بين أهمية مسيرتها الفنية الطويلة وتنوع أعمالها وأسلوبها في الأداء، تعتبر سحر فوزي من الأسماء النسائية البارزة التي أسهمت في تطور الدراما السورية، وعرفت كيف تحافظ على حضور متجدد يتناغم مع متغيرات المشهد الفني عبر السنوات، وتتميز بأداء هادئ ورصين مع قدرة عالية على التعبير عن الانفعالات الداخلية للشخصية من دون مبالغة، وتميل إلى الأداء الطبيعي الذي يعكس صدق الشخصية، وتتقن توظيف نظراتها وتعابير وجهها ما يساعد على منح أدوارها بعداً إنسانياً وعاطفياً يلامس الجمهور.
وتشارك فوزي في مسلسلين جديدين خلال الموسم الرمضاني المقبل، وكانت تتحضر للمشاركة في عروض مسرحية "باب الحارة" في سوريا وعدد من الدول العربية قبل أن تنسحب من العرض، الجمعة، معيدة سبب الانتعاش الذي تعيشه الدراما السورية بشكل عام والزخم الذي يشهده العمل المسرحي على وجه الخصوص إلى عودة الهدوء إلى ربوع الوطن.
وأوضحت فوزي في حديث مع "المدن": "مع عودة الاستقرار بدأت الناس تتنفس وبالتالي، انفتحت سوريا على الدول العربية، وتحسن الوضع، وأصبح بإمكان المنتج السوري أن يدخل الأسواق العربية بقلب قوي. مثلاً منتج مسرحية باب الحارة هو المصري محمد الشريف، لكنها لن تكون نسخة أو استكمالاً للمسلسل بل ستقدم بشكل مختلف عنه مع الاستعانة ببيئة من باب الحارة"، مضيفة أن القصة من كتابة مروان قاووق وهي مبنية على صراع معين مع نفس كوميدي وتجمع بين الحاضر والماضي، وفيها إسقاطات على الوقت المعاصر ويشارك فيها عدد كبير من نجوم "باب الحارة" مثل علي كريم المعروف بشخصية "أبو النار" وأندريه سكاف ووائل زيدان، وروبين عيسى وغيرهم.
وأشارت فوزي إلى أنها ستظهر في رمضان ضمن عملين. الأول سيصور في مصر والثاني في أبوظبي: "طلبت للمشاركة في المسلسل المصري بوابة 707" وأنا حالياً بصدد قراءة النص. العمل جميل ومشوق ومن النوع الاجتماعي الخيالي، وألعب فيه دور سيدة برجوازية، صاحبة أعمال وشركات كما أنها أم لعدد من الأولاد وتخاف عليهم كثيراً. والإنتاج لشركة "ديفرنت" والقصة لمصطفى غانم، والتأليف لرفيق القاضي، والإخراج لأحمد يسري.
أما المسلسل الثاني فيحمل عنوان "إنكسار" للمخرج باسم سلكا ويتم تصويره في الإمارات "لكنني لا أعرف تفاصيله حتى الآن، ودوري فيه يبدأ من الحلقة 15. ووافقت عليه لأنني أعرف منتجه مجد جعجع الذي تعاونت معه العام الماضي في مسلسل تحت الصفر، وغالباً سنبدأ التصوير في 15 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل".
وحتى الآن لا تعرف فوزي السبب الذي دفع منتج مسلسل "بوابة 707" إلى اختيارها لدور باللهجة المصرية في مسلسل مصري: "أنا أيضاً سألت نفسي هذا السؤال وحتى الآن لم أحصل على جواب من القائمين على العمل، لكنني أعرف جيداً أن المصريين يحبونني من خلال متابعتهم للأعمال التركية المدبلجة التي شاركت فيها بشخصيات مهمة وأساسية وهم يتخيلون الممثلة التركية بصوتي الذي انطبع في ذاكرتهم. وطبعاً أنا أتقن كثيراً من اللهجات العربية وقدمت أعمالاً باللهجة الخليجية والبدوية السعودية والبدوية الأردنية والأردنية المعاصرة والبدوية السورية كما شاركت في أعمال تاريخية واللهجة المصرية ليست صعبة علي على الإطلاق ونحن معتادون عليها".
واعتادت فوزي على العمل بين لبنان والإمارات، ولم تقدم في سوريا منذ وقت طويل سوى "باب الحارة" لأن هذا الأمر يعتمد على العروض بشكل عام: "خلال فترة الحرب، تراجع عدد شركات الإنتاج في سوريا واقتصر على شركتين أو ثلاث شركات فقط لم تكن تغطي سوى 10% من ممثلي سوريا ولأنني كنت أتواجد خارج في سوريا طوال السنوات الماضية ربما لم يحاول المنتجون التواصل رغم أنني موجودة في مواقع التواصل الاجتماعي ومن السهل جداً الوصول إلي".
ورأت فوزي أن الدراما السورية أثبتت وجودها بجدارة في فترة من الفترات، ورغم الحرب ظلت مستمرة بمستوى عال كما توقعت أن تستعيد مجدها وتنافس عربياً من دون أدنى شك، خصوصاً أن المحطات العربية بدأت تستقطب الدراما السورية إضافة إلى الاهتمام السعودي بالأعمال المسرحية السورية.
ورغم غيابها الواضح عن الأعمال السورية اللبنانية المشتركة، رفضت فوزي إدراج هذا النوع من الدراما في إطار الموضة لأنها "كانت موجودة منذ 30 أو 40 سنة، وأنا شاركت في عدد كبير منها في مختلف الدول العربية، وشخصياً أنها أحبها كثيراً لأنها تخلق تنافساً شريفاً بين الممثلين العرب لتقديم الأفضل وتمثيل بلدهم على أكمل وجه، كما أعتقد أن الجمهور العربي يحبها أيضاً ولم يمل منها أبداً بدليل نسب المشاهدة العالية التي تحققها وأظن أن المسألة لا تتعدى كونها مخططات وقرارات خاصة بشركات الإنتاج".
وفي ظل انفتاح السوق على الدراما المعربة لا تبدي فوزي ترحيباً بها: "أنا لم أشارك فيها، وعادة يفضل الممثل تجسيد الشخصية التي يرسمها، ويفكر كيف يقدمها وبأي شكل، لكنه في الدراما المعربة ليس سوى منفذ لشخصية تم تقديمها سابقاً. سمعت أن المخرج يصر على أن يكون العمل نسخة طبق الأصل عن العمل التركي وإذا كان هناك إقبال عليها من قبل بعض الممثلين السوريين لأنها تؤمن لهم دخلاً مادياً كبيراً فإن السبب يعود إلى تراجع الإنتاج في سوريا وعدم وجود سوق لبيع الأعمال السورية خلال فترة الحرب وحينها كان يجد الممثل نفسه مضطراً للذهاب إلى مكان أفضل يرضيه مادياً ومعنوياً لكن الظروف تغيرت اليوم وبدل أن يمضي تسعة أشهر في تركيا لتصوير مسلسل واحد من 90 حلقة أصبح بإمكانه اليوم أن يصور 3 أو أربع أعمال في الدول العربية وأن يحصل على الدخل نفسه سنوياً".
