الجمعة 2023/04/28

آخر تحديث: 21:50 (بيروت)

"صار الوقت": إعلانان جديدان حول اللاجئين.. بمعزل عن الإحباط

الجمعة 2023/04/28
"صار الوقت": إعلانان جديدان حول اللاجئين.. بمعزل عن الإحباط
قدم محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر أرقاماً وتحول نجم الحلقة (تويتر)
increase حجم الخط decrease
الإحباط الذي انتاب بعض اللبنانيين بعد حلقة أمس الخميس من برنامج "صار الوقت" الذي يقدمه الاعلامي مارسيل غانم، وتطرق فيها الى ملف النزوح السوري، مثير للاستغراب. ذلك أن الخطاب الوارد في سياق الحلقة، هو نفسه الموجود في الشارع، كذلك تبادل الاتهامات، ولم يُضف إليه إلا أمران. أولهما خروجه من الساحات والمقاهي والبيوت الى التلفزيون. وثانيهما كشف النائب "الاشتراكي" بلال عبد الله أن ما يعيق ترحيلهم، هو الجهود لمنع استثمار بشار الأسد بهم. 

والخطاب الرافض لبقاء النازحين السوريين في لبنان، إزداد أخيراً بشكل دراماتيكي، إثر تحولات في مواقف قوى سياسية كانت، حتى العام الماضي، متمسكة ببقاء النازحين وداعمة لوجودهم. تتقاطع اليوم قوى سياسية ممانعة، مع أخرى معارضة، في الداخل اللبناني، على موقف إعادة النازحين، كل من منظاره الشخصي. 

وعليه، يتوسع هذا الموقف الى جمهور تلك القوى السياسية ومناصريها. ما كان محرماً بالأمس، فَقَعَ على الشاشة ليل الخميس، مدعوماً بموقف رسمي وأرقام قدمها محافظ بعلبك الهرمل، بشير خضر، عن النازحين في المحافظة الشمالية.


وفي مقابل خضر، ومؤازرين من تكتلات اقتصادية ورئيس بلدية، ظهرت مواقف مضادة بدت ضعيفة، لا تمتلك  آليات صدّ واقناع بالزخم نفسه الذي حمله المعارضون، رغم واقعية بعض الطروحات التي تشير الى الأرقام والهواجس، وهما وجهتا نظر تقابلتا على الشاشة، وشرعتا الاتهامات بالعنصرية او بالفساد، على عادة اللبنانيين والسوريين طبعاً!


وبمعزل عن التدني في مستوى الخطاب، لجهة تسمية احد الضيوف للنزوح بـ"الاحتلال"، فإن ما أتت به الحلقة عملياً، أمران جديدان. أولهما تأكيد نازحة في تقرير أنها لا ترغب في البقاء في لبنان أو العودة الى سوريا، بل تريد الانتقال الى دولة لجوء ثالثة. ويمثل هذا الإعلان أول كشف عن أغراض البقاء في لبنان، حتى لو كانت مناطقهم باتت آمنة، وحتى لو لم يكونوا في لوائح المطلوبين أمنياً للنظام السوري، وهما 12 ألف مطلوب، حسبما قال المحافظ خضر، من أصل مليوني سوري موجودين في لبنان. 

فقد أصبح لبنان بالنسبة للسوريين، مقر إقامة مؤقتة، نقطة عبور، بدليل أن معظمهم تقدم بطلبات لجوء الى الخارج وينتظر الموافقات، مستفيداً من بطاقات الأمم المتحدة.. وبالتالي فإن أي عودة الى بلادهم، ستُخسِرَهم هذه الفرصة.. وهو واقع تدركه الأمم المتحدة، كذلك لبنان والدول التي تستضيف اللاجئين.. 


أما الكشف الثاني في الحلقة، فيتمثل في إعلان عضو "كتلة اللقاء الديموقراطي"  النائب بلال عبد الله، عن الجانب السياسي الذي يحول دون ترحيل اللاجئين. فقد قال عبد الله إنّ النّظام السوري سيتاجر بالنازحين السوريين لقبض بدل إعادة الإعمار، مؤكّداً رفضه ترحيلهم من لبنان.

ورأى أن النّظام السوري "ما زال يختبئ وراء أولئك النازحين من أجل تحصيل شرعية عربية وشرعية دولية". وقال إن النّظام "يتاجر بالنازحين ليقبض بدل إعادة الإعمار"، مشيراً إلى أنّ النّظام السوري لا يهمّه أمر النازحين وأوضاعم بقدر ما يهمّه الاستفادة منهم.


يثبت هذا الموقف ان التهويل باتخاذ قرار حول ترحيلهم بات مستحيلاً، لبنانياً على الأقل، ولن تتخطى الحملات الإطار السياسي الداخلي ضمن حسابات ضيقة. ثمة حملة تحريض واسعة في لبنان، لتحصيل مكاسب سياسية واستقطاب الشارع.. لكن خطورة تلك الحملات والتي ظهرت مفرداتها في حلقة "صار الوقت"، أنها أعادت عقارب الساعة الى الوراء، الى زمن الانقسام في أولى سنوات الثورة السورية.. الفارق الوحيد أن مناصري اللاجئين الآن باتوا قلّة، وسط ضبابية في المواقف الدولية، وعدم يقين حول ما إذا كان الانقسام حول السوريين، سيدفع الى خيارات كان يستحيل التعامل معها وفق المقاربة نفسها مع اللاجئين الفلسطينيين. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها