تكريم عمرو طرزان.. بطل "سوريا بالكرافان"

المدن - ميدياالأربعاء 2025/10/15
عمرو طرزان
عمرو طرزان
حجم الخط
مشاركة عبر

في خطوة رمزية تعبّر عن توجه وزارة السياحة السورية في التعامل مع صنّاع المحتوى بوصفهم أدوات مهمة لتنشيط السياحة، استقبل وزير السياحة مازن الصالحاني اليوتيوبر المصري عمرو طرزان في مقر الوزارة بدمشق، وقدّم له درع "شكر وتقدير" على سلسلة الفيديوهات التي أنجزها خلال جولته الأخيرة في البلاد، التي وصفها الوزير بأنها "منشورات متميزة عن السياحة السورية".

 

 

وجرى اللقاء داخل مبنى الوزارة، في قاعة الاستقبال بحضور الفريق الإعلامي المرافق لصانع المحتوى المصري، وسط حضور إعلامي  بسيط، ولم توضح الوزارة في بيانها صيغة الدعوة ولا خلفياتها، مكتفيةً بالإشارة إلى محتوى طرزان بوصفه مبادرة شخصية تستحق التقدير.

 

"سوريا بالكرفان"

عمرو طرزان، وهو يوتيوبر مصري يتجاوز عدد متابعيه 350 ألفاً في "تيك توك" وحده، بدأ رحلته في سوريا قبل أسابيع من الآن، قادماً من تركيا عبر معبر باب الهوى الحدودي. 

 

 

وصل طرزان إلى سوريا بكرفان قديم (ميكرو باص)، قاده في جولة شملت محافظات إدلب، حلب، حماة، حمص، دمشق، تدمر، بانياس، طرطوس، واللاذقية، نشر خلالها سلسلة من المقاطع المصورة تحت عنوان "نكتشف سوريا بالكرفان"، وحملت غالباً عناوين لافتة من نمط: "هذه ليست سويسرا، هذه جبال اللاذقية"، و"أغرب قرية في سوريا يتكلم سكانها التركية"، و"5 أكلات حمصية لا يعرفها الجميع"، و"تجربة الـ10 دولار في الساحل السوري"، إضافة إلى توثيق مباشر لرحلته على الطريق: أكثر من 1200 كيلومتر قطعها عبر المدن السورية في ما وصفه بـ"رحلة العمر".

 

 

مقاطع الفيديو التي ينشرها طرزان تجمع بين نمط المغامرة والتوثيق الشعبي، وتركز على الأسواق والطعام والطبيعة والمواقع الأثرية والأسعار، وتخلو من الطابع الترويجي المباشر أو السياسي، لكنها في الوقت نفسه، تبني سردية مضادة للسائد، تقدّم صورة مرئية عن سوريا كما تبدو في عيون زائر خارجي، وهي السردية التي تحرص الحكومة الانتقالية على إبرازها منذ توليها السلطة أواخر العام الماضي.

 

 

"أماكن ما كنا نعرفها"

التكريم الذي نشرته الوزارة في صفحتها الرسمية في فايسبوك، قوبل بإشادة لافتة من المعلّقين السوريين، الذين رأوا في عمرو طرزان صوتاً صادقاً نجح في تقديم صورة جميلة عن سوريا من دون تضليل. وكتب أحدهم: "أنا سوري، وبفضله عرفت أماكن ما كنت سامع فيها ببلدي"، في حين اعتبر آخر أن "هذا اليوتيوبر عمل إعلانات لسوريا أكثر من الحكومة". التعليقات، التي غلب عليها الطابع الإيجابي، لم تغفل الدعوة للاستفادة من صناع المحتوى بوصفهم حلفاء محتملين في تنشيط السياحة، وإعادة تشكيل الصورة العامة عن البلاد.

 

 

ويتقاطع هذا التكريم مع السياسة المعلنة لوزارة السياحة، التي أعلنت الشهر الماضي عن توقيع عقود استثمار سياحي تتجاوز 1.5 مليار دولار، تشمل مشاريع في الساحل والداخل، وإطلاق خطة ترويج رقمية تستهدف الجمهور العربي في المقام الأول، عبر حملات مع مؤثرين ومنصات متخصّصة. وتقول مصادر في الوزارة إن استراتيجية ما بعد الحرب تقوم على "السياحة بوصفها رافعةً اقتصادية، ورمزاً للانفتاح والاستقرار"، مما يفسّر الاهتمام بالمحتوى البصري الحديث، واحتضان صنّاعه.

 

 

ويندرج تكريم "طرزان" ضمن سياسة أوسع انتهجتها الحكومة الانتقالية منذ سقوط النظام، تقوم على تعزيز التواصل مع صنّاع المحتوى العرب والدوليين، بوصفهم شركاء في صياغة صورة جديدة لسوريا. ففي الشهور الأولى لتسلّمه مهامه، التقى الرئيس أحمد الشرع بعدد من أبرز المؤثرين، من بينهم الرحالة المغربي "ابن حتوتة"، في لقاءات وصفت آنذاك بأنها "غير رسمية لكنها استراتيجية"، وهدفت إلى فتح البلاد أمام عدسات غير حكومية، وتشجيع تغطيات حيادية تركز على الحياة اليومية والمواقع الطبيعية والتاريخية.

 

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث