الخميس 2023/03/02

آخر تحديث: 21:20 (بيروت)

"الزنى" و"زواج المتعة".. حملة الكترونية تنفجر بوجه ريشار قيوميجيان

الخميس 2023/03/02
"الزنى" و"زواج المتعة".. حملة الكترونية تنفجر بوجه ريشار قيوميجيان
الوزير السابق ريشار قيوميجيان (ألدو أيوب - موقع القوات اللبنانية)
increase حجم الخط decrease
ينزلق الخلاف السياسي بين المكونات السياسية اللبنانية، بمعزل عن أحزابها، باتجاه خلافات طائفية. لم يعهد لبنان في فترة ما بعد الحرب ردوداً بالعقائد الطائفية، كما هو الحال اليوم، وهذا جزء من حرب، شُرّعت فيها كافة الأدوات بما يصعّب احتواءها من دون توافقات سياسية للحفاظ على أدبيات التخاطب، بالحد الأدنى، منعاً للفوضى. 

وإذا كانت الردود على تصريحات الرئيس نبيه بري، والردود المقابلة على رد النائب ميشال معوض، تخطت السقف السياسي الى اتهامات متبادلة بالفساد، جزءاً من مأثورات التقابل ضمن الجسم السياسي التقليدي، فإن رد الوزير السابق ريشار قيوميجيان تخطى هذا الجانب، وهو استعجال غير مدروس، و"زحطة" سياسية، لا يبدو أن رئيس حزب القوات اللبنانية سيكون موافقاً عليها، رغم الخلاف السياسي العميق مع "حزب الله". 

وقال قيوميجيان في تغريدته: "زمن قحط الشيعية السياسية مهما بالغت بالفوقية. تجربة الأنبوب تأتي بمولود شرعي من أب وأمّ معروفين، بينما زواج المتعة، ولو شرّعه الفقه، يبقى حالة زنى تأتي بلقيط تخجل به أمه، وأبوه الفعلي غير أبوه الإسمي". 


في مقابل حفاظ رئيس حزب "القوات" سمير جعجع على الحد الاقصى من أدبيات التخاطب وحصرها في الاطار السياسي، تجاوزت تغريدة قيوميجيان الأدبيات السياسية، كونها تنقل واقع الرد من إطاره السياسي الى الإطار الطائفي الذي دفع مغردين شيعة للدعوة الى الانطلاق بحملة الكترونية ضده، لم تراعِ المعايير الاخلاقية والانسانية أيضاً. في رؤيتهم، مسّ بجزء يعرفه من العقيدة، بالقول إن "الفقه شرعه"، وأراد منه إسقاطاً سياسياً على حالة تبني ثنائي "حزب الله" و"حركة أمل" لترشيح زعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية.

بدت الاستعارة غير موفقة. فالعلاقات الانسانية، لا يمكن إسقاطها على السياسة، وذلك للهوة الساحقة بين مفهوم التحالفات السياسية، والخيارات الشخصية للأفراد وحرياتهم، وهو حق، يفترض أنه مقدس، بمعزل عن الخلاف الفقهي حوله بين المذاهب الاسلامية.. وتالياً، لا يستقيم من زاوية حقوقية مع اسقاط فكرة العلاقات المحرمة على طائفة بأمها وأبيها، لمجرّد الخلاف السياسي، وذلك بتبني مقولة "زنى"، والقول إن "أبيه الفعلي غير أبيه الإسمي"، وهو أمر لا يتوافق مع مبدأ الزواج المنقطع. 

وبمعزل عن تلك التفاصيل الفقهية، بدا انزلاق قيوميجيان غير موفق الى هذا الدرك من التخاطب، وهو ما أتاح حملة شعواء، لم توفر أصوله الأرمنية، ولا العلاقات خارج إطار الزواج، من الردود، وهو أمر مرفوض بالمبدأ، حين يتناول الأمور بالخطاب الشخصي. 


"لننطلق بحملة ضد ريشار قيوميجيان، لأنه لا حسين ولا رقيب". بهذه الدعوة، اختار مغردون من الطائفة الشيعية الرد على الوزير السابق. فتغريدته يراها كثيرون "مسيئة"، في مقابل قلة اختارت الردّ على مقاربته السياسية المتصلة بعلاقات القوى السياسية على ضوء انفلات الخطاب الطائفي، وهواجس الطوائف. 

من ضمن التغريدات التي ظهرت، يقول مغرد قريب من "حزب الله": "قلنا في السابق إن هؤلاء مشكلتهم مع الشيعة، لا سياسية ولا اجتماعية ولا حتى مدنية، مشكلتهم مع العقيدة التي يسعون لتشويهها لأنها أخرجت الناس من قمقم مواطن فئة ثالثة ورابعة بلا امتيازات ولا احتكارات لفئة".


هنا يكمن عمق الخلاف السياسي. الخلاف على الحصص والصلاحيات والامتيازات الاقتصادية في البلاد. قد يكون الحضور الشيعي المؤثر في المشهد السياسي جزءاً أساسياً من الصراع، فيما تتصدر "الوكالات الحصرية"، العوائق التي تحول دون تطبيق اللامركزية المالية الموسعة تنفيذاً لمطالب بعض القوى السياسية المسيحية. التبدل في موازين القوى خلال السنوات الاخيرة، عزز الاشتباكات، ودفع إلى هذه الحدة في الخطاب التي تغذيها ردود مواقع التواصل الاجتماعي، بلا سقوف ولا ضوابط أخلاقية أو سياسية. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها