السبت 2023/02/11

آخر تحديث: 13:10 (بيروت)

عماد بزي: هكذا أفادتنا الشبكات الاجتماعية في كارثة الزلزال

السبت 2023/02/11
عماد بزي: هكذا أفادتنا الشبكات الاجتماعية في كارثة الزلزال
زلزال تركيا (عماد بزي)
increase حجم الخط decrease
مع صعوبة وصول وسائل الاعلام بسرعة الى مكان الحدث، وغياب المعلومات عن المفقودين، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي هذه المرة، ومنذ بداية كارثة الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، دوراً كبيراً في إظهار حجم الدمار البشري والمادي خلال مدة قصيرة، عبر انتشار الصور والفيديوهات والمناشدات لرواد هذه المنصات بعد دقائق من وقوع الحدث، ما ساهم في سرعة الاستجابة من قبل فرق الإنقاذ من مختلف دول العالم التي بدأت تتوافد منذ اليوم الثاني للكارثة للمشاركة في عمليات الإغاثة.


أظهرت الصور حجم الكارثة، لكن عنصرَين كانا مفقودَين في تلك اللحظات. عنصر الاطمئنان على البشر، في ظل تأخر "فايسبوك" في الإعلان عن خاصية الأمان (Mark safe) خلافاً لعادته في مرات سابقة، والخوف والقلق اللذان رافقا سكان المنطقة.


كيف طمأن الناجون ذويهم؟

خلال استرجاعه للحظات وقوع الكارثة في غازي عنتاب، أكد الناشط اللبناني في المجال الإغاثي عماد بزي، أنه عمل على الاستفادة من دورات الإغاثة التي شارك فيها عند وقوع حدث طبيعي غير اعتيادي، والتي مكّنته من ترتيب الأفكار سريعاً في رأسه وتوجيه نفسه وزوجته للوصول الى نقطة الإخلاء الآمنة بالتزامن مع تصدّع أساسات منزلهما.

 

وأكد بزي في حديث لـ المدن" أنه فور اطمئنانه على صحة زوجته وصحته، لجأ الى وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية لطمأنة عائلته المتواجدة في لبنان، والتي لم تكن تعلم حجم الدمار في البلدة الحدودية حيث يقطن بين دمشق وأنقرة.

كما عمد بزي الى الاستفادة من المنصات الرقمية للمشاركة في جمع المعلومات عن اللبنانيين المفقودين بحثاً عن أثر لهم، ما ساهم في الاطمئنان إلى عدد كبير منهم واستمرار البحث عن عدد آخر.


ولفت بزي إلى أنه في ظل عدم وجود أي وسيلة اعلامية لبنانية قادرة على الدخول إلى غازي عنتاب، التي انفصلت عن محيطها بفعل الأضرار والتشققات الكبيرة التي أصابت الطرق في أول أيام الزلزال، عمل بزي بنفسه على نقل فداحة المشهد وصعوبة الأوضاع في الداخل من خلال الاستفادة من نشاطه الدائم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

أهمية مواقع التواصل في هكذا حدث؟

من جهته اعتبر الصحافي والمدرب في منصات التواصل الاجتماعي، محمود غزيل، أن الجميع أصبح في وقتنا هذا يلجأ إلى المنصات الرقمية أولاً، لأنها تقدم الخبر بشكل سريع وتفاعلي، ولأنها المكان الأول حيث يمكن للفرد أن يحصل على إجابات لأسئلته.

وأضاف غزيل في حديث لـ"المدن": "السوشال ميديا أصبحت اليوم من أهم العناصر في زمننا هذا، فهي ليست مقيدة بدوام أو مكان أو زمان أو نظام محدد. وهي تستطيع أن تشكل أداة ضغط للاضاءة على هول أي كارثة بحجم التي وقعت في سوريا وتركيا".


وأشار غزيل إلى أن وسائل الاعلام التقليدية تعتمد بشكل كبير في الوقت الراهن على المواد الموجودة في مواقع التواصل الاجتماعي منذ حصول الزلزال، لعدم تمكنها من نشر طواقمها في كافة المناطق خلال مدة زمنية واحدة. لكن غزيل دعا في الوقت نفسه إلى التنبه وعدم تغذية بعض الحسابات التي تهدف إلى الترويج لمعلومات غير دقيقة.

في المحصلة لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً إنقاذياً عبر سرعة الاستجابة مع الحدث، فساهمت في تشكيل خلايا ناشطة عبر المنصات الرقمية للقيام بعمليات انقاذية في الأماكن المصنفة حمراء من خلال ايصال أصوات العالقين تحت الركام وينتظرون ضوء الحرية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها