قالت دراسة دولية حديثة أن نصف العاملات في مجال العلوم في أنحاء العالم، تعرض بشكل أو آخر للتحرش خلال الحياة المهنية.
وبحسب الاستبيان الذي أجرته شركة "إيبسوس" لصالح مؤسسة "لوريال"، وشمل حوالى 5 آلاف باحث وباحثة في 117 دولة، قالت 49% من العالمات أنهن "واجهن شخصياً حالة واحدة على الأقل من التحرش الجنسي خلال مسيرتهن المهنية"، نصفهنّ تقريباً بعد انطلاق حركة "مي تو" المناهضة للتحرش الجنسي العام 2017.
وبالنسبة لـ65% منهنّ، كان لهذه المواقف تأثير سلبي في حياتهنّ المهنية في مختلف قارات العالم. ورغم ذلك، أبلغت ضحية من كل خمس عن هذه الانتهاكات داخل المؤسسة التي يعملن فيها، وفق هذا المسح الذي شمل عاملات مجالات العلوم (باستثناء العلوم الاجتماعية)، والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، في 50 مؤسسة عامة وخاصة. وأجريت الدراسة من جانب معهد "إبسوس" باستخدام طريقة الاستشارة، في الفترة من 26 تموز/يوليو إلى 16 أيلول/سبتمبر 2022، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".
وتضمن الاستبيان توصيف مواقف عديدة، حيث أن 25% من العالمات المستطلعة آراؤهن، تحدثن عن تلقي ملاحظات "غير لائقة وبشكل متكرر"، وأشرن إلى طرح "أسئلة متطفلة ومتكررة" عليهنّ حول حياتهنّ الخاصة أو الجنسية "تسبب عدم ارتياح لديهنّ". وحدثت غالبية الوقائع في بداية المسيرة المهنية.
وكان لذلك أثر سلبي في المهن العلمية، حيث قالت 52% من الضحايا أنهن "تجنبن موظفين معينين" لهذه الأسباب، و25% شعرن "بأنهن في خطر في مكان العمل".
إلى ذلك، أبدى 64% من العلماء الذين شملهم الاستطلاع (رجال ونساء) أسفهم لعدم اتخاذ إجراءات لمكافحة التحرش الجنسي في العمل. وقالت ألكسندرا بالت، المديرة التنفيذية لمؤسسة "لوريال": "هذا الاستطلاع يؤكد أن المجال العلمي لم يشهد على ثورة بالقدر الكافي منذ حركة مي تو".
ودعت المؤسسة التي تدعم وظائف العالِمات في أنحاء العالم مع "يونيسكو"، المؤسسات إلى "تحمل مسؤولياتها وتغيير سلوكها". كما تنادي بـ"سياسة عدم التسامح" حيال هذه الانتهاكات وإقرار "التزامات في الميزانية" في هذا الشأن.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها