"نوبل للسلام" يرضى أوروبا.. ويغضب البيت الأبيض و"الممانعة"

المدن - ميدياالسبت 2025/10/11
الحائزة على جائزة نوبل للسلام ماريا كورينا ماتشادو (غيتي)
الحائزة على جائزة نوبل للسلام ماريا كورينا ماتشادو (غيتي)
حجم الخط
مشاركة عبر

كافأت جائزة نوبل للسلام للعام 2025 الجمعة زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، "المحرِرة" المرغمة على العيش في الخفاء في بلد تحول إلى "دولة قاسية واستبدادية"، بحسب لجنة نوبل النروجية.

وحفّز الاعلان عن الجائرة، أوروبا، على الإشادة بالجائزة، لكنها دفعت البيت الأبيض لاعتبارها " تعطي الأولوية للسياسة على حساب السلام"، في وقت تعد الجائزة مكافأة لمعارضتها حكم تشافيز ومادورو اللذين عرفتا بعلاقاتهما مع إيران، ويحظيان بتأييد قوى "الممانعة" في الشرق الأوسط. 

 

إنجاز مجتمع بأكمله

وأعلنت ماتشادو تعليقاً على فوزها بالجائزة: "إنني ممتنة للغاية باسم شعب فنزويلا، لم نصل إلى هدفنا بعد"، في مكالمة فاجأها بها سكرتير لجنة نوبل كريستيان بيرغ هاربفيكن في وسط الليل. وتابعت في مقطع مصور لتلقيها الخبر فيما كانت نائمة" "إننا نعمل جاهدين للتوصل إلى ذلك، لكنني واثقة من أننا سننتصر". وقالت: "آمل أنكم تدركون أنها حركة، أنه إنجاز مجتمع بكامله. أن مجرد شخص واحد، لا أستحق هذا بالتأكيد". 

وقال رئيس اللجنة يورغن واتنه فريدنس في أوسلو أن ماتشادو "قدمت أحد أكبر الأمثلة الاستثنائية على الشجاعة في النشاط المدني في أميركا اللاتينية خلال الفترة الأخيرة". وتابع أنها "كانت شخصية محورية في وحدة المعارضة السياسية التي كانت منقسمة بعمق في السابق، لكنها توصلت إلى توافق للمطالبة بانتخابات حرة وبحكومة تتمتع بصفة تمثيلية". 

 

معارضة تشافيز.. ومادورو

وخاضت ماتشادو العمل السياسي في مطلع العقد الأول من الألفية حين نشطت من أجل تنظيم استفتاء ضد الرئيس آنذاك هوغو تشافيز، فجعلت من سقوط النظام التشافي قضيتها.

وبالرغم من شعبيتها الكبيرة، منعت المهندسة الأم لثلاثة أولاد من الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2024 التي فاز فيها نيكولاس مادورو، وريث تشافيز في السياسة، بالرغم من احتجاجات المعارضة.

ولم تعترف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول كثيرة بفوز مادورو الحاكم منذ 2013، بل تعتبر الفائز إدموندو غونزاليس أوروتيا الذي حل محل ماتشادو مرشحا عن المعارضة عند استبعادها من الاقتراع.

وعلق أوروتيا المقيم اليوم في المنفى في إسبانيا، في منشور على إكس أن ماتشادو "تستحق عن جدارة" الجائزة، فيما رأت الأمم المتحدة أن اختيار زعيمة المعارضة "يعكس تطلعات الشعب الفنزويلي إلى انتخابات حرة ونزيهة". 

كذلك رأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في الجائزة "رسالة قوية".

 

ماتشودو
لافتة في كاراكاس تتهم المعارضة الفنزويلية بالمسؤولية عن استمرار العقوبات الاميركية على البلاد (غيتي)

آلة قمعية

وقال فريندنس أن "فنزويلا انتقلت من بلد ديموقراطي ومزدهر نسبيا إلى دولة قاسية واستبدادية تعاني أزمة إنسانية واقتصادية". وتابع أن "آلة الدولة القمعية موجهة ضد شعبها نفسه. نحو ثمانية ملايين شخص غادروا البلاد. والمعارضة تم إسكاتها بصورة منهجية من خلال التزوير الانتخابي والملاحقات القضائية والسجن". 

وبالرغم من شعبيتها الواسعة، اضطرت ماتشادو إلى العيش في الخفاء في بلد رفضت مغادرته.

 

قلب ترامب الطيب

ولم يخف الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغبته في الفوز بالجائزة العريقة هذه السنة.

ويردد رجل الأعمال السابق منذ عودته إلى البيت الأبيض لولاية ثانية في كانون الثاني/ينير، أنه "يستحق" الجائزة، مؤكدا دوره في وضع حد لثماني حروب، وآخرها الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة حيث تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار استنادا إلى خطة طرحها ترامب.

وفي أول تعليق للبيت الأبيض على الجائزة، قال المتحدث باسم البيت الأبيض ستيفن تشونغ في منشور على منصة "إكس": "سيواصل الرئيس ترامب إبرام اتفاقات السلام وإنهاء الحروب وإنقاذ الأرواح". وأضاف: "فهو يملك قلبا محباً للخير، ولن يكون هناك شخص مثله يستطيع تحريك الجبال بقوة إرادته المحضة". وتابع: "لقد أثبتت لجنة نوبل أنها تعطي الأولوية للسياسة على حساب السلام".

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث