"صوت كل لبنان" بحلة جديدة.. تواكب التطور الرقمي

على مدى سنوات، حجزت إذاعة "صوت كل لبنان- (93.3FM)"، لها مكاناً مميزاً عند محبي الإذاعة، وكانت سبّاقة على مستوى التطوير الرقمي، منذ أكثر من عقدين من الزمن، مع موقع الكتروني إخباري، ونقل سمعي مباشر للإذاعة، ونشرات وبرامج تبث عبر مباشرة بالصوت والصورة عبر صفحاتها على السوشال ميديا.

ويقول مدير البرامج في اذاعة "صوت كل لبنان"، شادي معلوف، إن الإذاعة لم تكن غائبة عن الحداثة في عالم الإعلام، بل كانت في صلبها. فـ"صوت كل لبنان" واكبت تباعاً التحولات والتطورات التقنية التي دخلت على عالم البث الإذاعي بفضل الانترنت اولاً وصولاً الى زمن مواقع التواصل الاجتماعي، وسعت لتطاول شرائح جديدة من المستمعين من خلال البث المباشر لبرامج الاذاعة وأخبارها بالصوت ثم بالصوت والصورة عبر الانترنت من خلال موقع الكتروني، تحوّل لاحقًا الى إخباري، ومع الوقت صار يشتمل ايضاً على تحميل البرامج عليه بعد بثها على الهواء ليتمكن المستمعون من اعادة الاستماع اليها في الاوقات المناسبة لهم.

ومع دخول العالم زمن تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي، أنشأت الاذاعة حسابات وصفحات لها في أبرز تلك المواقع، وهي حاضرة عبرها بتفاوت من خلال بعض موادها البرامجية والاخبارية.



"نفضة" للموقع

اليوم، تُحدّث "إذاعة صوت كل لبنان" صفحتها الالكترونية الخاصة بالبرامج، للإرتقاء بالتجربة. يشرح معلوف: "قبل سنوات قليلة، ومع انشاء الموقع الالكتروني الاخباري vdlnews.com بقيت برامج الاذاعة متاحة على الموقع الالكتروني الاول للاذاعة vdl.com.lb، لكن منذ أشهر وجدنا من الأنسب والأسهل على المستمعين أن يجدوا المواد الاخبارية المكتوبة الخاصة بالموقع وتلك المسموعة الاخبارية والبرامجية الخاصة بالاذاعة على موقع واحد".

من هنا، "ارتأينا إطلاق تحميل نشرات اخبار وبرامج صوت كل لبنان بالصوت على صفحة ضمن موقع vdlnews.com بما يتيح للراغبين اضافة للاستماع المباشر لبث الاذاعة، واعادة الاستماع متى يشاؤون الى النشرات الاخبارية الرئيسية للاذاعة وسائر برامجها، وتحميلها ومشاركتها في مختلف مواقع التواصل".

لكن الإذاعة تذهب أبعد من تحديث موقع البرامج وتطويره، إذ يكشف معلوف لـ"المدن" عن بعض مشاريع المرحلة المقبلة، وأبرزها انتاج "بودكاست" خاص بالاذاعة عبر الموقع الالكتروني وتطبيقات البودكاست المعروفة، وربما الافادة لاحقاً من الأرشيف الغني للاذاعة، المملوك من "الشركة العصرية للاعلام" التي تدير "صوت كل لبنان"، وإعادة إحيائه بطريقة مناسبة وتقديمه لجمهور جديد من المستمعين لم يعاصره عند بثّه للمرة الاولى عبر الاذاعة قبل زمن الانترنت ووسائل التواصل.

كل هذه التغييرات، ومواكبة الحداثة، لا تؤثر على هوية الإذاعة الأساسية بل تصقل التجربة. في السياق يقول معلوف: "لا يمكننا التغاضي عن الهوية الأساسية للمؤسسة وهي انها في الاصل "اذاعة"، فالتحولات الحديثة الرقمية المرئية والمسموعة تُعتبر "رافداً" لإيصال الاذاعة وإنتاجها الى جمهور أوسع، لكنها ليست بديلاً عنها".    

فالتحوّل الرقميّ أمرٌ لا بدّ منه لمواكبة الجيل الجديد من المستمعين والتطوّر الذي يشهده العالم بكامله والذي يطال قطاع الاعلام بأنواعه المختلفة، لكن من دون أن ينسينا ذلك أننا في الاصل إذاعة يمكن للمستمع ان يتابعها في سيارته ومكان عمله ومنزله، إن لم يكن من خلال جهاز الراديو التقليدي فمن خلال الاجهزة الذكية او التطبيقات والمواقع الالكترونية التي تنقل البث المباشر للاذاعة وبينها طبعاً موقع وتطبيق vdlnews.

لعقود، رافقت إذاعة "صوت كل لبنان- (93.3FM)"، مستمعيها، عبر نشرات ومواجز إخبارية، وباقة من البرامج المنوعة السياسية والاجتماعية والصحية، من "اقلام تحاور" مع عادل مالك ووليد شقير، و "لقاء الاحد" مع جيزيل خوري ثم نجاة شرف الدين، و"أحداث في حديث" مع بسّام براك، و"بونجورين" مع زافين قيومجيان، و"ستوديو الحدث" مع خلدون زين الدين، الى "موقف مسؤول" مع ريبيكا ابو ناضر، "الاقتصاد اولاً" مع الصحافي الاقتصادي ألفونس ديب، و"سلة غذائية"مع فادي ابي تامر، وغيرها من البرامج مع باقة من الاعلاميين والإذاعيين والاختصاصيين، إضافةً الى فقرات الرأي والتعليقات السياسية والاجتماعية مع سامي نادر وروني ألفا ووليد عبود وسمير منصور وغسان حجّار وسمير قسطنطين وكريستيان أوسي ورشيد درباس وهنري زغيب والأب شربل شلالا وغيرهم... 

عبر السنوات، راكمت الإذاعة خبرة مكنتها من الشراكة مع مؤسسات إعلامية أخرى، كوسيلة للوصول للمزيد من الجماهير، توازياً مع مواكبتها للحداثة التكنولوجية الطارئة على المجال الإعلاميّ.

ويشرح معلوف كيف تطورت الاذاعة وتمكنت من الاستمرارية عبر شراكات متبادلة مع اذاعات عالمية لإيصال اخبارها وبرامجها الى دول مجاورة وبعيدة وفي المقابل الاستفادة من برامج الاذاعات الصديقة تلك وبثها للجمهور اللبناني.

يضيف: "من بين تلك الشراكات التي اعتادت عليها اذاعتنا منذ عقود مع مؤسسات كبرى وعالمية مثل RFI وRCI وBBC سابقاً، لدينا اليوم شراكات مع DW و Sputnik وSBI واذاعة الشرق الاوسط في كندا وRadio 2moro في استراليا". 

يتشارك القطاع الاعلامي في لبنان بمعظمه، التحديات المالية وصعوبة مواجهتها، ويشبهها معلوف بما يعانيه البلد والناس والمؤسسات.

مع هذا، يقول معلوف: "نحاول الصمود بما تيسّر، وهذه المؤسسة عبر تاريخها عاشت تحديات كبيرة في مجالات وأوقات مختلفة، وكانت في كل مرة تعاود النهوض افضل وأنجح، بإرادة ادارتها وموظفيها والمتعاونين معها".

أما التحدّي الاكبر اليوم برأيه، فهو أن يبقى لبنان واللبنانيون ويتجاوزوا المحنة بأقل الخسائر الممكنة، ومثلهم نحن". في حين أن المشاريع والأفكار الأخرى للتطوير، "موجودة، وتنتظر اللحظة المناسبة وتوفّر الامكانيات لتنفيذها، ومنها تطوير الاستوديوهات والتقنيات المستخدمة في البث، والبث الرقمي للاذاعة مسموعاً ومرئياً، وسائر منصاتها الالكترونية، والإعداد لإنتاجات برامجية جديدة، ونترك الحديث المفصّل عنها الى الوقت المناسب".

الجدير ذكره، أن "صوت كل لبنان" كانت أول من اعتمد بث مقدمات النشرات الاخبارية التلفزيونية اللبنانية بأصوات مذيعيها ومذيعاتها، عبر الاذاعة، ضمن البرنامج المسائي اليومي "اسعد الله مساءهم".

وإلى أن تعود "السعادة" لأمسيات اللبنانيين واللبنانيات، سيبقى "صوت الإذاعة" يرافقهم في سياراتهم ومنازلهم، وكذلك عبر هواتفهم، فتكون بذلك أقرب اليهم من أي وقت مضى.