الأربعاء 2023/03/22

آخر تحديث: 21:20 (بيروت)

"تسوية" أنهت الخلاف بين هشام حداد وميشال حايك

الأربعاء 2023/03/22
"تسوية" أنهت الخلاف بين هشام حداد وميشال حايك
increase حجم الخط decrease
لم يطوِ مقدم برنامج "كتير هلقد" هشام حداد، صفحة الخلافات مع ميشال حايك، من دون خسائر معنوية. أراد الحايك أن تكون على الهواء مباشرة، وليست تحت الضوء، لكنه في الوقت نفسه، قدّم تعويضاً كبيراً لحداد، تمثل في عرض مثير وجديد، وخارج الاطار التقليدي الذي دأب على تقديمه على الشاشات في ليلة رأس السنة. 

والحوار الذي بدأ بمكاشفة بين حداد وحايك، كان جريئاً وصادماً. للوهلة الاولى، يظن متابع الحوار أن حايك جاء ليصفي حسابات قديمة مع حداد. ليثأر منه، بعد سلسلة من الانتقادات دأب عليها حداد في عروض سابقة من برنامج "لهون وبس". كان الظرف يسمح بتلك السخرية، حين كان في محطة منافسة، أما الآن، فلا يمكن الاستمرار في الخلافات، ولا يمكن العبور فوق الماضي من غير مصارحة ومكاشفة، انتهت برضا الطرفين. 

في بداية الحلقة، وبعد تقديم أثنى فيه حداد على قدرات حايك وصحة تنبؤاته، عززها بتقرير يثبت فيه اصابة 45 توقعاً منذ رأس السنة، اشترط حايك توضيحاً من حداد على الانتقادات الماضية. أعاد حايك هذا الشرط الى جمهوره الذي يسأل عنها، فكان حداد صريحاً بالرد إن المقدمة كافية لتقول انطباعه، أما ختام الحلقة فستكون الإجابة الكاملة فيه للجمهور. 


والحال إن حايك يحتاج الى تبرير علني، الى ما يشبه اعتذاراً يحفظ ماء الوجه أمام جمهوره، ويبعد شبهة أن "البيت الواحد" في "أم تي في"، استدعى هكذا حضور بمعزل عن الماضي.

وفي الوقت نفسه، لن يرفض حداد شرطاً مخففاً الى هذا القدر، طالما أن هناك تعويضاً له، أولاً باستجابة حايك لطلب الحضور في البرنامج، وثانياً بالمثول لجلسة غير تقليدية، تعيد تقديم حايك للمشاهدين بصورة مختلفة، أكثر رشاقة، وأقل رسمية، وفيها من الخوض في تفاصيل يومية لهذا النجم غير المألوف، ما يكفي لتسويق صورته وإنجازاته. 

هي تسوية إذاً، عادت بالمكاسب على الطرفين. خرج حايك بلا خسائر أمام جمهوره، وخرج حداد بلا انكسارات وبتعويض معنويّ. ثقل حايك وقوته الاعلامية، يفرضان مثل هذا الشرط. أما موقع حداد في قناة تدفع لتسوية الخلافات بين أركان برامجها، فيسهل هذا التعويض. العاملان، وضعا الرجلين في مواجهة بعضهما البعض، ضمن حوار "من الندّ للندّ". لا تشكيك في قدرة أحدهما على "التهام" ضيفه بالأسئلة والقفز بين الملفات، ولا تكريم مبالغاً فيه، شكلياً، من قبل حايك لحداد.

لكن، في الوقت نفسه، أعطت التسوية لحداد ما يستحيل عليه أن ينتزعه من غريمه السابق، من دون تسوية، وهي حلقة ستحفر في تجربة حداد، إسوة باستضافة زياد الرحباني في السابق، أو ميراي ميشال عون، ابنة رئيس الجمهورية السابق، وشخصيات أخرى أخرج منها تفاصيل جاذبة من التجربة الشخصية والآراء غير التقليدية.


يحكي حايك في اللقاء ما يجعل الناس ينظرون كرجل خارق، يعلم الخفاء والمستور. ثمة من يطلب منه اختيار أرقام اللوتو الرابحة قبل أوانها، أو أسئلة الامتحانات الرسمية لشهادة البريفيه.

ويحكي كيف خرج ليلة 6 شباط من منزله بالسروال الداخلي، خوفاً، إثر الهزة الأرضية، ويخبر عن خوفه من الطائرات. ويروي ضياعه في عنوان، وخجله من السؤال عنه، ما أضاع عليه طعام الغذاء الذي كان يلبي دعوة إليه. وإذ يذكر بأنه لم يحز على تحصيل علمي ثانوي وجامعي، يستذكر كيف التفّ على أسئلة علماء في الفلك في مؤتمر في الولايات المتحدة "لأن انكليزيتي على قدّي".

تبدو تلك التفاصيل "مهضومة"، تثير الضحك، لكنها مؤشر على أنه شخص مثل سائر الناس. لا يتمتع بقدرات استثنائية، وليس الرجل الخارق، بل يتمتّع بمَلَكَة معينة أهّلته "لرؤية" بعض التفاصيل التي يعلن عنها في ليلة رأس السنة، على شكل تنبؤات. بذلك، لا يحمّل نفسه أكثر من قدراتها. يعفي نفسه من الجزم بصحة توقعاته، وإضافة ضبابية على ماهية ما يقوم به، وينفي ما يحاول الآخرون تحميله إيّاه.

نجح حداد في اختباره، ونجح حايك في بث الرسائل. عرض مشابه، من شأنه أن يرفع عدد مشاهدي الحلقة الى مستويات قياسية، وقدتحقق لحداد ما يريد. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها