صحافي غزاوي يعود لعائلته: أبلغوه في سجن إسرائيلي أنهم ماتوا!

المدن - ميدياالخميس 2025/10/16
صحافي في غزة (Getty)
صحافي في غزة (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

تداعى العالم حول شادي أبو سيدو عندما أبلغه الحراس في السجن الإسرائيلي بمقتل زوجته وطفليه. وقال المصور الفلسطيني من قطاع غزة: "أصابتني هيستيريا". ولم يكتشف أبو سيدو أن رفيقة الحياة وفلذتي كبده على قيد الحياة إلا بعد إطلاق سراحه يوم الاثنين الماضي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل بوساطة أميركية، بعد حرب استمرت عامين، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

 

وركضت زوجته هناء بهلول في ممر منزل العائلة بخان يونس وارتمت بين ذراعيه، ودار بها في الهواء وهما متشبثان ببعضهما البعض. وظل أبو سيدو يطبع القبلات على وجنتي طفليه، وهو يتمتم "حبيبي" ويحتضن ابنته وابنه اللذين ظن أنه لن يراهما مرة أخرى.  وقال أبو سيدو: "سمعت صوتها فقط، سمعت صوت أولادي، فصعقت، لا يوصف، أحياء. شاهدت زوجتي وأولادي وهم أحياء، تخيل وسط الموت، أحياء". وأضاف أنه اعتقل في "مستشفى الشفاء" بشمال قطاع غزة في 18 آذار/مارس 2024. وكان أبو سيدو، وهو مصور صحافي، بين 1700 فلسطيني احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب المدمرة في غزة.

 

وأفرج عن أبو سيدو إلى جانب 250 سجيناً مداناً أو مشتبهاً به في هجمات مميتة، مقابل 20 رهينة إسرائيلياً كانت تحتجزهم "حماس" منذ هجومها عبر الحدود في تشرين الأول/أكتوبر 2023. وقالت هناء أن محامي "مؤسسة الضمير"، وهي منظمة حقوقية فلسطينية، أخبرها بأن زوجها محتجز بموجب قانون المقاتلين غير الشرعيين الإسرائيلي، وهو شكل من أشكال الاعتقال الإداري. وقال عمير شاتز، وهو خبير إسرائيلي في القانون الدولي في "معهد الدراسات السياسية" في باريس، أن القانون يسمح لإسرائيل بتقييد الوصول إلى المحامين، وسجن الأشخاص من دون اتهام أو محاكمة، واحتجاز كثير من الفلسطينيين في غزة تعسفياً.

 

وقالت مؤسسة الضمير أن 2673 من سكان غزة محتجزون حالياً بموجب هذا القانون. ولم يرد الجيش الإسرائيلي ولا وزارة العدل الإسرائيلية على طلبات "رويترز" للتعليق، لكن في آذار/مارس 2024، قال الجيش الإسرائيلي أنه داهم "مستشفى الشفاء" متهماً "حماس" بتنفيذ عمليات منه. ونفت "حماس" الاتهامات الإسرائيلية بوجود مواقع قيادة لها تحت "مستشفى الشفاء" ومستشفيات أخرى في غزة. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق بصورة مستقلة من تأكيدات أي من الجانبين.

 

وقال أبو سيدو أنه تعرض للضرب المبرح وتقييد يديه وعصب عينيه في أثناء احتجازه. وبدا معصماه وبهما علامات خلال لقائه مع "رويترز"، وقال أن السبب في تلك الآثار هو الأصفاد والقيود. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق بصورة مستقلة من تفاصيل روايته.  ومن جهتها، قالت هناء أن أبو سيدو احتجز في البداية في معسكر الاعتقال العسكري الإسرائيلي "سدي تيمان"، ثم نقل إلى معسكر "عوفر" العسكري الواقع في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، ومنه إلى سجن "كتسيعوت" في إسرائيل. وأوضحت أن زوجها اعتقل فقط لأنه "صحافي في مؤسسة فلسطينية".

 

وقال متحدث باسم "مصلحة السجون الإسرائيلية" أن جميع السجناء احتجزوا وفقاً للإجراءات القانونية وتم الحفاظ على حقوقهم. وأضاف المتحدث: "لسنا على علم بالاتهامات الموصوفة، وعلى حد علمنا، لم تقع مثل هذه الحوادث تحت مسؤولية مصلحة السجون الإسرائيلية". وقال مسؤول عسكري إسرائيلي لـ"رويترز" في أيلول/سبتمبر أن من حوالي 100 تحقيق جنائي فيما يخص حرب غزة، كان معظمها يتعلق بمزاعم إساءة معاملة أو وفاة محتجزين في الحجز العسكري. وأدت قضيتان إلى توجيه لوائح اتهام، وحكم على جندي واحد بالسجن 17 شهراً.

 

وتحدثت رويترز في وقت سابق مع سجناء فلسطينيين مفرج عنهم قالوا أنهم عانوا من انتهاكات في المعتقلات الإسرائيلية. وتحدث كثير من الرهائن الإسرائيليين الذين أفرجت عنهم "حماس" عن تعرضهم للتعذيب والاعتداء الجنسي والإيذاء النفسي والحرمان من الطعام والرعاية الطبية.

 

وقالت أماني سراحنة من "نادي الأسير الفلسطيني" أن أوضاع السجناء الفلسطينيين تدهورت بشكل كبير بعد هجوم "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مع ورود تقارير عن اعتداءات جنسية وضرب وحرمان من الدواء ونقص في الطعام. وقالت أن الظروف كانت أسوأ من ذلك بالنسبة لفلسطينيي غزة المحتجزين عسكرياً. وقال أبو سيدو أن السجن كان "مقبرة الأحياء. طبعاً نزعوا مني الروح عن الجسد، ولكن عندما رجعت إلى أرض غزة، سرعان ما عادت الروح إلى الجسد. وعندما شاهدت الدمار الكبير: كيف سأبدأ من جديد؟ هذه قصة وحكاية".

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث