وكتب ماكرون عبر حسابه في "تويتر": "بسمة قضماني تركتنا اليوم. أشيد بها وأفكر في عائلتها وكذلك العديد من أصدقائها وطلابها ورفاقها في الكفاح من أجل الديموقراطية. سوريّة حرة وشجاعة، نفتقد صوتها".
نعوة ماكرون لقضماني، ماثلتها نعوات حزينة في الصحف الفرنسية التي أفردت مساحات للحديث عن الراحلة، وهي أستاذة في "معهد العلاقات الدولية الفرنسية"، وعضو سابق في "المجلس الوطني السوري"، وساهمت في تأسيسه، وعضو هيئة التفاوض السورية واللجنة الدستورية، علماً أنها ولدت في دمشق العام 1958، وغادرت سوريا مع عائلتها العام 1968 إلى لبنان، ثم إلى إنجلترا العام 1971، ثم سافرت للدراسة في باريس حيث نالت شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من "معهد العلوم السياسية" لتصبح بعد ذلك أستاذة مساعدة في العلاقات الدولية في جامعة باريس.
وكتبت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أن قضماني كانت رمزاً للمعارضة السلمية في بلادها. وأضافت أن حضورها الهادئ ودبلوماسيتها الطبيعية وتحليلاتها الدقيقة كانت محل تقدير في الإعلام الغربي عموماً، متحدثة بالتفصيل عن جهودها لنشر الديموقراطية في العالم العربي عموماً ووطنها الأصلي سوريا خصوصاً.
أما صحيفة "لوموند" فكتبت أن قضماني كرست جل حياتها من أجل نشر الديموقراطية في العالم العربي، من خلال العمل على العديد من المبادرات السياسية والأكاديمية، مشيرة إلى أن حياة عائلتها تغيرت للأبد العام 1967 خلال حرب النكسة ضد إسرائيل، إذ زجّ بوالدها في السجن لاقتراحه أن على الحكومة السورية في ذلك الوقت تقديم استقالتها بسبب الخسار الكارثية في الحرب.. لتقرر العائلة الرحيل عن البلاد بعد إطلاق سراحه.
ونعت صحيفة "لو فيغارو" الراحلة بالقول أنها كانت مثقفة شغوفة وناشطة ملتزمة بسوريا والمنطقة العربية، وكانت تتطلع لرؤية بلادها حرة ومزدهرة، علماً أنها أمضت معظم حياتها في المنفى.
ومنذ مغادرتها "المجلس الوطني السوري" العام 2012 لم تنضم قضماني إلى أي مجموعة رسمية، لكنها ظلّت تضطلع بدورٍ ناشطٍ في المعارضة، بما في ذلك العمل مع المعارض المعروف رياض سيف، على تطوير "المبادرة الوطنية السورية" التي أطلقها علناً في 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
ولدى قضماني خبرة طويلة كأكاديمية وعاملة في مجال أبحاث وتنمية الشرق الأوسط، وهي أيضاً المديرة التنفيذية لـ"مبادرة الإصلاح العربي"، وهي عبارة عن اتحاد لمعاهد الأبحاث السياسية العربية، ويعمل على الإصلاحات والعمليات الانتقالية الديموقراطية في العالم العربي، وهي ساهمت في تأسيسه العام 2005.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها