في فيديو لا يستغرق دقيقة واحدة، تمرّ نحو عشر صور متتالية لتغريدات أطلقها معارضون لـ"حزب الله"، متهمين إياه بالمسؤولية عن اختفاء الشيخ أحمد الرفاعي. ومثلها، عشرات الصور لناشطين آخرين، كانت وجهوا أصابع الاتهام للحزب.
تم إعداد الفيديو على عجل. فالتغريدات مرصودة، بانتظار لحظة الكشف عن ملابسات قتل الرفاعي، بعد يومين من التغريدات التي ألمح بعضها الى مسؤولية الحزب، واتهمه البعض الآخر مباشرة بالمسؤولية عن الجريمة التي وقعت يوم الاثنين، ولم تُكشف حتى يوم السبت.
تتنوّع الصور ويتوحّد الاتهام. يحمل الهاشتاغ صفة "تجار الدم". اتهم كل خصوم الحزب بأنهم يتاجرون بدماء اللبنانيين لتوظيفها في حلبة الصراع السياسي. ويبدأ تصنيف الصور من رئيس حزب "القوات اللنبانية" سمير جعجع، الى نواب وشخصيات أخرى معارضة للحزب ناشطة في مواقع التواصل.
ولا تقتصر الحملة على التوصيف. ثمة امتعاض واضح من القضاء اللبناني، ومطالبات له بالتدخل وتوقيف المتهمين. "أرادوا احياء فتنة سنية وشيعية"، يقول أحدهم عن متهمي الحزب، ويقول آخر إن متهمي الحزب "يعتاشون على نشر الفتن والكذب والخداع وبث الأكاذيب والأضاليل في الاعلام وامام الرأي العام".
والاتهامات ليست الاولى من نوعها. تتكرر عند كل حدث أمني. أما الردود، فتتشابه أيضاً، عند كل حدث. ثمة جمهور يعتاش على الاتهامات السياسية، وجمهور آخر يعتاش على خطاب المظلومية، ويدفع للإثبات بأن القضاء لا يتحرك لصالحه، أو على الاقل، لردّ الاتهامات وتشويه صورته.
في الواقع، يستفيد الحزب من هذه الاتهامات السياسية التي يراها حملة منظمة ضده، وتلك كانت مثار اعتراض من خصوم للحزب انتقدوا "التسرّع في اتهامه".
حجم الخط
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها