الأحد 2023/03/26

آخر تحديث: 19:26 (بيروت)

باسيل يقارع بري..سعياً لبناء زعامة في الشارع المسيحي

الأحد 2023/03/26
باسيل يقارع بري..سعياً لبناء زعامة في الشارع المسيحي
increase حجم الخط decrease
ما لم يقله رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل صراحة، تكفّل جمهوره بالافصاح عنه: "قبل التوقيت الصيفي، فرض معادلة لا جلسات تشريعية من دون موافقته، ولا رئيس جمهورية يفرضه على المسيحيين"، في اشارة الى الصراع مع رئيس البرلمان نبيه بري. 

مختصر الحكاية، أن تأجيل التوقيت الصيفي، ليس مادة كافية لهذا الشقاق السياسي، وصولاً الى اعلان العصيان. منذ اللحظة الاولى، قال باسيل: "ما بيجوز السكوت عنها إلى حدّ التفكير بالطعن فيها أو بعصيانها". 

ثمة الكثير من التسرع في النقاش حول الملف، حين تم عزله عن سياقه السياسي. الكثير من الحالمين، اخذوا الملف بشكله المجرد، واتهموا باسيل وآخرين بتغذية خطاب ذات وجه طائفي.

بدأت النداءات الرومانسية تتحدث عن "تفاهة" السياسيين اللبنانيين، وانشغالهم بقضايا تقنية لاشاحة النظر عن العجز في معالجة أسوء أزمة إقتصادية إجتماعية وسياسية تمر بها البلاد. 
يسأل مغردون حالمون: "هل اعتماد التوقيت الصيفي أو الشتوي يغيّر في حياة المسيحيين أو اللبنانيين، فتتحسّن أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية؟، و"هل يستحق تأخير التوقيت الصيفي نحو عشرين يوماً معركة شدّ عصب طائفي، وخطابات مذهبية وتقسيمية، فيما البلاد تحتاج إلى معارك من نوع آخر تعيد للّبنانيين ما سُرق منهم، وتُعيد لهم كرامتهم التي فقدوها في الطوابير وعلى أبواب المستشفيات والأفران والمحطات؟".

خلال وقت قصير، تحوّل باسيل في المعركة الاخيرة الى "زعيم"، كونه "وقف بوجه نبيه بري"، حسب ما يقول انصاره. وتمكن من اجتذاب المسيحيين الى موقفه، من قوى سياسية ومؤسسات، في المعركة التي خاضها بوجه ميقاتي. 

اتضح أن أداء واندفاع النائب جبران باسيل، لا يرتبط بالبعد الثقافي أو الديني. يستثمر الأخير هذه الملفات، مهما كان حجمها، ليوظّفها في معركته الداخلية مع الخصوم، وفي فرض نفسه كصاحب رأي مسموع في الشارع المسيحي، ويملك القدرة على جر ابناء هذا الشارع بمختلف أطيافه، وتشكيل رأي عام يدعم خطابه.

لم يترك باسيل موقفاً أو خلافاً سياسياً داخلياً ولم يستثمره في طموحه. "أن يصبح زعيماً مسيحياً"، هو مسار بدأه منذ ست سنوات على الاقل، ترتفع فيه حظوظه وتتراجع، لكنه يحاول فرض نفسه في هذا المكان. اليوم، ومن بوابة خطاب يضع نفسه فيه بمواجهة الطرفين السني والشيعي في البلد، يشد العصب، ويوجه رسائل بأنه موجود، وأن امتداده لا يقتصر على تياره، او ما تبقى منه. 

والحال ان باسيل، كما زعماء آخرين، يدركون ان الشعارات الدينية والخطابات المرتبطة بالصلاحيات والشؤون الطائفية، لا تزال تستقطب الشارع اللبناني. نفس اللغة اعتمدها إمام مسجد في الطريق الجديدة يحظى بشعبية في "تويتر"، حين دعا لمقاطعة قناتي "ام تي في" و"ال بي سي" على خلفية الازمة الاخيرة. لا يمكن غضّ النظر عما قام به باسيل، لجهة رفع مستوى الخطاب الشعبي والتفاعلات التي رافقت حملات رقمية تعطي سائر الزعماء انتشارا اوسع، فيما تعطي باسيل القوّة وترفع سقف طموحاته أكثر نحو الزعامة المسيحية في لبنان.

في رحلة باسيل السياسية منذ العام 2008، لم تؤهله المسؤوليات التي تولّاها في السنوات السابقة في وزارات الاتصالات والطاقة والخارجية لمستوى طرح اسمه كمشروع "زعيم" في الشارع المسيحي. 

لكنه اليوم في مسار آخر، يؤكد في احتفال تياره اليوم انه "مرشح طبيعي للرئاسة" طالما انه "رئيس تيار يمتلك اكبر نسبة تمثيل مسيحية في البرلمان"، لكنه تنازل لصالح التوافق. وفي الواقع، يمضي نحو استقطاب الشارع المسيحي، سعياً للوصول الى الزعامة. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها