بين إعلام وصل إلى القرى الحدودية بالرغم من التهديد الإسرائيلي، وإعلام يبحث عن تفاصيل وخبايا اتفاق وقف إطلاق نار، ينقسم المشهد الإعلامي حول التغطية الميدانية والتلفزيونية لعملية وقف إطلاق النار الأربعاء والخميس.
لكن "السقطة" التي وقع فيها مناصرو "حزب الله"، لجهة إطلاق النار الكثيف في الضاحية الجنوبية، بدلت أولويات التغطية ونَفسَها، إذ برز ذلك في المقدمات الإخبارية لكل من محطة LBCI وقناة MTV، فتحولتا إلى شجب حملات إطلاق النار. وصفت LBCI، في مقدمتها، مشهد إطلاق النار بـ"العاهات اللبنانية"، وسألت: "ألم يستطع العقل اللبناني الخلاق أن يبتكر طريقة للتعبير عن البهجة غير هذه الطريقة الهمجية البربرية؟"
لكن ما قيل في مقدمة النشرة، لم ينسحب على تغطية النهار بأكمله. على مدار اليوم، واكبت المؤسسة اللبنانية للإرسال عبر مراسليها، النهار الطويل لوقف إطلاق النار، وفتحت الهواء صباحاً في مختلف المناطق اللبنانية، لا سيما مع مراسلتها في منطقة النبطية رنا الجوني، التي لم تترك المدنية طوال العدوان.
أما المراسل إدمون ساسين الذي واكب الطريق إلى الجنوب، فنقل مشاهد التغطية الميدانية، كعادته، من دون نقصان أو إقحام لأي مصطلحات لا تناسب محتوى التقرير، لتوجية أي رسائل سياسية إعلامية.
وقبل النشرة الإخبارية المسائية، خصصت القناة فقرة كانت أشبه بالحصيلة لما حصل في الشهرين الأخيرين، عبر استضافة مؤثرين ساهموا في الحملات التضامنية. وتوقفت المحطة عند جهود بعض القطاعات الأساسية كنقابة الأطباء، ومنسقي غرفة الطوارىء في وزارة البيئة، والسؤال الأبرز عن اليوم التالي للحرب ودور الوزارات، بعد الجولة الأولية التي قام بها وزير البيئة ناصر ياسين في قرى البقاع.
"المنار" تحيط بالعائدين
غير أن تلك الأولويات، تختلف عن أولويات قناة "المنار" التي عنونت يوم وقف اطلاق النار لتغطيتها بـ"..ونصر من الله"، وأولت مساحة كبيرة لتعبير أهالي الضاحية عن فرحتهم بعودتهم، وعن حزنهم على الشهداء، واللحظات المفصلية التي مرت بها المقاومة خلال عام، لا سيما في الشهرين الأخيرين.
فيما حظيت رسالة المراسل الحربي للقناة، علي شعيب، من بلدة الخيام، بإهتمام واسع في مواقع التواصل الإجتماعي إذ ما زالت تتمركز هناك آليات للعدو.
Mtv تستمر في احراج السياسيين
اتخذت قناة MTV نهجاً سياسياً مختلفاً في التغطية، إذ واصلت طرح أسئلة محرجة على ضيوفها، لا سيما بعض النواب اللبنانيين، تتصل بشكوك حول شكل الإتفاقية والتسوية التي وضعت. وأصرت الإعلامية نبيل عواد، في الفترة التي سبقت النشرة الإخبارية، على إحراج النائب عن كتلة "اللقاء الديموقراطي" بلال عبدالله، عبر الحديث عن انقسامات داخلية للإتفاق.
وفيما أصرّ النائب على إجابات عديدة، بينها "أن الوقت هو للحديث الموحد ولملمة العدوان وتداعياته على لبنان"، اعترضت عواد على إجابات عبدالله، قائلة: "بالحرب كنتوا عم تقولوا مش وقت النقاش بالسياسة، واليوم تقولون أيضاً ليس الوقت للحديث عن تفاصيل ما حصل".
وكالعادة، أفسحت شاشة mtv المساحة لمعارضي الثنائي الشيعي، لا سيما للحديث عن دور لجنة المراقبة الدولية في اتفاق وقف إطلاق النار، وشرعية الجيش اللبناني.
وفي النشرة المسائية، صوبت القناة على جولة الصحافيين في الضاحية، ملمّحة إلى "ما يُسمح بالنشر والإستصراح"، بالقول إن الصحافيين "لن يلحقوا الناس إلى منازلهم للتعبير عن فقدان بيوتهم وقائدهم الذي لم يشيع بعد"، وفق معدة التقرير. ومن الضاحية، ومن دون المرور بقرى الجنوب، انتقلت النشرة المسائية لـmtv، إلى تقارير متعلقة بحال المستوطنات الإسرائيلية.
جولة اليوم الأول: على عجل
بدا واضحاً، غياب التقارير عن حكايا الناس وساعاتهم الأولى في الجنوب والضاحية، والإكتفاء بجولة سريعة قام بها مراسلو الحدود، في مختلف الشاشات اللبنانية. كانت NBN التي لم تترك الميدان منذ 8 اكتوبر 2023، متواجدة في القرى الحدودية، وحاول مراسلها حسن فقيه مواكبة القدر الأكبر لمشهد دخول الجنوبيين إلى قراهم ومدنهم، لا سيما في صور وبنت جبيل. فيما تولت المراسلة رشا الزين، نقل مشهد العائدين من صيدا والزهراني إلى النبطية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها