newsأسرار المدن

دمشق: مخاوف على الحريات الفردية بعد استهداف ملهييَن ليلييَن

المدن - ميدياالثلاثاء 2025/05/06
نادي الكروان في دمشق (Getty).jpg
حجم الخط
مشاركة عبر
أثار مقتل سيدة خلال هجوم شنه مسلحون فجر الاثنين على ملهى ليلي في دمشق، في حادثة هي الثانية من نوعها خلال أسبوع، الخشية من قيود متزايدة ربما تفرضها السلطة الانتقالية على الحريات الشخصية.

ومنذ إطاحة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 كانون الاول/ديسمبر، يدعو المجتمع الدولي السلطات الجديدة إلى احترام الحريات الشخصية والعامة وحماية مواطنيها بما في ذلك الأقليات وإشراك كافة المكونات في إدارة المرحلة الانتقالية، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

وقال آرام (33 سنة)، وهو موظف في منظمة إنسانية في دمشق: "السهر متنفس لنا وطريقة للهروب من ضغوط الحياة، لكن مع تكرار الهجمات، سيصبح ارتياد أي مكان للسهر مدعاة قلق لي ولعائلتي"، فيما أسفر هجوم نفذه بحسب "المرصد السوري لحقوق الانسان": "مسلحون مجهولون بأسلحة رشاشة على ملهى الكروان الليلي في منطقة الحجاز في وسط دمشق"، عن مقتل امرأة، في حصيلة أكدتها محافظة دمشق.

وقال شاهد عيان لوكالة "فرانس برس" من دون الكشف عن هويته خشية على سلامته: "سمعت إطلاق رصاص فجراً، ولم أجرؤ على دخول الملهى إلا بعد وقت" من توقف صوت الرصاص. وأضاف: "رأيت جثة امرأة وبقع دماء على الأرض وحالة من الفوضى".

وتواجه السلطة الانتقالية ذات التوجه الاسلامي، تحدياً كبيراً لجهة طمأنة مختلف المكونات في سوريا وكسب ثقة المجتمع الدولي. وتحاول، على وقع اتهامات تلاحقها بالتشدد في تقييد السلوك العام، أن تقدم نموذج حكم يتسم بالانفتاح والمرونة.

لكن الاشتباكات ذات الطابع الطائفي التي شهدها الساحل السوري في آذار/مارس، وأودت بنحو 1700 شخص، غالبيتهم الساحقة علويون، ثم الاشتباكات مع مسلحين دروز التي أودت الأسبوع الماضي بنحو 120 شخصاً، إضافة الى انتهاكات متفرقة توثقها منظمات حقوقية وسكان في محافظات عديدة، يطرح تساؤلات حول أداء السلطات وقدرتها على ضبط المسلحين التابعين لها.

وأثار الهجومان الأخيران على الملهيين خشية من تكرار هجمات مماثلة. وقال آرام الذي يرتاد مع أصدقائه حانات أو مقاهي عادية تضيق بها أحياء دمشق: "بعد ما جرى، سأتوخى الحذر. فالأمر لا يستحق المجازفة".

ولم تتضح خلفيات الهجوم الأخير أو الجهات المنفذة له. وتعهد محافظ دمشق ماهر مروان الإثنين في بيان بـ"محاسبة العابثين بأمن المدينة مع اتخاذ الإجراءات اللازمة"، مؤكداً في الوقت ذاته سعي السلطات الى "ضبط المخالفات غير القانونية"، لكن ناشطين سوريين أفادوا بأن بعض منفذي الهجوم الأول قبل أيام، مازلوا أحراراً ونشروا متفاخرين بما فعلوه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء الهجوم بعد ساعات من تداول مقطع فيديو التقطته كاميرا مراقبة، تحققت "فرانس برس" من صحته، وتظهر فيه مجموعة من المسلحين وهم يضربون بأعقاب بنادقهم رواد حانة أخرى من نساء ورجال أثناء فرارهم مذعورين. وحصل الهجوم على الملهيين في منطقة تجارية في قلب دمشق، حيث العديد من الملاهي والنوادي الليلية المرخصة منذ عقود والتي واصلت استقبال روادها منذ إطاحة الأسد.

ويتكرر المشهد على بعد كيلومترات في دمشق القديمة، حيث تقدم عشرات الحانات والمطاعم الكحول، من دون أن تتعرض لمضايقات تذكر. واستضاف قصر دمشقي تقليدي في محلة باب شرقي ليل الجمعة حفلة استمر بعيد منتصف الليل، أحياه منسق موسيقي مع مغنية شابة، وحضره عشرات من السوريين والأجانب تمايلوا على ايقاع موسيقى أجنبية.

وروى أحد رواد المدينة القديمة، من دون ذكر اسمه، إنه في كل مرة تسجل اشتباكات او انتهاكات، تخلو الحانات من روادها، ويغلق بعضها أبوابه تحسباً. وعلى وقع الهجوم فجر الإثنين، قررت مالكة إحدى الحانات التي تشكل وجهة لسوريين وأجانب في دمشق القديمة إغلاق أبوابها بشكل موقت.

وقالت المالكة من دون كشف هويتها حفاظاً على سلامتها: "قررنا الإغلاق لمدة ثلاثة أيام ريثما نرى ما سيؤول اليه الوضع... ألغى زبائن حجوزاتهم، فالأجواء العامة تبدو غير مريحة للسهر". وأضافت السيدة: "كان لدي حجز لسهرة عروسين ليل الإثنين، لكنني تلقيت اتصالات لإلغاء الحجز"، مؤكدة "يخشى الناس تكرار الهجمات. الجميع خائفون".

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث