إسرائيل دمّرت آثار غزة خلال عامين من الحرب

المدن - ميدياالثلاثاء 2025/10/07
أنقاض قصر الباشا في غزة (Getty)
أنقاض قصر الباشا في غزة (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

لم تؤد الحرب المستمرة في غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" إلى تدمير البنى التحتية والمنازل فقط، بل امتدت لتطول أبرز المواقع الأثرية والمعالم التراثية التي تشهد على حضارات متعاقبة تمتد لآلاف السنين، فيما يصفه فلسطينيون ومؤسسات حقوقية بأن جزء من "محاولة ممنهجة لطمس الهوية الثقافية والحضارية للشعب الفلسطيني".

 

وبحسب آخر إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، دمر الجيش الإسرائيلي 208 مواقع أثرية وتراثية من أصل 325 موقعاً في القطاع، بينما تعرضت بعض القطع الأثرية النادرة للسرقة. وتم توثيق بعض تلك الأحداث في مقاطع فيديو نشرها الجيش الإسرائيلي، وأكدها مسؤولون فلسطينيون، حسبما نقلت وكالة "الأناضول".

 

ويعرف قطاع غزة كواحد من أقدم المناطق التاريخية في المنطقة، حيث توالت عليه الحضارات الفرعونية والإغريقية والرومانية والبيزنطية والكنعانية والفينيقية، وصولاً إلى الحقبة الإسلامية ثم عصور المماليك والعثمانيين. وتركت تلك الحضارات إرثاً عمرانياً وثقافياً متنوعاً.

 

وتتركز غالبية المواقع الأثرية في مدينة غزة القديمة، المعروفة بـ"البلدة القديمة"، التي تعود جذورها للحضارة الفينيقية قبل نحو 1500 عام قبل الميلاد، وتضم أحياء الشجاعية والزيتون والتفاح والدرج، وهي مناطق تعرضت لقصف جوي ومدفعي واسع منذ اندلاع الحرب، خصوصاً في الشهرين الأخيرين حيث شهدت تلك المناطق تدمير أحياء كاملة.

 

ومن أبرز المواقع التي تدمرت: 

  • "المسجد العمري" وهو ثالث أكبر مسجد في فلسطين، تحول على مدى القرون من معبد وثني إلى كنيسة بيزنطية ثم مسجد. وتعرض لتدمير شبه كامل في كانون الأول/ديسمبر 2023.

  • "كنيسة القديس برفيريوس": وهي أقدم كنيسة في غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم، استهدفت مرتين في تشرين الأول/أكتوبر 2023 ما تسبب لها بدمار كبير وبمقتل عدد من النازحين داخلها.

  • "مسجد كاتب ولاية": من المساجد المملوكية البارزة، تعرض لقصف مدفعي أدى لأضرار في تشرين الأول/أكتوبر 2023.

  • "مسجد السيد هاشم": ويعتقد أنه يضم قبر هاشم بن عبد مناف جد النبي محمد. و تعرض لأضرار جسيمة جراء القصف في كانون الأول/ديسمبر 2023.

  • "المستشفى الأهلي العربي" (المعمداني): مستشفى تاريخي يتبع للكنيسة الأسقفية وارتبط اسمه بمجزرة ساحة المستشفى التي أودت بحياة نحو 500 فلسطيني إثر قصف إسرائيلي.

  • "قصر الباشا": وهو نموذج معماري بين المملوكي والعثماني، تحول جزؤه السفلي إلى متحف، لكنه تعرض لدمار واسع في كانون الأول/ديسمبر 2023.

  • "سوق القيسارية" الأثري و"سوق الزاوية" الشعبي: أضر القصف الإسرائيلي بالبنية التاريخية لكليهما.

  • "حمام السمرة": آخر الحمامات العثمانية اختفى تحت ركام القصف في حي الزيتون. 

  • "مقام الخضر" في دير البلح: أول دير مسيحي في فلسطين، عانى أضراراً جزئية جراء القصف.

 

ولم تتوقف الاعتداءات عند القصف، بل اتجه الجيش الإسرائيلي لتجريف العديد من المواقع الأثرية وسرقة قطع نادرة، كما حدث في مخزن آثار غزة وموقع ميناء الأنثيدون الكنعاني. وأكدت مديرة متحف "قصر الباشا" ناريمان خلة تعرض المتحف للدمار وسرقة مقتنيات أثرية منه في كانون الأول/ديسمبر الماضي. ورأت أن الجيش يحاول طمس الهوية الفلسطينية عبر محو شواهد الحضارات في غزة.

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث