انتشر فيديو يوثق اعتداء إحدى العاملات في الكادر التعليمي على مجموعة من التلاميذ في باحة مدرسة ابتدائية، مستخدمة عصاً خشبية وبصورة عنيفة خلال اصطفافهم، قبل أن تنتقل لضرب طفل آخر وسط صراخ وخوف واضحين، وأثار ذلك موجة غضب واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي.
إجراءات فورية
وقال مدير التربية والتعليم في ريف دمشق، فادي نزهت، في تصريح عبر منشور في "فايسبوك"، إن المديرية تابعت الفيديو منذ اللحظة الأولى، مؤكداً الرفض القاطع لأيّ عقاب جسدي أو إهانة للتلاميذ، وأشار إلى اتخاذ إجراءات أولية بتوقيف المديرة، ومنعها من دخول المدرسة، وتشكيل لجنة خاصة لمتابعة الحادثة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية وإدارية، مشدداً على حرص المديرية على بيئة تعليمية آمنة تقوم على الاحترام والحوار.
المدرسة التي أعيد ترميمها في الفترة الأخيرة، وافتُتحت بواجهة حديثة ومرافق محدثة وألوان زاهية، عادت إلى الواجهة بجدل لا يتعلق بالبناء ولا التجهيزات؛ بل بثقافة التأديب العنيف داخل الصفوف والساحات.
وقال ناشطون ومهتمون بالتربية والطفل، إن تحديث المدارس لا يقتصر على الغرف والسبورات والألوان الجميلة؛ بل يبدأ من تغيير الذهنية التي ترى في الضرب وسيلة للانضباط، معتبرين أن الواقعة تكشف فجوة بين خطاب الإصلاح التعليمي، والممارسة اليومية داخل بعض المؤسسات.
تفاعل مدني وانتقادات حادّة
واعتبرت تعليقات واسعة لحقوقيين وتربويين أن عقلية الضرب عقلية فاشلة، وتورّث انعكاسات لاحقة على التلميذ، داعية إلى فصل المديرة ومحاسبتها لتكون "عبرة لكل من يفكر في ضرب الطلاب"، ووصفت التعليقات المدارس التي تهان فيها الطفولة أمام أقرانها، بأنها تفقد جوهر التربية، وتتحول إلى فضاء قمعي كالسجون.
الآثار النفسية للعقاب الجسدي
وتجمع الأدبيات البحثية والحقوقية الحديثة على أن العقاب البدني في الطفولة يرتبط بزيادة مشكلات القلق والاكتئاب والسلوك العدواني وضعف التحصيل، من دون أيّة نتائج تربوية إيجابية.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن العقاب الجسدي يضر بالصحة النفسية والجسدية، ويزيد السلوكيات الإشكالية مع الوقت، وتُعدّه قضية صحة عامة، في حين تُظهر بيانات "يونيسف" أن مئات الملايين من الأطفال يتعرضون لأشكال من "التأديب العنيف"، بما يعمق دوائر العنف داخل الأسرة والمدرسة.
