الأحد 2023/11/05

آخر تحديث: 17:00 (بيروت)

مناصرو "حزب الله"يشكون "جيل الحرب السورية":من ينتج فيديوهاته؟

الأحد 2023/11/05
مناصرو "حزب الله"يشكون "جيل الحرب السورية":من ينتج فيديوهاته؟
increase حجم الخط decrease
استقر الجدل بين مؤيدي "حزب الله" وخصومه حول مضمون خطاب أمين عام "حزب الله" يوم الجمعة، على التأكيد بأن حملة الانتقادات اللبنانية له ناتجة عن المواد البصرية التي تم بثها في الايام التي سبقت الخطاب تمهيداً له، وهو ما يفتح النقاش مجدداً حول آلية انتاج الفيديوهات الدعائية للحزب، والترويج لها، والتقدير حول تأثيرها نفسياً في لحظة حاسمة في سياق الحرب، وقد ساهم الضخ الدعائي "غير المضبوط"، في انتاج شعور الخيبة بعد خطاب نصر الله. 

قبل الخطاب، تفاعل جمهور الحزب بشكل مُندفع، أما بعده، فبدت علامات الخيبة عليه، مما عكس ردوداً في كل الاتجاهات. على ضفة خصومه، انتشرت الحملات الهجومية والساخرة من خطاب نصر الله، فيما هاجم أنصاره بعض الآراء المنُتقدة لكلامه بشكل غير متزن، وهو أمر بات شائعاً إثر الانقسام السياسي بين الطرفين. 

والحال إن ما كان متوقعاً من نصر الله، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة لحزب الله، لم يعلنه لجهة تحديد الرؤية العسكرية. فنصر الله، في خطابه الاخير، لم يقدم كلاماً شعبوياً يرضي المراهنين على تدخله لوقف المذبحة في غزة، واختار خطاباً سياسياً بأبعاد دبلوماسية لا يشبه خطاباته العسكرية التي قدمها بعد حرب تموز، وهو أمر يخالف كل الفيديوهات الدعائية التي سبقت الخطاب، وروج لها جمهور "حزب الله" نفسه، مما يستدعي اسئلة عن انتاج تلك الفيديوهات والترويج لها. 

تنقسم المواد البصرية التي يروج لها جمهور الحزب الى اثنين. أولها رسمي، يصدر عن الإعلام الحربي للحزب، كتلك المواد التي نُشرت خلال إستهداف مواقع ومعدّات وآليات جيش الإحتلال الإسرائيلي على الحدود الجنوبية. توزّع على وسائل الإعلام في سياق إثبات فعالية ما يقوم به على الجبهة وهو أمر قديم في تكتيك الحزب الذي يصوّر عملياته العسكرية منذ الثمانينات. 

أما المواد الأخرى التي تُشكّل من فيديوهات لعناصر من حزب الله وقدرات قتالية أو لأسلحة إيرانية ومسيّرات وأنفاق، فهي غير رسمية، لا تصدر عن "الإعلام الحربي" ولا يتبناها الحزب ولا يروج لها في منصاته الرسمية، كما لا تعرضها قناة "المنار". ولكن بطبيعة الحال يتفاعل معها الجمهور من خلال نشرها وإعادة نشرها والتعليق وما شابه وكل ذلك يصب في ما يعتبره "حزب الله" أو جمهوره في سياق الحرب النفسية. 

وينطبق ذلك على فيديوهين تم تناقلهما قبل يومين من الخطاب، عززا الشعور بفائض القوة في صفوف جمهور الممانعة، علماً أن الصور فيهما مقتطعة من فيديوهات سابقة، ذلك إن المطلعين على أجواء الحزب، يؤكدون أن الإجراءات الأمنية المحيطة بالأمين العام تزيد استحالة أن يتمكّن أحدٌ من إلتقاط صورة أو فيديو له، إلا عبر الدوائر المُختصة ضمن الجهاز التنظيمي وفريق الحماية المسوؤل. 

وتفتح تلك الفيديوهات ملفاً آخر، يتمثل في "الانفلونسر العسكري" الذي بدأ بالظهور في الحرب السورية، وعادة ما يكون ناشطاً أو صحافياً، وظيفته زيادة حماسة الجمهور لسيناريوهات المعركة والقوة التي يملكها الحزب من دون أي أسس عسكرية، وهي عبارة عن شعارات وكلام دون معرفة أو إختصاص، لكنها تلعب على مشاعر المؤيدين. 

وأتاحت مواقع التواصل والتطبيقات المتوفرة لانتاج الفيديوهات، هذا الجانب، خلافاً لما كان عليه الامر في زمن حرب 2006. لم يعد الضخ البصري مضبوطاً، كما كان في السابق، وفقد "حزب الله" مركزيته في التعامل مع المادة الاعلامية. تنتشر اليوم ضمن بيئة الحزب انتقادات لعدم تقدير هذا الجمهور لمعنى الحرب وآلامها وتداعياتها. يقولون إن الجيل الجديد، وهو "جيل ما بعد حرب تموز" او "جيل الحرب السورية"، بات عبئاً على مساعي الحزب لضبط مادته الاعلامية. 

وينسحب الامر على البُعد الامني للمعركة، ومخاطر ضخ الصور القادمة من الميدان، في مواقع التواصل الاجتماعي، وخطرها على المقاتلين والترتيبات الامنية. ويقول أحد المقاتلين القدامى: "هذا جيل لم يعِش القصف الإسرئيلي والغارات الفجائية وعمليات الإنزال في القرى"، لافتاً الى "إخفاقات تُضّر بالحركة العسكرية والأمنية لقوات حزب الله على الحدود، ويعوّد بعضها الى إلتقاط الصور في القرى"، في اشارة الى تقنيات المراقبة والتجسس الموجودة لدى اسرائيل، وهو ما دفع الحزب إلى تعميم حملة وقائية حول هذا الأمر.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها