الفنانون وفضل شاكر: قطيعة وحذر.. ثم الدعم

المدن - ميدياالأحد 2025/10/05
maxresdefault.jpg
فضل شاكر في 2018 (أرشيف)
حجم الخط
مشاركة عبر

منذ انتقال اسم فضل شاكر من منصة الغناء إلى عناوين السياسة والأمن بعد العام 2012، ظل الوسط الفني العربي يجادل بشأنه، وتراوحت المواقف بين إدانته، والإعلان عن "الغفران المشروط"، ودعم صريح يفصل الصوت عن التهمة. 

ومع كل محطة سياسية أو قضائية في لبنان والمنطقة، من معركة عبرا العام 2013، إلى أحكام المحكمة العسكرية في الأعوام التالية، ثم عودته الرقمية إلى الغناء منذ العام 2018، وصولاً إلى تسليمه نفسه ليلة السبت، كانت تصريحات الفنانين والإعلاميين والمؤثرين تتشكل وتعاد قراءتها، من القطيعة والحذر، وصولاً الى الدعم. 

 

2013–2014: صدمة عبرا وبواكير القطيعة

في آب/أغسطس 2013، وبعد أسابيع على معركة عبرا، أعلن زياد برجي في مقابلة عبر تلفزيون "MTV" أنه سحب كل الأغنيات التي لحنها لفضل شاكر ووزعها على فنانين آخرين، مؤكداً قطع العلاقة مع فضل بعد الأحداث، مع بقائه على تواصل مع ابنه محمد، وجاء التصريح في ذروة اصطفاف سياسي وأمني انقسم فيه الرأي العام حول الجيش والسلاح والشيخ أحمد الأسير.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2014، قدّمت المطربة اللبنانية نوال الزغبي موقفاً مؤيداً لشاكر ولكنه جاء مشروطًا، وقالت الزغبي إن فضل كان محباً للجيش وموّل حفلاً لصالحه، وإنها لا تعتقد أنه شارك في القتال بعبرا، مع تأكيدها على أن القضاء هو الفيصل. وعبرت عن عدم ممانعتها عودته للغناء إذا ثبتت براءته. 

 

2015: تباين في ذروة تصاعد الخطاب الطائفي

في نيسان/أبريل 2015، تبنت باسكال مشعلاني لهجة تعاطف من دون تسييس: وقالت: "لا أحد لا يحب صوته، الله هو من سيحاسبنا"، رافضة استغلال القضية.. 

وحين سئلت المطربة اللبنانية إليسا في مؤتمر صحافي لـشركة "روتانا" عن ديو "جوا الروح" مع شاكر، أجابت أنها غير نادمة على العمل وأن فضل "من أهم الأصوات العربية"، لكنها "ليست في موقع لإدانته".

 

2016: اتهام مباشر ودعم فني

في شباط/فبراير 2016، كشف راغب علامة في برنامج "مصارحة حرة" أنه تلقى تهديداً من فضل لأسباب طائفية، قبل أن يعلن أنه سامحه بعد وساطة سياسية، وهو موقف وضعه في خانة المعارضين بحدة رغم مفردة "المسامحة"، تماشياً مع توتّرات إقليمية كانت ترفع منسوب الاستقطاب.

وفي آذار/مارس قال فارس كرم لصحيفة "الراي" إنه يحب فضل كفنان ويتمنى عودته للغناء، مؤكداً أنه يتحدث فنياً لا سياسياً، مع إظهار اعتزاز معاكس بغنائه للمقاومة والرئيس السوري.

 

2017: أحكام قاسية وردود صارمة

بعد الحكم الغيابي الذي صدر بحق شاكر بالسجن  15 عاماً، كتب المطرب اللبناني رامي عياش: "من نسي فضل البلد الذي يعيش فيه وهاجم جيشه… هو من حكم على نفسه بالسقوط"، مستعيداً شتيمة قديمة من فضل له "الدبابة الصدئة"، وجاء ذلك بينما كانت صورة الجيش اللبناني في صدارة الرأي العام عقب أحكام عبرا.

 

2019–2021: بدايات تسامح متحفّظ

في أيّار/مايو 2019، قالت كارول سماحة إنها سامحت فضل، لكنها لن تثق به مجدداً لأن ما فعله ليس وطنياً، مضيفة أنها لم تستمع بعد لأعماله الجديدة ولكن قد تفعل، وكانت تلك المرحلة قد شهدت تبرئته من قتل الجنود، مما خفّف حدّة بعض المواقف وإن لم يسقط التحفظ الأخلاقي.

 

2022–2024: انتقاد فني وتعاطف صريح

في تشرين الأول/أكتوبر 2022، عادت كارول لتسجيل انتقاد فني حين قالت إن أغنية "يا غايب" كانت لها أصلًا، لكن فضل غناها بلحن مختلف، معتبرة ذلك "صدمة".

وفي تموز/يوليو، قال الشاعر أحمد ماضي إن أجيالًا تربت على فن فضل وإنه يراه مظلوماً رغم عدم اتفاقه مع ما فعله، متسائلًا عن طول العقوبة الاجتماعية. وفي أيلول/سبتمبر من العام نفسه، أشاد الشاعر ماضي بالفنان شاكر في منشور في "فايسبوك" واصفاً إيّاه بأنه "فنان يتنفس الإحساس الحقيقي غير المزور".

 

2025: عودة رقمية ودعم يتّسع

في نيسان/أبريل 2025، منح اتحاد الفنانين السوريين في الشتات فضل شاكر عضوية فخرية، وقال مازن الناطور في فيديو إن فضل "إنسان نبيل وصاحب صوت جميل وإنه يستحق رفع القبعات"، وهو موقف سياسي وفنّي جاء في سياق دعم شاكر للثورة السورية.

وفي 25 حزيران/يونيو، قالت الشاعرة جمانة جمال إن دويتو "حدوتة" الذي يجمع فضل بـشيرين عبدالوهاب "يعيد الجمهور إلى الزمن الجميل" ويستعيد غناء الحب.

وفي تموز/يوليو، أعلن جوزيف عبود (زاف) أنه سجل أغنيتين مع فضل، واصفاً التعاون بأنه حلم تحقق وبداية مشاريع قادمة.

وطوال صيف العام الحالي 2025، تردّد أن المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب، التي طالما حافظت على علاقة جيدة مع شاكر، حاولت دخول مخيم عين الحلوة لاستكمال تسجيل "حدوتة"، لكن السلطات منعتها لأسباب أمنيّة، فجرى التفكير ببدائل إنتاجية خارج المخيم. 

وفي منتصف أيلول/سبتمبر 2025، جدد وائل جسّار إشادته بـ"إحساس لا ولن يتكرّر" لفضل، معتبراً اختياراته مميزة، وشبه إنتاجاته مع جمانة جمال بـ"نكهة الرحابنة"، ثم دعا إلى فرجٍ قريب وعودة إلى المسرح، وأثنى على موهبة ابنه محمد شاكر.

وفي 10 أيلول/سبتمبر، وعلى وقع حملات إلكترونية، قال راغب علامة إنه "سيتبرأ من ابنه لو حمل السلاح ضد الجيش"، مؤكداً إيمانه بالقضاء ورافضاً السجالات الإلكترونية؛ فردّ محمد فضل شاكر عليه بمنشور في "فايسبوك": والدي لم يقتل أحداً ولم يحمل السلاح إلا دفاعاً عن نفسه"، داعياً علامة إلى التوقف عن الاتهامات بلا أدلة في سجال أعاد خطوط القطيعة القديمة إلى الواجهة.

وبعد أن سلم الفنان شاكر نفسه أمس السبت إلى مخابرات الجيش اللبناني، نشر ابنه محمد تعليقاً عبر ستوري في "إنستاغرام" مقتبساً: "إن مع العسر يسرا"، في إشارة إلى التعويل على مسار قضائي علني، كما أعادت منصات إخبارية جمع تصريحات وائل جسار الداعمة خلال أيلول بوصفها تمهيداً معنوياً لاختيار المواجهة أمام القضاء.

أما الفنانة الإماراتية أحلام، صاحبة خط الدعم القديم لفضل، فظهرت بعبارات تهنئة ودعم على حساباتها، مؤكدة تقديرها لصوته ومساندتها لمسار العودة من الباب القانوني.

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث