الإثنين 2023/03/20

آخر تحديث: 20:45 (بيروت)

"ابتسم أيها الجنرال"..حين طرد سامر رضوان الشرطي من رأسه

الإثنين 2023/03/20
"ابتسم أيها الجنرال"..حين طرد سامر رضوان الشرطي من رأسه
مكسيم خليل يؤدي دور البطولة
increase حجم الخط decrease
قبل ثلاثة أعوام، وبينما كانت صفحات السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي، تتفاعل مع مسلسل "دقيقة صمت" للكاتب سامر رضوان، وظهّرت الكثير من الحيرة كونه أُنتج في سوريا وحمل آراء سياسية واضحة ضد النظام والسلطة في البلاد، سلط رضوان الضوء على مسلسل "ابتسم أيها الجنرال" للمرة الأولى. إذ أشار إلى مشاعره المتأججة تجاه مسلسله الذي كان ما زال في طور الكتابة، لأن الشركة المنتجة وعدته بتنفيذ العمل من دون فرض أي رقابة؛ ليعبّر رضوان عن قلقه بسؤال: "كيف سأكتب من غير شرطي تربّى في رأسي منذ خمسة وأربعين عاماً؟ وما هو القيد الذي كنت أود كسره في ما سبق ولم أستطع؟".

من المثير حقاً أن نتابع مسلسلاً سورياً لا يخضع لسلطة رقيب، لكاتب سوري تمرّس على مراوغة مقصات الرقابة ومبارزتها في أعمال تسلط الضوء على عمق الفساد وتنتقد السلطة، كما في الأجزاء الثلاثة من مسلسل "ولادة من الخاصرة" ومسلسل "لعنة الطين". 

هكذا بدأت الإثارة مع مسلسل "ابتسم أيها الجنرال"، قبل ثلاث سنوات، كونه أول عمل درامي سوري بلا رقابة، إذ أكدت الشركة المنتجة "ميتافورا" أنها ألغت جميع أشكال الرقابة على العمل وصنّاعه وتركت لهم الحرية الكاملة. وسيشارك في المسلسل: مكسيم خليل، ريم علي، مازن الناطور، فرح بسيسو، عبد الحكيم قطيفان وسوسن أرشيد، تحت إشراف المخرج عروة محمد، وسيعرض المسلسل على "التلفزيون العربي2" و"تلفزيون سوريا" خلال شهر رمضان المقبل.


ازداد الجدل حول المسلسل عندما بدأت عمليات التصوير، وأعلن عنه العام الماضي بأول صورة؛ لأن شكل الشخصية التي يقدمها نجم العمل، مكسيم خليل، والخطوط العريضة التي ذُكرت عن الحكاية، جعلت الجمهور يتنبأ بأن المسلسل يتمحور حول حياة رجال حقيقيين لهم دور في السلطة في سوريا، رغم أن مكسيم خليل صرح باكراً بأنه لا يؤدي اي شخصية معروفة. 


لم ينتهِ الجدل حتى بعد إصدار البرومو والفيديوهات الترويجية التي تظهر فيها صورة لعلَم غريب لا يشبه علم الدولة السورية، وحتى بعدما قامت الشركة المنتجة "ميتافورا" بنفي الأمر رسمياً، حين صرحت بأن أحداث العمل مستوحاة من الخيال وتجسد الصراع على السلطة في بلد يحكمها ديكتاتور مستبد.

ورغم أن الفن يعتمد على الخيال، انتقد البعض فكرة عدم تسمية حاكم بعينه، يسلّط الضوء عليه وينتقده، وإنما يكتفي بالتلميح الى ظاهرة عامة تعالج تفاصيل وصراعات داخلية عند قوى حاكمة. الغريب أن بعض الانتقادات تجاوز مرحلة الانطباعات وتحول لأحكام مسبقة، وبدا وكأنه مراجعة لمسلسل لم يعرض بعد! 

في المقابل، دافع كثر عن المسلسل ليذكّروا بأنه ليس من مهام العمل الفني التوثيق أو التأريخ لمرحلة أو شخص. والدفاع عن "ابتسم أيها الجنرال" ينطلق من حقيقة الظروف الإنتاجية للمسلسل، كونه أُنتج خارج عباءة النظام السوري، في واحدة من أندر لحظات الدراما السورية التي ما برحت تراعي خطّ العودة. فالانتاج الدرامي السوري قبل الحرب السورية، لطالما دار ضمن توجيهات محددة، ثقافية وتاريخية، لم تخرج عن أدبيات الدولة. أما بعد الحرب، فذهبت الدراما الى النقد الاجتماعي بما يتخطى اللحظة السياسية، منعاً لإعلان موقف محدد، أو على الأقل، منعاً لتفسير الموقف على انه اصطفاف سياسي. 
يُضاف شق آخر للدفاع عن المسلسل، كونه تمكن من جمع العديد من الفنانين المعارضين الذين غابوا طويلاً عن الشاشة، أمثال عبد الحكيم قطيفان وسوسن أرشيد، وكونه المسلسل الذي أعاد مكسيم خليل إلى الدراما السورية مجدداً بعد سنوات من الهجران، لجأ فيها إلى الأعمال العربية المشتركة.

لعل الجدل الذي أحاط بالمسلسل، ساهم في الترويج له، لكن الأحكام المسبقة، المتسرعة منها والصادرة عن أمنيات، يجب تلافي تبنّيها الآن، لننتظر متابعة مسلسل يبدو أنه سيكون الأهمّ بين أعمال كثيرة تُعرض في شاشات رمضان هذا العام. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها