الجمعة 2023/04/28

آخر تحديث: 00:01 (بيروت)

عماد حجاج فائزاً بجائزة محمود كحيل: السخرية خادشة القمع

الجمعة 2023/04/28
عماد حجاج فائزاً بجائزة محمود كحيل: السخرية خادشة القمع
عماد حجاج بعد تسلم الجائزة (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
مُنحت لرسام الكاريكاتور الأردني، عماد حجاج، الخميس، جائزة "محمود كحيل" عن فئة الجوائز الفخرية، بعنوان "إنجازات العمر"، في المكتبة اللبنانية الوطنية في بيروت.

وحجاج الذي حجز حيزاً مهماً في عالم الكاريكاتير، وكان من بين 100 شخصية مؤثرة في العالم العربيّ بحسب Arabian Business Magazine، ونال عشرات الجوائز، منها:
جائزة الحسين للإبداع الصحافي 2001، جائزة دبي للصحافة 2006 و2010، وجائزة ملتقى مونبيلييه للكاريكاتير العالمي Montpellier International Cartoon Forum  في فرنسا العام 2012.

كما نال حصته من السجن
بسبب رسومه، منذ عامين، في الأردن، نتيجة رسم كاريكاتيري سياسي، ما جعل منظمات حقوقية دولية مثل "هيومن رايتس ووتش" تطلق حملات حقوقية مطالبة بـ"الإفراج عنه فوراً". وهو وصف جائزة محمود كحيل، في حديثه مع "المدن"، بـ"الترضية عما ذقته في السجن".

جائزة العمر
وتهدف جائزة "محمود كحيل" إلى تعزيز الشرائط والقصص المصورة والكاريكاتير السياسي والرسوم التعبيرية في العالم العربي، من خلال إبراز مواهب وإنجازات رسامي هذه الفنون. وأوضح المعنيون بالجائزة الفخرية في بيان، أنها تأتي تقديراً لحجاج، الذي عرف بشخصيته الكارتونية الساخرة "أبو محجوب"، والشعار الوطني الشهير "كلنا الأردن"، وكانت له ابداعات كثيرة في الكاريكاتير السياسي والمحتوى الساخر.

وعمل حجاج رساماً في صحف عديدة منها "القدس العربي" اللندنية، و"الغد" و"الرأي" الأردنيتان، وموقع "سكاي نيوز عربية"، وصولاً إلى صحيفة "العربي الجديد" حالياً. وكانت له معارض مختلفة وثقت أعماله في بيروت والمغرب وفرنسا وغيرها. ولم يغفل المعنيون على الجائزة معاناته جراء رسومه المثيرة للجدل، في محطات عديدة من حياته، والتي اضطرته لتغيير عمله مراراً بحثاً عن سقف أعلى للتعبير.

تتويج نضال عمره 30 عاماً
وعلّق حجاج على الجائزة مشيراً الى أن "أكثر شيء يشدّ أزر فنان الكاريكاتور ويرفع معنوياته في هذه الاوضاع المزرية التي نعيشها، هي الجوائز التي تقدر أعماله، فتأتي كدعم معنوي كبير له".

وأضاف حجاج: "قبل سنتين فقط كنت في السجن على خلفية رسم ناقد للوضع السياسي، أما اليوم فيتم تكريمي بجائزة أعتبرها بمثابة ترضية لي عن حقبة صعبة عشتها في السجن. جائزة تأتي لتشجعني كرسام على الاستمرار في الكاريكاتور، هذا الفن الشعبي المنحاز للناس والشارع، بنجومه المعروفين من ناجي العلي إلى علي فرزات".

وفيما يرى حجاج الجائزة تتويجاً لمسيرته التي تجاوزت ثلاثين عاماً في الكاريكاتور، يفتخر أيضاً بها كحجر زاوية في هذه المسيرة، معبراً عن امتنانه لأسرة وإرث محمود كحيل، ولبيروت، التي رغم الصعوبات "ما زالت منارة تهتم وتكرم كل الفنانين العرب".

لا خطوط حُمر
ورأى حجاج أن أخطر ما في رسام الكاريكاتور، هو قدرته على إفقاد "آلهة السلطة" هيبتها عبر السخرية من الوضع القائم: "الديكتاتوريات تتكاثر في العالم العربيّ، وهناك ردة على الديموقراطيات باتجاه الحكم المركزي والأنظمة الشمولية، ولا أحد يسخر من هذه الأوضاع مثل رسامي الكاريكاتور".

ورسام الكاريكاتور الحقيقيّ، برأيه، لا يعترف بخطوط حُمر، ولا برقابة تكتم الأنفاس، لهذا هو ليس محبوباً غالباً من قبل السلطات. وقصص رسامي الكاريكاتور العرب، شاهدة على ذلك.

فمن أكرم رسلان، رسام الكاريكاتير السوري الذي قتل تحت التعذيب بسبب رسوم ساخرة، مروراً بالفنان علي فرزات الذي كُسرت عظام يديه بالمطرقة للسبب نفسه، وقبلهما الرسام الفلسطيني ناجي العلي واغتياله، تطول لائحة التضحيات التي بذلها رسامو الكاريكاتور العرب. ورغم ندرتهم اليوم، فإنهم ما زالوا يحاولون رسم مساحة للبسمة رغم السواد والخراب الكبير الذي نعيشه.

الكاريكاتور كمتنفس
وعن الدافع الذي يجعله لا يتوقف عن الرسم، رغم أنه مدرك لحجم القمع الذي يتعرض له رسامو الكاريكاتير في العالم العربي، وكونه واحداً ممن ذاقوا من كأس التضييق على حرية التعبير، قال أنه لا يهتم لا بالمال ولا بالشهرة بل "أنا كإنسان أريد أن أتنفس. ولا وسيلة لدي للتفاعل مع هذا الواقع المرير سوى أن أسخر منه".

وأكمل حجاج: "لو كنت إنساناً عادياً من خارج المهنة ولم تتوافر لي صحيفة تنشر لي رسومي، لكنت رسمت الكاريكاتور طلباً للاستقرار النفسي لذاتي كإنسان أولاً". وأضاف: "نحن كمواطنين عرب لا نقرر من يحكمنا ومن هم رؤساء حكوماتنا ووضعنا الاقتصادي، ومن حقنا على الأقلّ أن نسخر من هذا الواقع".

من هنا، لا عجب في رأيه أن النكتة السياسية والكاريكاتير اللاذع لا ينتشران على نطاق واسع إلا في الأجواء التي تقل فيها حرية التعبير وتزدهر الأجواء القمعية. فالكاريكاتور "حاجة إنسانية فردية، أولاً وأخيراً. والإنسان يسخر لصالح مطالبه البديهية كمواطن عزيز في وطنه، ولصالح وطنه كذلك، بدلالة أن رسامي كاريكاتور مثل ناجي العلي، الذي كانت قضيته فلسطين، رسموا لأوطانهم العربية الضائعة، فالوطن قضية محورية، وقد ينغمس رسام الكاريكاتور في الهموم الاجتماعية أحياناً، إلا أن الهمّ الوطني حاضر دائماً".
***

أما بقية الجوائز للدورة الثامنة من جائزة محمود كحيل 2023، والتي ينظمها مركز رادا ومعتز الصواف لدراسات الشرائط المصورة العربية في الجامعة الأميركية في بيروت، فجاءت كالتالي:



جائزة راعي الشرائط المصورة:
"فنزين"- مجلة الفضاء الخارجي- الأردن

الكاريكاتير السياسي
فائز: عمر عدنان العبداللات - الأردن
مرشح نهائي: ياسين الخليل - سورية
مرشح نهائي: محمد قاسم - فلسطين

الروايات التصويرية
فائز: جورج ابو مهيا – لبنان - "مدينة مجاورة للأرض"
مرشح نهائي: سيف الدين ناشي - تونس - "شبح 1984"
مرشح نهائي: جوزف قاعي – لبنان - "مضطرب"
مرشحة نهائية: دينا محمد – مصر - "شبيك لبيك"


الشرائط المصورة
فائز: جنزير - مصر
مرشحة نهائية: ترايسي شهوان - لبنان
مرشح نهائي: حسين عادل داود- عراق

الرسوم التصويرية والتعبيرية
فائزة: ترايسي شهوان - لبنان
مرشحة نهائية: مريم عمر - مصر
مرشح نهائي: يوسف الأمين - السودان

رسوم كتب الأطفال
فائزة: حنان القاعي - لبنان – "سلسلة الأمل: سأخرج إلى الحياة"
مرشحة نهائية: هيا حلاو – سوريا - "أتبع الخيط"
مرشح نهائي: عمر لافي - الأردن – "حرائق الجنة/ صياد السمك"
مرشحة نهائية: لينا نداف – سوريا - "أرشيفيا"

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها