الأحد 2024/07/07

آخر تحديث: 17:28 (بيروت)

الاعتداء على عامر حلاوي: الحزب يعزز نظرية ديفيد شينكر

الأحد 2024/07/07
الاعتداء على عامر حلاوي: الحزب يعزز نظرية ديفيد شينكر
increase حجم الخط decrease
لا يكفي تبرؤ "حزب الله" من الاعتداء على الناشط عامر حلاوي في مدينة صور، لدحض الرسالة الحيوية التي أرسلها جمهوره باتجاه معارضيه ومنتقديه في الجنوب. فالبيئة الموالية للحزب، التي تشعر بفائض القوة، لا تحتاج الى أوامر تنظيمية للاعتداء على ناشط، أو لاسكات المنتقدين، لعلمها بأنه ليس هناك من يحاسب، تحديداً في زمن الحرب. 

ونفى "حزب الله" مساء السبت، في تصريح لقناة "الجديد"، علاقته بالاعتداء على حلاوي يوم الجمعة، وذلك بعد انتشار مقطع فيديو يظهر مناصرين للحزب يقومون بضرب الشاب أثناء وجوده في أحد مقاهي صور، بتهمة شتم الحزب وأمينه العام حسن نصر الله.

الاعتداء على حلاوي
وأوضح حلاوي في مقطع فيديو انتشر في مواقع التواصل أنه عندما استهدافت مسيّرة إسرائيلية الأربعاء القيادي البارز في الحزب محمد ناصر في منطقة الحوش في مدينة صور، كانت ابنة حلاوي موجودة قرب المكان المستهدف عند أقاربه. وقال إن الاستهداف أثار مخاوفه على ابنته، فبدأ بأسئلة أثناء وجوده في النادي الرياضي عن اسباب مرور القيادي بالحزب في ذلك الشارع المكتظ، وفي منطقة مدنية، مكتظة. وتحدثت معلومات عن أن حلاوي بدأ بالسباب والشتم، قبل أن يتدخل أحد الموجودين في النادي دفاعاً عن الحزب، مما أثار اشكالاً بين الطرفين. 

وقال إنه في اليوم التالي، وبعد تلقيه تهديدات، كان يتواجد في مقهى في المدينة، حين وصل نحو 15 شاباً، انهالوا عليه بالضرب المبرح. 

إسكات المعارضين
والحال إن الاعتداء ليس الأول، وقد لا يكون الأخير. في زمن الحرب، تصاعدت "حميّة" جمهور الحزب، رفضاً لأي موقف انتقادي للحرب، ويتدرج ذلك من مواقع التواصل وصولاً الى المدن والقرى. فإخماد أي موقف انتقادي، وإسكات المعارضين، هو جزء من سياق ثقافي غالباً ما يتنامى في فترة الحرب، ومن سياق سياسي يتهم فيه مسؤولو الحزب خصومهم بضيق النظر وبالتماهي مع أدبيات العدو الاعلامية، فيما يتحرك الجمهور المعبّأ بتلك الأدبيات، لاسكات المعارضين ضمن بيئتهم، حيث يعدّ المنتقدون قلة. 

هذا السياق، يريد به أنصار الحزب "ضبط البيئة"، والتأكيد بأن الموقف الرافض للحرب غير موجود، أو على الأقل، غير مسموع، في مناطق تواجد الحزب. وقد ساهم هذا الجو في دفع الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير برنامج السياسة العربية في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى" ديفيد شنكر، للتأكيد بأن الحزب "لم يواجه ضغوطاً منسقة من ناخبيه لإنهاء التصعيد".

وتحتل هذه الصورة في الاعلام، رأس أولويات الحزب السياسية في المرحلة الحالية. فمسؤولو الحزب، يعتبرون أن الانجاز الذي تحقق هو دفع المستوطنين الاسرائيليين الى العمق، وإبعادهم عن المنطقة الحدودية التي باتت منطقة عازلة بالنار، فارغة من السكان، للمرة الاولى منذ إنشاء إسرائيل. وتواظب وسائل إعلام الحزب على تكريس هذا الواقع والاضاءة عليه، وخصوصاً عند نقل معلومات عن الاعلام الاسرائيلي تتضمن تصريحات لرؤساء المستوطنات والبلدات الحدودية مع لبنان التي تنتقد الحكومة. 

ضغط اسرائيلي على الحزب

وفي المقابل، تعمل إسرائيل على نقل آليات الضغط نفسها الى الحزب، عبر استهداف المنازل، وفرض منطقة عازلة بالنار في الجنوب، والاضاءة على النازحين اللبنانيين، وتوسيع الاستهدافات الامنية الى العمق في المناطق المدنية والمأهولة، وذلك بغرض خلق بيئة ضاغطة الحزب.. ولم تجد اسرائيل مادة اعلامية تستطيع أن تبني عليها دعايتها، لايصال رسالة بأن البيئة تضغط على الحزب بسبب طول أمد الحرب، بدليل ما قاله شينكر. 

غير أن حادثة من نوع الاعتداء على حلاوي، غير المنسجم سياسياً مع الحزب، ستقدم لاسرائيل فرصة ذهبية للقول إن البيئة تتململ، وإن الحزب يخمد الاصوات المعارضة، حتى أو أراد مناصروه، بهذا الاعتداء، القيام بإجراء استباقي لمنع الانتقاد من الخروج من النادي الرياضي، الى الاعلام، أو الى مواقع التواصل. فالمعتدون يعرفون أنه ليس هناك من يحاسب، لا من طرف الحزب، بالنسبة للمنتسبين إذا كانوا فعلاً منظمين فيه، ولا من الدولة اللبنانية في زمن الحرب القائمة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها