وظهر هويدي في لقاء مباشر عبر برنامج حواري في قناة "الإخبارية السورية"، الأربعاء، معلناً عن المقابلة مسبقاً عبر حسابه في منصة "إكس". وتم تقديم الحوار الذي دار حول لقاء الرئيس المؤقت أحمد الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب ورفع العقوبات عن سوريا، ضمن سياسة جديدة للقناة تهدف، بحسب مديرها جميل سرور، إلى الانفتاح الإعلامي وتوسيع هامش الحريات.
لكن المقابلة أثارت عاصفة من الانتقادات، وسرعان ما تحولت إلى قضية رأي عام. واعتبر الناشط أنس الدغيم استضافة هويدي "سقطة أخلاقية" من القناة، مشيراً إلى أنه شخصية سبقت لها الإساءة إلى الثورة ومكوناتها، فيما قال آخرون أنه غيّر مواقفه بعد سقوط النظام، ما أعاد الحديث عن "التكويع" في البلاد.
وأعادت صفحات معارضة تداول منشورات قديمة لهويدي، تضمنت إنكاراً لمجازر النظام السوري بما في ذلك مجازر الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة، ما اعتبرته المعارضة إهانة لدماء الشهداء وتاريخ الثورة.
وقال ناشطون أن هويدي أحد أكثر الشخصيات استفزازاً بالنسبة للشارع الثوري، مشيرين إلى أنه كان يشمت في قتل أطفال سوريا، وظهر سابقاً وهو يسخر من ضحايا الكيماوي، معتبرين أن استضافته على شاشة وطنية تستوجب الاعتذار.
ويمتلك هويدي بحسب المنشورات المتداولة، تاريخاً طويلاً في تمجيد الإبادة في إدلب تحديداً، ودافع عن الميليشيات الإيرانية وهاجم السوريين المعارضين للأسد بأقذع الأوصاف. وتساءل كثيرون: "هل هذه هي حرية التعبير التي وُعد بها السوريون؟"، رافضين أي محاولة لـ"تلميع الشبيحة ومن أساؤوا للثورة".
ونشر ناشطون تذكيرات بتصريحات سابقة لهويدي وصف فيها الثورة بالإرهاب، وتهجّم على رموزها مثل عبد القادر الصالح وعبد الباسط الساروت مستخدماً صوراً مهينة. كما اتهم منظمة الدفاع المدني "الخوذ البيضاء" بالإرهاب، بما في ذلك العام الماضي قبل أشهر من سقوط الأسد، ضمن تيار أوسع ينكر وجود المجازر في البلاد حينها.
ومحمد هويدي، كاتب ومحلل سياسي سوري من محافظة الرقة، برز اسمه منذ بدايات الثورة السورية العام 2011، وقدم مواقف تلمع صورة بشار الأسد شخصياً عبر ظهوره في الإعلام الرسمي كأحد الأبواق الإعلامية في ماكينة النظام الدعائية. ووصف الأسد في منشوراته في مواقع التواصل بأنه "ليس مجرد رئيس دولة، بل هو فيلسوف وقائد عظيم نفتخر به جميعاً" وكرر بأنه "يقف مذهولاً" أمام قدرات الأسد في "التفكير الاستراتيجي العميق".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها