عندما خرج السوريون في مظاهرات بحي الميدان الدمشقي العام 2011 ضد النظام السوري، كانت قناة "الدنيا" شبه الرسمية تقول أنهم خرجوا إلى الشوارع كي يحمدوا ربهم على "نعمة المطر"، واليوم بعد سيطرة فصائل معارضة على مدينة حلب، شمال البلاد إثر عملية عسكرية مباغتة، لم يختلف ذلك الموقف في الإعلام الموالي الذي أنكر طوال يوم الجمعة حدوث أي شيء في حلب بوصفها "مدينة هادئة".
ونشرت وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية، مساء الجمعة خبراً تحدث عن "إلقاء القبض على مجموعات إرهابية صورت مشاهد في عدد من أحياء حلب لتوحي بأنه تمت السيطرة عليها"، ما أثار سخرية واسعة في مواقع التواصل.
ووصف التلفزيون الرسمي الجمعة ما يجري في حلب بالقول: "هناك تضخيم إعلامي كبير لا يعكس حقيقة الامور على الأرض"، لا أكثر، فيما تم نشر "شهادات" لسكان من حلب ورجال دين تحدثوا عن "الهدوء" في المدينة، حينها، في وقت كانت فيه قوات المعارضة التي تقودها "هيئة تحرير الشام" الجهادية، ترفع راياتها فوق قلعة حلب.
وصباح السبت، غيّر الإعلام الرسمي لهجته، وبدأ بخطاب التخوين، عبر الربط بين المعارضة ككل، كنشاط أو موقف سياسي لدى أي سوري، وبين "العدو الصهيوني" وهو ما برز في التغطية الصباحية لقناة "الإخبارية السورية" الرسمية، السبت.
واللهجة نفسها انسحبت على الحسابات الموالية للنظام في مواقع التواصل، من قبل إعلاميين وشخصيات عامة. وكتبت الممثلة الموالية للنظام سلاف فواخرجي: "بعد غزة وجنوب لبنان انتقل الصهاينة إلى حلب العظيمة".
وكتب المستشار السابق في وزارة الإعلام مضر إبراهيم أن الجيش السوري فعل كل ما عليه فعله في السنوات السابقة لكن "هل فعل الجميع من شعبنا ذلك؟" في اتهام للشعب السوري بالخيانة والتطبيع مع الأعداء، على حد تعبيره.
ولا تنتقد تلك الأصوات مثلاً الطبيعة الجهادية للفصائل التي تقودها "هيئة تحرير الشام" فقط، بل تطلق صفة الصهيونية أو الجهادية، على كل من يعارض نظام بشار الأسد، مع اتهامات أخرى بالخيانة، مع الإشارة إلى أن القلق من "هيئة تحرير الشام" كان حاضراً بين الناشطين المعارضين للنظام أيضاً وفي وسائل الإعلام العالمية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها