أجبر الموت الكاتب الصحافي طلال سلمان على الاستسلام، بعدما واجه كل المصاعب خلال مسيرة مهنية زاخرة، من بينها محاولة اغتيال في العام 1984، وإقفال قسريّ لجريدة "السفير" في العام 2017.
في العام 2017، حين أقفلت الصحيفة التي أسسها في العام 1974، حافظ على بسالته في معركة الاستمرار ككاتب ينشر مقالاته الكترونياً. لطالما كانت الكتابة وصفة للبقاء. والرأي سبيلاً للبقاء "على الطريق"، كما هو حاله طوال سنوات رئاسته لتحرير جريدة "السفير".
لكن الطريق اتخذ مسلكاً آخر. خارج السياسة والقضايا الكبيرة. طريق الاستراحة الأبدية، إثر الاعلان عن وفاته بعد صراع طويل مع مرض عضال.
ونعى الكثير من الزملاء، الراحل سلمان، ووصفوه بـ"المعلم"، إذ تعاقبت أجيال على "السفير" منذ تأسيسها وحتى اقفالها، وتحولت الطبقة الثانية من مبناها في الحمرا-شارع السارولا، العام الماضي الى ردهة ثقافية في مدينة تختفي معالمها شيئاً فشيئاً.
وسلمان، عاشق فلسطين كما يصفه كثيرون، ومعتنق القضية الفلسطينية، هو صحافي وكاتب لبناني، وناشر جريدة "السفير" اللبنانية ورئيس تحريرها منذ تأسيسها حتى اغلاقها. ولد في شمسطار (غربي مدينة بعلبك) العام 1938، وبدأ حياته المهنية مصححاً في جريدة "النضال" ثمّ عمل صحافياً في العام 1956.
في خريف 1962 سافر إلى الكويت حيث أصدر مجلة "دنيا العروبة" التي تولى رئاسة تحريرها لفترة قصيرة عاد بعدها إلى بيروت ليتولى إدارة التحرير في مجلة "الصياد" في صيف 1963، وحتى تأسيس صحيفة السفير في العام 1974.
نجا سلمان من محاولة اغتيال أمام منزله في منطقة الحمراء في 14 تموز/يوليو 1984 وأصيب بجروح في أنحاء مختلفة من جسده.
خلال مسيرته، حاور سلمان مجموعة من أبرز الملوك والرؤساء والقادة السياسيين والحزبيين العرب، كما حاور عدداً كبيراً من كبار الأدباء والكتاب والفنانين العرب، في العديد من الأقطار العربية، وربطته بمعظمهم صداقات وثيقة. ومن اولئك الزعماء، حاور شخصيات مثل جمال عبد الناصر، حافظ الأسد، معمر القذافي، هواري بومدين، الشاذلي بن جديد، أحمد بن بيلا ومعظم القادة التاريخيين للثورة الجزائرية، وأحمد حسن البكر، صدام حسين، سالم ربيع علي، علي ناصر محمد، عبد الفتاح إسماعيل، المشير عبد الله السلال، العقيد علي عبد الله صالح، الملك خالد بن عبد العزيز، الملك فهد، أمير الكويت جابر الأحمد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان، آية الله الخميني، أبو الحسن بني صدر، الرئيس رفسنجاني، كما كانت له علاقات وطيدة برؤساء وزعماء سياسيين وتاريخيين في لبنان.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها