الخميس 2024/09/26

آخر تحديث: 15:53 (بيروت)

"عروس الجنوب" قَتَلتها إسرائيل عشية وصول فستانها الأبيض

الخميس 2024/09/26
"عروس الجنوب" قَتَلتها إسرائيل عشية وصول فستانها الأبيض
عائلة غريب التي استشهدت في القصف الإسرائيلي (إكس)
increase حجم الخط decrease
قبل حفلة زفاف المهندسة اللبنانية مايا غريب، المقرر الشهر المقبل، كان أقاربها المتحمسون يرتبون لاستلام فستانها. لكن مايا (23 عاماً) وشقيقتيها ووالدَيهن، استشهدوا يوم الاثنين، في ضربة جوية إسرائيلية أصابت منزلهم بإحدى ضواحي مدينة صور الجنوبية، حسبما قال رضا غريب، شقيق مايا، الناجي الوحيد من العائلة.

وقالت إسرائيل أن ضربات يوم الاثنين استهدفت "أسلحة لحزب الله". وقالت وزارة الصحة اللبنانية أن الهجمات أسفرت عن استشهاد أكثر من 550 شخصاً، بينهم 50 طفلاً على الأقل، و98 امرأة، في أكثر الأيام دموية بلبنان منذ نهاية الحرب الأهلية بين العامين 1975 و1990، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

وأظهرت لقطة لشاشة اطلعت عليها "رويترز" رسالة أرسلها أحد الأقارب إلى متجر الفساتين، بعد وفاة عائلة غريب تقول: "العروس استشهدت". وقال رضا غريب الذي انتقل إلى السنغال العام الماضي للعمل: "كانوا في البيت، واستهدف".


وفي اليوم التالي، دفنت الجثامين في مراسم تشييع تمت بسرعة، وشارك فيها عدد قليل من الأشخاص بسبب خطر الغارات الجوية، ولم يتمكن رضا من السفر جواً، حيث تم إلغاء معظم الرحلات الجوية في غمرة الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، وإطلاق الصواريخ من طرف "حزب الله"، علماً أن والده كان من قدامى المحاربين المتقاعدين في الجيش اللبناني، وكانت شقيقاته كلهن في العشرينات من العمر.

وقال رضا غريب: "نحن عائلة وطنية لا تنتمي إلى أي حزب، برغم أننا بالطبع نقف مع كل من يقاوم العدوان". وأضاف أنه لا فرد من أفراد العائلة عضو في "حزب الله". وأكمل بأنه يريد الآن بعدما فقد عائلته، أن يستمر "حزب الله" في قتال إسرائيل "حتى النصر"، وعدم قبول أي مفاوضات.


وبدأ "حزب الله" إطلاق الصواريخ على إسرائيل في 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، اليوم التالي للهجوم الذي شنته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل، معلناً بذلك تشكيل جبهة دعم للفلسطينيين. وتصاعدت الاشتباكات بشدة منذ الأسبوع الماضي، واستشهد المئات وجرح الآلاف في لبنان، مع شن إسرائيل حملة جوية في معظم أنحاء البلاد.

وفي الأيام التي أعقبت الفوضى التي أثارتها الضربات الإسرائيلية يوم الاثنين، ظهرت تقارير أخرى عن عائلات استشهد كثر من أفرادها. وفي بلدة الحناوية بجنوب لبنان، قتل قصف إسرائيلي، 8 أفراد من أسرة واحدة، وعاملة منزلية من غامبيا، بحسب أقارب.

وقال محمد سقسوق الذي كان شقيقه حسن من بين الشهداء لـ"رويترز"، أن الضربة أصابت مبنى بجوار منزل العائلة، فانهار على منزلهم. وأضاف أن العائلة ليست لها علاقة بـ"حزب الله"، وانتقد الإسرائيليين بسبب الهجمات "العشوائية"، وتساءل أيضاً عن سبب جر لبنان إلى معركة يقول "حزب الله" إنها لدعم الفلسطينيين.


وقال سقسوق عبر الهاتف من ملجأ مؤقت: "الآن نحن تشردنا. نعيش في الشوارع، من قبل كنا نعيش حياة طبيعية تماماً، من سيعيد لنا منازلنا؟". ومن بين الشهداء حسن سقسوق، وابناه محمد ومنى، وزوجة محمد فاطمة، وابنتهما ريما، البالغة من العمر 9 أشهر، بالإضافة إلى أطفال منى الثلاثة، وجميعهم دون التاسعة من العمر. كما لقيت آنا، العاملة المنزلية من غامبيا التي كانت في أوائل الثلاثينات من عمرها، حتفها أيضاً.

وقال علي عباس، رئيس بلدية سكسكية، أن 11 مدنياً استشهدوا يوم الاثنين، بينهم 6 نساء، وطفلان، في البلدة الساحلية، وأضاف أن القصف استهدف المنازل بشكل مباشر. وأضاف: "هذه منازل مدنية، ولا علاقة لها بأي نوع من المنشآت العسكرية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها