الخميس 2023/06/01

آخر تحديث: 17:06 (بيروت)

أميركا وأوروبا تعملان على مدونة سلوك للذكاء الاصطناعي

الخميس 2023/06/01
أميركا وأوروبا تعملان على مدونة سلوك للذكاء الاصطناعي
increase حجم الخط decrease
أطلق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مشروع "مدونة سلوك" مشتركة للذكاء الاصطناعي تكون متاحة لشركات القطاع  التقني الناشئ على أساس تطبيق طوعي، بمواجهة مخاطر فرض الصين نهجها في تنظيم قطاع يشهد فورة كبيرة.

وقالت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، مارغريت فيستاغر، أن الولايات المتحدة وأوروبا تضعان مدونة سلوك طوعية للذكاء الاصطناعي، حيث تطلق التكنولوجيا المتطورة تحذيرات بشأن المخاطر التي تشكلها على البشرية ودعوات متزايدة لوضع قواعد لها.

وأضافت فيستاغر في اجتماع لـ"مجلس التجارة والتكنولوجيا الأميركي الأوروبي" أن القانون الطوعي سوف يسد الفجوة بينما يعمل الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة على قواعد رائدة للذكاء الاصطناعي لن تصبح سارية المفعول قبل نحو ثلاث سنوات، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".

ويظهر إجماع عبر العالم بما يشمل المسؤولين السياسيين كما مبتكري القطاع، على الحاجة إلى تحديد إطار لتكنولوجيا ثورية تنطوي على مخاطر كبرى بحصول تجاوزات.

وبعد اجتماع في شمال السويد، صرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الغربيين يشعرون بـ"الحاجة الملحة" إلى التحرك مع تسليط الأضواء على هذه التكنولوجيا وأدواتها الثورية مثل روبوت الدردشة "تشات جي بي تي". وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤولين كبار في بروكسل أن مدونة السلوك المعلنة "ستكون مفتوحة لكل الدول التي تتشاطر الذهنية ذاتها"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

وأوضحت فيستاغر المعروفة بصراعاتها مع عمالقة الإنترنت الأميركيين، أنه سيتم طرح نسخة أولية "خلال الأسابيع المقبلة". وأضافتت: "نعتقد أنه من المهم فعلا أن يرى المواطنون أن الديموقراطيات تتحرك. الهدف هو التوصل في وقت قريب جداً إلى اقتراح نهائي على أمل ضم أوسع دائرة ممكنة من الدول" ذاكرة في هذا السياق "أصدقاءنا في كندا والمملكة المتحدة واليابان والهند".

ويخشى الأميركيون والأوروبيون أن تفرض الصين معاييرها في مجال الذكاء الاصطناعي إذا لم يوحد الغرب صفوفه. ويطمح الاتحاد الأوروبي لأن يكون أول من يضع إطاراً قانونياً متكاملاً وإلزامياً للحد من تجاوزات الذكاء الاصطناعي، غير أن هذا الإطار لن يدخل حيز التنفيذ قبل نهاية العام 2025 على أقرب تقدير.

واكتشف العالم بذهول في الأشهر الأخيرة قدرات التكنولوجيا التي مازالت قيد التطوير، مع أدواتها وبرمجياتها القادرة على التعلم بسرعة فائقة لتحسين أداءها. وتهيمن على هذا القطاع شركات الإنترنت الأميركية العملاقة مثل "مايكروسوفت" المساهمة الرئيسية في شركة "أوبن إيه آي"، الشركة المشغلة لبرنامج "تشات جي بي تي". غير أن هذا القطاع في تطور سريع، خصوصاً في المنصات المفتوحة المصدر القادرة على المنافسة والارتقاء إلى الصدارة بصورة سريعة جداً.

وأثنت "جمعية صناعة الكمبيوتر والاتصالات"، وهي مجموعة ضغط تضم شركات "أمازون" و"آبل" و"ميتا" و"غوغل" و"تويتر"، على "التزام عابر للأطلسي متزايد ورائد، خصوصاً في وقت يواصل الاتحاد الأوروبي مشروعه الطموح للتنظيم الرقمي الذي سينظم السوق للسنوات المقبلة".

وفي مصادفة ملفتة، ألقت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن صباح الأربعاء خطاباً في البرلمان، كُتب الجزء الأول منه بالكامل بواسطة "تشات جي بي تي"، بهدف تسليط الضوء على الجانب الثوري للتكنولوجيا فضلاً عن مخاطرها على الديموقراطية.

وقالت فريدريكسن للنواب الدنماركيين: "رغم أنه لا يصيب المطلوب على الدوام، سواء في تفاصيل برنامج عمل الحكومة أو علامات الترقيم، ما يمكن لتشات جي بي تي أن يفعله يثير مشاعر متضاربة من الدهشة والرعب في آن معاً".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها