صحافيون يغادرون "البنتاغون" رفضاً لقيود ترامب

المدن - ميدياالخميس 2025/10/16
صحافيون يغادرون مبنى البنتاغون (Getty)
صحافيون يغادرون مبنى البنتاغون بعد تسليم بطاقات الدخول (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

سلم عشرات الصحافيين بطاقات الدخول وغادروا مبنى وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" الأربعاء، بدلاً من الموافقة على القيود التي فرضتها الإدارة الأميركية على عملهم.  وأبعد ذلك الصحافيين الذين يغطون شؤون الجيش الأميركي عن مركز القرار العسكري، فيما وصفت الحكومة الأميركية القواعد الجديدة بأنها "منطقية"، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس"، الخميس.

 

وكانت وسائل الإعلام شبه موحدة في رفضها القواعد الجديدة التي فرضها وزير الدفاع بيت هيغسيث، والتي تجعل الصحافيين عرضة للطرد إذا حاولوا الإبلاغ عن معلومات، سواء كانت سرية أو غيرها، لم يوافق هيغسيث على نشرها، في مشهد آخر يظهر محاولة الإدارة الأميركية السيطرة على الإعلام. ورفض عدد كبير من وسائل الإعلام الأميركية والعالمية من بينها "نيويورك تايمز" و"فوكس نيوز" و"أسوشييتد برس" و"فرانس برس"، الثلاثاء الماضي، التوقيع على وثيقة لـ"البنتاغون" تتضمن إجراءات تقيد تغطيات الصحافيين، رغم أنهم قد يخسرون اعتمادهم الصحافي نتيجة لذلك، حسبما نقلت "فرانس برس".

 

ونصت الوثيقة على أن الصحافيين المعتمدين لا يمكنهم طلب أو نشر بعض المعلومات من دون إذن صريح من وزارة الدفاع. وقالت "رابطة صحافيي البنتاغون" في بيان أن الأحكام الجديدة "تكمم أفواه موظفي البنتاغون وتهدد بالانتقام من الصحافيين الذين يسعون للحصول على معلومات لم تتم الموافقة على نشرها مسبقاً". وأشارت "فرانس برس" في بيان منفصل أن "القيود الجديدة المقترحة في الوثيقة تتعارض مع أسس العمل الصحافي، وتقوض الحقوق المنصوص عليها في التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة" الذي يكرس حرية الصحافة. وأضافت: "إنها تفرض عراقيل غير ضرورية على عمل الصحافيين، وتسبب التباساً بين مسؤوليات موظفي البنتاغون ومسؤوليات الصحافيين الذين يغطون الأخبار".

 

وفي بيان مشترك نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت كل من "ايه بي سي" و"سي بي اس" و"سي ان ان" و"ان بي سي" و"فوكس نيوز" الأميركية أنها "تنضم عملياً إلى كل وسائل الإعلام الأخرى في رفضها قبول متطلبات البنتاغون الجديدة، والتي من شأنها أن تقيد قدرة الصحافيين على مواصلة إطلاع الأمة والعالم على قضايا الأمن القومي المهمة". وأضافت: "سنواصل تغطية أخبار الجيش الأميركي مع التمسك بمبادئ الصحافة الحرة والمستقلة". كذلك، رفضت صحيفة "واشنطن بوست" ووكالة "رويترز" ووسائل إعلام ذي توجه محافظ مثل "نيوزماكس"، التوقيع على الوثيقة. وتأتي الإجراءات الجديدة في إطار حملة أوسع بدأت منذ عودة دونالد ترامب إلى السلطة، لتقييد وصول الصحافيين إلى "البنتاغون"، أكبر جهة توظيف في البلاد بميزانية سنوية بمئات المليارات من الدولارات.

 

وفي الأشهر السابقة، طردت وزارة الدفاع التي أعادت إدارة ترامب تسميتها حديثاً بوزارة الحرب، من مكاتبها المخصصة في "البنتاغون" ثماني وسائل إعلام من بينها "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"سي إن إن". وشهدت المؤتمرات الصحافية انخفاضاً كبيراً هناك، حيث عقدت أقل من ستة مؤتمرات منذ بداية العام، مقارنة بمؤتمرين أقله أسبوعياً خلال رئاسة جو بايدن. كذلك، قيدت الوزارة تحركات الصحافيين داخل "البنتاغون"، واشترطت أن يصاحبهم مرافقون عند مغادرتهم مناطق محددة. 

 

وفي نيسان/أبريل، تورط وزير الدفاع بيت هيغسيث، وهو مقدم برنامج سابق في محطة "فوكس نيوز"، في تسريب خطط عسكرية عندما أضيف صحافي من غير قصد إلى مجموعة مراسلة عبر تطبيق "سيغنال" كان هيغسيث عضواً فيها. وأفادت الصحافة الأميركية بأنه ناقش الخطط نفسها المتعلقة باليمن في مجموعة أخرى عبر "سيغنال" مع اثني عشر شخصاً من دائرته الشخصية والمهنية، ما دفع "البنتاغون" لإطلاق تحقيق. ورد هيغسيث على وسائل إعلام عدة عبرت عبر منصات التواصل الاجتماعي عن رفضها توقيع وثيقة البنتاغون، بإيماء يد وكأنها تلوح بالوداع، بنفس الأسلوب الاستفزازي الاستعلائي الذي يقدمه ترامب وكل من معه في الإدارة الأميركية.

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث