الجمعة 2023/03/10

آخر تحديث: 20:14 (بيروت)

مناصرو الأحزاب ملتزمون بزعمائهم: لمن ستفتح أبواب بعبدا؟

الجمعة 2023/03/10
مناصرو الأحزاب ملتزمون بزعمائهم: لمن ستفتح أبواب بعبدا؟
حيرة حزبية تجاه قائد الجيش العماد جوزيف عون (غيتي)
increase حجم الخط decrease
لا يختلف خطاب مناصري الأحزاب عن قياداتهم. الرهان على تمايز بعد 17 تشرين، والاعتقاد بأن تسييس المجتمع اللبناني لجهة زيادة وعيه بالمراحل والمحطات والخيارات السياسية، لا يبدو واقعاً. يعود الخطاب الى منشئه، هذا ما تكشفه المداولات في مواقع التواصل الاجتماعي حول الترشيحات الاخيرة لرئاسة الجمهورية، وهو واقع لا يمكن نكرانه.

في مرحلة 17 تشرين، برز اعتقاد بالغ لدى الفاعلين في الشأن السياسي أن كثافة الندوات، والخيام التي استضافت الكثير من الناشطين، وتحول المادة التلفزيونية الى مادة سياسية، وربما تعبئة ضد النظام والأحزاب والقوى التقليدية، باءت بالفشل.

يراقب اللبنانيون اليوم مواقع التواصل، ويكتشفون أن الخطاب مكرر عن السياسيين. لم يخرج مناصر "الاشتراكي" من خيارات جنبلاط، كما لا يخرج مناصر "أمل" من خطاب بري.. ومثله المنتمي إلى "اليتار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية".. ثمة مراوحة على الضفة الثقافية، وربما فشل في كل الجهود. وحدهم معارضو الأحزاب التقليدية، يتبنون خطاباً مغايراً، لكنه خطاب نقدي في غالبه، لا يتضمن خيارات تغييرية تتعدى مستوى رفع السقف الخطابي، وهو مؤشر يحتاج الى الكثير من التحليل.

هل خرج الاستحقاق الرئاسي اللبناني من دوامة التعطيل؟ لعله السؤال الأبرز بين رواد الشبكات الاجتماعية والناشطين، بعد المواقف المتقدمة لكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، حول دعمهما الصريح والمعلن للمرة الأولى لرئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية للوصول إلى سدة الرئاسة الأولى.

إلا أن هذا الترشح يقابله دعم غير معلن حتى الساعة، من قبل عدد من القوى المحلية والعواصم الإقليمية، لقائد الجيش العماد جوزيف عون للوصول إلى قصر بعبدا.

في استفتاء لمناصري الأحزاب في مواقع التواصل، يتضح أن الخطاب يدور في دائرة مكررة. يؤكد مناصرو "الحزب التقدمي الاشتراكي" لـ"المدن" أن مبادرة رئيسه وليد جنبلاط والتي بنيت على طرح ثلاثة أسماء هي: جوزيف عون - صلاح حنين - جهاد أزعور؛ وشملت مروحة من اللقاءات المعلنة وغير المعلنة، كان الهدف منها تقريب وجهات النظر والبحث عن مخرج يؤدي إلى انتخاب مرشح توافقي.

يشير أحدهم الى أن تحفظهم على وصول شخصية عسكرية إلى بعبدا معروف تاريخياً؛ لكن طرح اسم قائد الجيش في المبادرة لا يعني دعم وصوله الى الرئاسة الأولى، بل السعي للوصول الى شخصية لا تُعتبر تحدياً لأي طرف؛ لأن الأولوية اليوم هي إعادة بناء الدولة.

زعيم المختارة لم يكن الوحيد الذي بادر للخروج من نفق الفراغ. فـ"التيار الوطني الحر"، الذي يُتهم رئيسه النائب جبران باسيل، بعرقلة كل التسويات التي جرى العمل على انضاجها لعدم إطالة عمر الفراغ الذي دخل شهره الخامس؛ كان أطلق ما سمّاه "الورقة الرئاسية" التي تشمل البرنامج الذي يجب أن يعمل على تطبيقه الرئيس المقبل للجمهورية بحسب وجهة نظرهم.

وهنا يقول الناشط في "التيار" مارون عرفان، لـ"المدن"، أن ترشيح قائد الجيش غير جدّي. في رأيه "الخلفية العسكرية لا تكفي في هذه المرحلة لإدارة الأزمة التي يعيشها البلد". ويؤكد أن البرنامج الذي سيضعه الرئيس المقبل يشكل الأولوية بالنسبة إليهم، لافتاً إلى أن انتخاب قائد الجيش بحاجة لتعديل دستوري غير متاح اليوم بفعل تباعد المواقف بين القوى السياسية؛ تضاف إليه بعض الملاحظات على أدائه في إدارة بعض الملفات، خصوصاً في النزاع الذي ساد على مدى شهرين بين العماد عون، ووزير الدفاع موريس سليم، حول الجهة التي يخول لها حصراً إعطاء رخص حمل السلاح.

الحراك المستجد في المشهد الرئاسي اليوم، انطلقت شرارته من عين التينة التي حرصت أكثر من مرة على الدعوة للحوار بعد 11 جلسة انتخابية في البرلمان، لم يستطع خلالها المرشح ميشال معوض، المدعوم من القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي والكتائب وبعض نواب تكتل التغيير، من الوصول إلى العدد المطلوب من الأصوات النيابية للنجاح في هذا الاستحقاق.

وهنا يشدد الناشط في "حركة أمل"، أحمد بري، لـ"المدن"، على أن رئيس المجلس أراد بترشيح النائب السابق سليمان فرنجية باسم ثنائي حركة أمل-حزب الله؛ عدم تكرار تجربة انتخاب الرئيس السابق ميشال عون التي حصلت عبر تفاهمات جانبية كان الرئيس بري نبّه من تداعياتها السلبية على المشهد السياسي العام، وهو ما لمسه اللبنانيون لاحقاً خلال عهد عون الذي امتد ستة أعوام.

ويعتبر أحمد بري أن ترشيح قائد الجيش، مجرد مناورة من قبل الأطراف التي تريد زج اسمه في السباق الرئاسي، مضيفاً: "موقف فرنجية من العلاقة مع سوريا واضح، والعداء لإسرائيل لا يحتاج لنقاش.. خطّه العروبي معروف؛ وهو مؤهل لتقديم الثقة التي تحتاجها الدول العربية خصوصاً في هذه المرحلة للتعاطي مع أي مسؤول لبناني رسمي".

أما على ضفة "القوات اللبنانية" التي لم تتخلَ حتى الساعة عن ترشيح رئيس "حركة الاستقلال"، النائب ميشال معوض، فكان رئيسها سمير جعجع جاهر بلجوئه إلى سلاح تعطيل نصاب الجلسات في حال لمس امكانية جدية لنجاح فرنجية.

رئيس جهاز التنشئة السياسية في "القوات"، المحامي شربل عيد، أكد لـ"المدن" أن قائد الجيش ليس مرشح "القوات" المعلن، لكنهم لا يمانعون وصوله للرئاسة إذا تم التوافق عليه. يقول: "نحن كقواتيين نسير بترشيحه، كونه نجح في عدد من الملفات أهمها كيفية إدارته للأزمات التي مر بها البلد خلال السنوات الماضية". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها