أثار المنشد السوري عبدالله السلمو جدلاً واسعاً بعد نشره أغنية بعنوان "سيدي الرئيس كلنا فداك"، التي وجه فيها كلمات مديح مباشرة إلى الرئيس أحمد الشرع، مع عبارات حملت طابع التمجيد والشكر، مما دفع مناصرين للدولة السورية الى انتقاده، والتأكيد أن هذا النمط الذي كان سائداً في أيام النظام المخلوع، لا يليق بسوريا الجديدة.
وجاء في كلمات الأغنية:
"سيدي الرئيس كلنا فداك، أحمد الغالي إذا المولى حماك
يا بلاد الشام طوبى إن فيك، قائداً شرعاً إذا المولى اصطفاك
دمت عزّاً يا أمير الشام إني، عاجزٌ عن وصف ما رأيت فيك
شامنا عادت إلينا وانتصرنا، بوركت أرض الشآم ومن عليها".
وبعد 24 ساعة فقط على نشر العمل، خرج السلمو في تسجيل صوتي عبر صفحته ليعلن اعتذاره وحذف الأغنية، مؤكداً أن الهدف منها كان "التعبير عن الامتنان لا التمجيد"، وأنه لا يريد أن يكون سبباً في إعادة خطاب "التقديس والتملق" الذي ارتبط بالنظام البائد، مضيفاً أن "الاعتراف بالخطأ من شيم الرجال".
ورغم حذف الأغنية، بقي صداها محور نقاش واسع في مواقع التواصل، إذ رأى كثير من السوريين أن ما فعله السلمو يُعيد بصورة واضحة مشاهد المدائح القديمة التي كانت تغنى لبشار الأسد ووالده، معتبرين أن هذا النوع من الخطاب "لا يليق بمرحلة ما بعد الثورة"، وأن الثورة لم تقم لتبدل تمجيداً بآخر. في المقابل، أشاد آخرون برد فعله، ورأوا في اعتذاره خطوة تعبّر عن وعيٍ وانفتاح، وعن إدراك حقيقي لأهداف الثورة التي قامت ضد شخصنة السلطة. وكتب أحد المعلقين: "قبلنا اعتذارك وشكراً لتفهمك"، فيما قال آخر: "أحسنت بالاعتذار وبقرار الحذف، الرجوع عن الخطأ خير من التمادي فيه".
ووصفت إحدى المعلّقات اعتذار السلمو بأنه "موقف نبيل من شابٍ ناضج أدرك خطأه"، وأضافت: "لم أستطع سماع الأغنية البارحة لشعوري بالضيق من فكرة التمجيد، لكن عندما رأيت اعتذارك شعرت أن في سوريا الجديدة أملاً، وأن في شبابها وعياً وأخلاقاً". ورأى آخرون أن المشكلة لا تكمن في السلمو وحده، بل في ظاهرة أوسع داخل المجتمع السوري، حيث لا يزال كثيرون يميلون إلى خطاب المديح، إما طمعاً في مكاسب، أو بدافع الخوف أو العادة، لكنهم "لا يمتلكون الشجاعة التي امتلكها السلمو للاعتذار علناً"، كما كتب أحد المتابعين.