نفت مصادر حكومية في دمشق ما تداولته صفحات في مواقع التواصل من ادعاءات عن "تخريب متعمد" طال آلات المعهد الموسيقي الوطني في مبنى ثانوية جودت الهاشمي في العاصمة السورية.
وزارة التربية: ترميم وليس تخريب
وفي بيان نشرته وكالة "سانا" الرسمية، قالت وزارة التربية والتعليم إن ما يظهر في الصور المتداولة جزء من عملية تأهيل شاملة تجري داخل حمامات المدرسة، وهو ما أكده مسؤول في مديرية التربية بمحافظة دمشق لمنصة التحقق من المعلومات "تأكد".
ميريلا أبو شنب: الرواية المتداولة "مفبركة ومضللة"
ونشرت الإعلامية السورية ميريلا أبو شنب التي تعمل في الموقع الاميركي السوري "No Filter" وتقيم في دمشق، مقطع فيديو على صفحتها الشخصية، أشارت فيه إلى أن الصور التي نشرت جرى تفسيرها بطريقة مغلوطة تماماً، ووصفت الرواية المتداولة بأنها "مفبركة ومضللة"، وتفتقر لأي تدقيق أو تحقيق صحافي.
وتساءلت أبو شنب عن كيفية تداول هذه القصة على هذا النطاق الواسع دون أن يتكلف أحد عناء الاتصال بإدارة المدرسة أو التحقق الصور، معتبرة أن انتشار هذا النوع من الأخبار يعكس "تسرعاً واستهانة بالتحقق، وميلاً إلى تصديق السيناريو الأسوأ من دون دليل". وقالت أبو شنب إنها ستقابل مدير المعهد هيثم أمين للتحقق من كل تفاصيل القصة.
وبالعودة إلى الصور التي رافقت المنشورات المتداولة، لا يظهر فيها أي دليل على كسر أو تخريب آلات موسيقية. وتقتصر المشاهد على رفوف ومقاعد مدرسية وبقايا هدم، دون وجود آلات أو محتوى فني مستهدف، كما أن إدارة المدرسة لم تصدر أي بيان أو تعليق حول الموضوع.
"شيخ" بلا اسم، وتصريحات منسوبة لا وجود لها
اللافت في الرواية التي انتشرت على عدد من الصفحات، هو الإشارة إلى شخصية وصفت بأنها "شيخ" أشرف على تنفيذ عملية التخريب بدوافع دينية، ونسبت إليه تصريحات مثل "الموسيقى رجس من عمل الشيطان". إلا أن المنشورات لم تذكر اسمه أو صفته أو أي جهة يتبع لها.
في المقابل، أكدت مديرية التربية أن من ينفّذ المشروع هو متعهد مدني، وليس جهة دينية أو موظف رسمي، ما يجعل هذه القصة بلا سند.
وتكررت الرواية نفسها في أكثر من ثلاثين صفحة غير إعلامية وفق النمط المعروف في الشائعات الرقمية التي تصاغ بلغة درامية وتنسخ على نطاق واسع من دون تحقق.