، ارتبط بصداقات معهم، وتدربوا على يديه. قدرته الفائقة على الإلقاء، طبعت تلك الصورة الأنيقة فيه، وأفضت الى وسمه بالفصاحة، وهو رائد هذا الجيل باتقان اللغة العربية، ولم ينافسه فيها أحد من اعلاميي جيله، ولا الجيل الذي تلاه. 

 

 

منذ نحو عقد، تراجع حضوره في الشاشة وانتقل الى الأكاديميا. في السنوات الأخيرة، بات منسق اللغة العربية في الجامعة الانطونية، وبقي صديقاً لصحافيين من وسائل إعلام متنافسة مثل "أل بي سي أيه" التي بدأت مسيرته بها في العام 1991، وقناة "أم تي في" التي درب إعلاميين فيها على الالقاء، و"الجديد" التي ارتبط بصداقات مع بعض الاعلاميين فيها، فضلاً عن صلته الوثيقة بالصحافيين في الاعلام المكتوب والنقابات. 

 

بهذا المعنى، بات برّاك مرجعاً، وصورة عن الارتباط بين الاعلام واللغة العربية، وكرس إطلالاته الاعلامية لتأكيد جمالية اللغة العربية وعمقها ومرونتها. كانت رسائله بمثابة تحدّ لاستعراض لغوي ينتشر في الشاشات، وتأكيد على أن اللغة العربية تعبير عن هوية وانتماء، بما يتخطى كونها لغة تواصل بين شعوب المنطقة. رفض أن تكون اللغة مجرد أداة، بل جعلها رسالة. في زمن تضعف فيه الكلمة، كان حارساً للحرف.

 

انطلاقاً من كل ذلك، بات التأثر الكبير برحيله، مبرراً. على مساحة لبنان، سكن الحزن أجيالاً عايشته، أو تعلمت على يديه. ارتبطت به مسابقات الإملاء في يوم اللغة العربية، وهو حدث سنوي ظهر فيه براك في الشاشات يلقّن النصوص لعشرات المتسابقين، ومن بينها  مسابقة "إملاؤنا لغتنا" التي نظّمتها الجامعة الأنطونية احتفالاً باليوم العالمي للّغة العربية. 

 

 

قبل خمس سنوات، خضع بسّام براك لعملية جراحية لإزالة ورم في الدماغ، في المنطقة المسؤولة عن النطق وحركة اليد والرجل اليمنى، مما شكل مرحلة صعبة في حياته. تعافى منها، قبل أن يتجدد الورم قبل نحو عام، وبدأت صحته تتراجع، إلى أن أُعلنت وفاته الاثنين بعد صراع مع المرض. 

ونعته شخصيات سياسية وإعلامية وأكاديمية، وفي مقدمها رئيس الجمهورية الذي قال: "كان الصحّ دوماً… الوجه الرصين، والكلمة الأنيقة، واللغة العربية الأكثر إتقاناً وحرفية". 

 

 

واعتبرت النائبة بولا يعقوبيان أن خبر وفاته "مُوجِع لكلّ من عرفه وواكب صدقه ومسيرته، وخسارةٌ كبيرة للجسم الإعلامي وللبنان". ورأى الاعلامي زافين قيوموجيان إن لغتنا العربية "صارت يتيمة". 

 

نبذة 

ولد بسّام براك في لبنان العام 1972، وانطلق في مساره الإعلامي العام 1991 من خلال العمل في قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBCI)  وإذاعة إذاعة صوت لبنان حيث قدم نشرات الأخبار وغطّى أحداثاً سياسية وثقافية عديدة. لاحقاً، تنقّل بين محطات إعلامية، وتفرّغ أيضاً لتدريب المذيعين والإعلاميين على فنّ الأداء والإلقاء باللغة العربية الفصحى. وشغل منصب أستاذ في كلية الإعلام في الجامعة الأنطونية، حيث درّس وأشرف على برامج تدريبية لغوية وإعلامية. من أهم مؤلفاته: كتابه "توالي الحبر" الذي صدر العام 2018، والذي عبّر فيه عن تأملاته اللغوية والإعلامية.

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث