newsأسرار المدن

حراك طلابي سوري يطالب بجامعة مدنية...خالية من السلاح

المدن - ميدياالأربعاء 2025/05/21
6fc719b4-4f23-4399-9c10-8080334b43d7.jpeg
عندما خرج مئات الطلاب من الجامعات إلى السويداء بعد مضايقات طائفية
حجم الخط
مشاركة عبر
أصدر طلاب وطالبات من مختلف الجامعات السورية بياناً تأسيسياً لـ"حراك طلابي" يؤكد على رؤية مدنية للحرم الجامعي، باعتباره فضاءً حراً للمعرفة والإبداع والعمل الجماعي. وطالب البيان بإرساء أسس لجامعة خالية من السلاح ومظاهر العنف والإقصاء، تحترم حرية الفكر والبحث العلمي، وتضمن التنوع الثقافي والديني والمناطقي، مع إيلاء اهتمام خاص بالطلبة ذوي الإعاقة والمهجرين.

كما دعا الحراك إلى تعزيز الحياة الطلابية الديموقراطية عبر حرية التنظيم والعمل النقابي، وتبنّي آليات عدالة انتقالية لتوثيق الانتهاكات داخل الجامعات منذ العام 2011 ومحاسبة المسؤولين عنها. وناشد البيان الطلاب السوريين للتوقيع على "ميثاق شرف جامعي"، والانضمام إلى شبكات تضامن محلية ودولية ترفض عسكرة الحرم الجامعي وتحمي استقلاليته.

ورحبت منظمة "ناجون" بهذه المبادرة الطلابية، ووصفتها بأنها تعكس "روحاً مدنية حرة ومسؤولة"، معربة عن تقديرها لـ"شجاعة الطلاب في الدفاع عن حقهم في جامعة آمنة، مستقلة وخالية من العنف". وأكدت المنظمة أن مثل هذه المبادرات تساهم في تعزيز القيم الديموقراطية والحريات النقابية، وترسخ مبدأ التعايش في بيئة جامعية جامعة لكل السوريين".


وتداول عدد من الطلاب السوريين البيان عبر صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، معربين عن تأييدهم الكامل للمبادرة، التي حظيت بترحيب واسع وتفاعل إيجابي في الأوساط الطلابية والمجتمع الرقمي.


وجاء البيان الطلابي في أعقاب توترات طائفية شهدتها جامعات ومدن جامعية سورية عديدة، وبلغت ذروتها بين أواخر نيسان/أبريل وأوائل أيار/مايو 2025، بعد انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد مشايخ الطائفة الدرزية، اعتُبر مسيئًا لنبي الإسلام محمد، ما فجّر موجة تحريض وانتقام طائفي، خصوصاً في جامعات حمص، حلب، دمشق، واللاذقية.

وبحسب تقارير إعلامية، تعرّض طلاب دروز لاعتداءات داخل الحرم الجامعي  في حمص، فيما شهدت جامعة حلب حادثة طعن خطيرة بحق طالب درزي نقل إلى المستشفى، ودفعت تلك الاعتداءات مئات الطلاب إلى مغادرة السكن الجامعي والعودة إلى السويداء، خشية التصعيد. ووفق مصادر حقوقية وطلابية، تجاوز عدد العائدين من الطلاب الدروز إلى محافظتهم 300 طالب وطالبة.

وكان وزير التعليم العالي السوري، مروان الحلبي، أكد في تصريحات إعلامية أن "أمن الطلاب داخل الجامعات أولوية لا تقبل التهاون"، وأن الوزارة ستتخذ إجراءات صارمة بحق كل من يثبت تورطه في التحريض الطائفي داخل الحرم الجامعي.

بالتوازي، قال وزير الإعلام حمزة المصطفى، إن: "الجامعات ليست ساحة للصراعات أو خطابات الكراهية، بل مساحة وطنية للتنوير وبناء الوعي، وأي محاولات لتوظيفها في صراعات طائفية مرفوضة ومدانة".

وتبرز هذه المبادرة الطلابية أهمية استعادة الحرم الجامعي كمكان آمن مشترك، خارج حسابات العنف والانقسام. كما تعكس مستوى الوعي المدني لدى الطلاب السوريين، الذين لم يتأثروا بموجة التحريض الطائفي، بل تحركوا لإنتاج موقف موحد، جامع لكل الطوائف والمكونات السورية. ويؤكد هذا البيان أن الجامعة، بما تمثله من تنوع وحيوية، يجب أن تكون منطلقاً لمشروع وطني جديد يعيد للسوريين الثقة ببعضهم، وبقدرتهم على التعايش والمطالبة بمستقبل أفضل.

 

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث