الخميس 2023/06/08

آخر تحديث: 14:53 (بيروت)

بريطانيا تستضيف أول قمة عالمية للذكاء الاصطناعي

الخميس 2023/06/08
بريطانيا تستضيف أول قمة عالمية للذكاء الاصطناعي
increase حجم الخط decrease
أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، خلال زيارة إلى واشنطن، أن المملكة المتحدة ستستضيف هذا العام أول قمة عالمية للذكاء الاصطناعي، في محاولة للتوصل إلى مقاربة مشتركة للدول للحد من المخاطر المتصلة بالتقنية الحديثة.

وقال سوناك قبيل محادثات مع الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض إن "للذكاء الاصطناعي إمكانات مذهلة لتغيير حياتنا إلى الأفضل، لكن علينا أن نتأكد من أنه يطور ويستخدم بطريقة آمنة". وتابع: "على مر التاريخ اخترعنا تقنيات ثورية حديثة وقمنا بتسخيرها لصالح خير البشرية. وهذا ما علينا القيام به مجدداً".

ومن المتوقع أن تنظم القمة في الخريف وأن تجمع "دولاً ذات توجهات فكرية متشابهة" من أجل وضع استجابة تنظيمية، وفق متحدث باسم سوناك، بعد دعوة أطلقتها الشهر الماضي مجموعة السبع في اليابان. ونفى المتحدث أن تكون القمة ترمي إلى موازنة جهود استكشاف الذكاء الاصطناعي لغايات استبدادية كتلك التي لدى الصين وروسيا، حسبما أفادت وكالة "فرانس برس".

لكن في حين تتطلع بريطانيا في مرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست" إلى استضافة هيئة عالمية ناظمة للذكاء الاصطناعي من المزمع تشكيلها، تنخرط الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي في حوار مباشر حول هذه التقنية التي تشهد تطوراً سريعاً.

وقال سوناك "أعتقد أن علينا أن نثق بريادة بلادنا عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي لأن الوقائع تثبت ذلك. إذا نظرنا إلى عدد الشركات والمبالغ المستثمرة ونوعية أبحاثنا، باستثناء الولايات المتحدة، ما من بلد ديموقرطي آخر يتمتع بهذا القدر من القوة في الذكاء الاصطناعي".

ونفى سوناك (43 عاماً) أن يكون الرئيس الأميركي الثمانيني منفصلاً عن الواقع في ما يتعلق بالتقنية الحديثة. وقال لمحطة "توك تي في" التلفزيونية البريطانية قبيل الاجتماع مع بايدن "بحثنا مع الرئيس في الذكاء الاصطناعي عندما كنا في اليابان، وأنا أعلم أنه مدرك للتحديات التي يطرحها وللفرص التي يوفرها، لكنني أعلم أيضاً أن الرئيس يفكر في المخاطر التي سيواجهها بلدانا في المستقبل ويحرص على العمل معاً من أجل حماية بلدينا منها".

وكان مستشار في الحكومة البريطانية حذر من خطر استغلال الذكاء الاصطناعي في غير مقاصده، مع غياب خطط السيطرة عليه وتوظيفه، مؤكداً أن أمام العالم سنتين فقط لتحجيم خطره حسبما نقلت صحيفة "تايمز".

وقال مات كليفورد مستشار رئيس سوناك للذكاء الاصطناعي، أن الوقت ينفد بسرعة وأنه "خلال سنتين فقط، سوف تتمتع نظم الذكاء الاصطناعي بالقدر الكافي من القوة التي تمكنها من قتل كثير من البشر"، مطالباً بالاستعداد لمواجهة مخاطر الذكاء الاصطناعي المحتملة "التي تمتد من الهجمات الإلكترونية إلى تخليق الأسلحة البيولوجية إذا فشل البشر في إيجاد طريقة للسيطرة على هذه التكنولوجيا".

ودعا كليفورد إلى التكاتف بين دول العالم في مواجهة هذا الخطر: "ربما يكون أشبه بسيناريو فيلم، لكنه مصدر لمخاوف حقيقية، وهو ما يجعل من الضروري أن تتكاتف دول العالم من أجل وضع قواعد تحكم ذلك".

وأضاف كليفورد: "هذا النوع من الخطر الوجودي الذي يقصده المشاركون في إرسال الخطاب المفتوح على ما أعتقد يتحقق عندما نتمكن من تطوير فصائل جديدة ذكاؤها يفوق ذكاء البشر. إذا حاولنا تطوير ذكاء اصطناعي أذكى من البشر ولم نعرف كيف يمكننا السيطرة عليه، فسوف يجعلنا ذلك عرضة لجميع المخاطر المحتملة الآن وفي المستقبل. لذلك فإنه من الضروري أن يكون هذا الأمر على رأس أجندة أولويات صناع السياسات".

ورأى كليفورد أن ما يجعل المشكلة أكثر خطورة هو أن مطوري التكنولوجيا أنفسهم يعترفون بأنه لا يمكنهم التنبؤ بسلوك تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

من بين أولئك المطورين، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" المبتكرة لبرنامج "تشات جي بي تي" سام ألتمان الذي قال خلال زيارته إلى الإمارات هذا الأسبوع أن الذكاء الاصطناعي يشكل "خطرا وجودياً" على البشرية حسبما أفادت وكالة "أسوشييتد برس".

وقال ألتمان (38 عاماً): "التحدي الذي يواجهه العالم اليوم يتعلق بكيف سندير تلك المخاطر ونتأكد بأن نستمر في التمتع بتلك المزايا الهائلة. لا أحد يريد أن يدمر العالم"، علماً أن "تشات جي بي تي" جذب أنظار العالم بأجوبته التي تشبه المقالات على أسئلة المستخدمين، بعدما استثمرت شركة "مايكروسوفت" العملاقة نحو مليار دولار في "أوبن إيه آي".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها