في مشهد تاريخي، اعتبر بمثابة إسدال الستار على مرحلة مظلمة من تاريخ سوريا، رفع العلم السوري الجديد ذو النجوم الحمراء الثلاث، أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
ورفع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني العلم خلال مراسم رسمية حضرها ممثلون عن الدول الأعضاء، بالتزامن مع مشاركته في جلسة مجلس الأمن الدولي التي خُصصت لمناقشة التطورات السورية.
وفي تصريح عقب رفع العلم، قال وزير الخارجية أسعد الشيباني: "لم تكن يدي وحدها من رفعت العلم، بل ساعدني في ذلك مليون شهــيد سوري، و15 مليون نازح ولاجئ كانوا إلى جانبي، وكانت هناك أصوات أمهات الشهداء والمفقودين"، في إشارة إلى رمزية النضال السوري الذي امتد لعقود.
واحتفى ناشطون وإعلاميون وفنانون في مواقع التواصل الاجتماعي بلحظة رفع العلم، معتبرين إياها نهاية رسمية لعهد طويل من الحكم القمعي. وكتب الصحافي السوري إبراهيم حميدي في "فايسبوك": "منذ تسلم حزب البعث الحكم في مارس 1963، كانت آخر مرة رفع فيها هذا العلم في أبريل من العام ذاته. واليوم يعود مع ذكرى استقلال سوريا"، واصفاً الحدث بأنه "إسدال للستارة على حقبة الأسد".
بدورها، نشرت الكاتبة السورية يم مشهدي نشرت منشوراً مؤثراً قالت فيه: "دم الشهداء يلي ما بينعدوا وأرواح آلاف المفقودين وملايين المكسورين سواء كانوا مهجرين أو من بقيوا بالبلد، هنن يلي رفعوا العلم السوري اليوم". كما قامت بتغير صورة غلاف حسابها الخاص لتصبح صورة العلم الجديد المرفوع أمام مقر الأمم المتحدة.
وكتبت الممثلة السورية ليلى عوض عبر حسابها: "رفع علم الثورة السورية - علم الحرية - في مقر الأمم المتحدة في الولايات المتحدة الأمريكية. إنه نصرة لكل حر. نصر للشهداء والمعتقلين".
إلى ذلك، تداول ناشطون صوراً من الأرشيف، تظهر المرة الأخيرة التي رفع فيها علم الاستقلال، مشيرين إلى أن عودته بعد أكثر من ستة عقود تمثل "ولادة لسوريا الجديدة" بعد حكم دموي لعائلة الأسد وحزب "البعث".
واعتبر ناشطون أن "رفع العلم السوري الجديد أمام مبنى الأمم المتحدة يعكس اعترافاً دولياً متنامياً"، وأشاروا إلى أن هذه الخطوة ترافقت مع مؤشرات أخرى مثل رفع قسم من العقوبات الاقتصادية ولقاءات رسمية على مستويات عليا في الولايات المتحدة وبريطانيا.
وكتب أحد المدونين: "رفع العلم هو رسالة من دولة الثورة في سوريا أننا مستعدون لتحدي التعامل مع العالم ونيل الاعتراف ضمن قواعد اللعبة الأممية"، مشيداً بأداء وزير الخارجية أسعد الشيباني ووصفه بأنه "مثال للثائر الذي يتحول لرجل دولة بمرونة وكفاءة وذكاء". وتداول ناشطون مقطع فيديو يظهر توافد العديد من السوريين المقيمين في الولايات المتحدة إلى نيويورك ليشهدوا لحظة رفع العلم، وسط مشاعر من الفرح والفخر.
ورفع العلم السوري ذو النجوم الثلاثة للمرة الأخيرة رسمياً العام 1963، قبل أن يتم تغييره عقب استيلاء حزب "البعث" على السلطة، ومنذ ذلك الحين، ارتبطت الأعلام الرسمية بسياقات الأنظمة الحاكمة المتعاقبة. يأتي ذلك في سياق التحول السياسي العميق الذي شهدته البلاد عقب انهيار النظام السابق في كانون الأول/ديسمبر 2024، وإطلاق مرحلة انتقالية يأمل السوريون أن تفضي إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس ديموقراطية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها