الإثنين 2023/11/20

آخر تحديث: 18:38 (بيروت)

جيش الاحتلال يستدعي إعلاماً عبرياً وأجنبياً.. لإنقاذ دعايته!

الإثنين 2023/11/20
جيش الاحتلال يستدعي إعلاماً عبرياً وأجنبياً.. لإنقاذ دعايته!
increase حجم الخط decrease
يبدو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ يدرك أن فيديوهاته ضعيفة وغير قادرة بحبكتها الركيكة على تضليل الرأي العام الغربي بخصوص المجازر التي يرتكبها بحق سكان قطاع غزة، مروراً بمزاعم لتبرير احتلال المستشفيات وتفريغها من المرضى والأطباء.

فقد عزز في الأيام الأخيرة عملية اصطحاب صحافيين من وسائل إعلام إسرائيلية وأجنبية، بحيث يرسم لهم ما ينشرونه ويصورونه؛ لتحقيق الغاية الدعائية المنشودة.

وهذا ما عكسته إجابات صحافي في التلفزيون الإسرائيلي، اسمه فراس حامد، على أسئلة زميلته المذيعة في سياق الترويج لتقريره الميداني الذي خرج به من داخل مدينة غزة، ولكن ضمن حدود تصنعها الرقابة العسكرية الإسرائيلية.

وسألته مذيعة "مكان" قبل بث التقرير بساعات: ماذا رأيت؟ وهنا تكون الإجابة التي تتجاهل أبجديات المهنية الصحافية، بقوله: "رأينا أنفاقاً، في كل بيت بشمال غزة توجد فتحة نفق".. فكيف رأى فراس فتحة النفق في كل بيت؟ هل دخل جميع البيوت الفلسطينية في المنطقة؟

ثم ذهب الصحافي في "مكان" العبري إلى تصنيف الأنفاق كما لو أنه خبير بها منذ زمن بعيد، فقال: "هناك أنفاق دفاعية، وهجومية، وأخرى مليئة بالمتفجرات، وأيضا مخصصة للتنقل". 
 

مهمة.. بهدَفَين
لم يُخفِ معد التقرير من تخوم القتال في غزة، أنه يؤدي مهمة مزدوجة لدعم رواية الجيش الإسرائيلي، إذ ردّ على سؤال مذيعة "مكان" له حول السبب الذي يدفع الجيش إلى جلب صحافيين إلى الميدان في غزة، قائلاً: "أولاً إظهار تقدم الجيش وأنه طهّر مناطق عكس ما تقوله حماس، وثانياً لإظهار أن الجيش لا يقصف البيوت والسكان عشوائياً". 

ولعل السبب الثاني المتعلق بإنكار عمليات إبادة للبشر والحجر اقترفها الاحتلال في شمالي القطاع ومحاولة تحريف حقيقتها، يدل عليه أيضاً قلق إسرائيل المتصاعد من نفاد الوقت لعدوانها على غزة جراء تنامي الغضب العالمي من المجازر غير المسبوقة فيها. فهو يريد أن يهدئ غضب الشعوب الغربية تحديداً عبر تعزيز دعايته بأنه "جيش أخلاقي"، رغم أن جرائمه موثقة بالصوت والصورة والمعلومة. وقد عكفت هيئة البث الإسرائيلية على سؤال ضيوفها بشكل متكرر أخيراً عن الصور التي تبثها فضائيات عربية من غزة، واصفة إياها بأنها تشكل رافعة إعلامية تضرّ بصورة إسرائيل.. وكأنها بذلك تحرّض ضمناً على الفضائيات التي تواظب على نقل حقيقة ما يجري في غزة، رغم ما تواجهه من تحديات ضعف الاتصالات في غزة، والمخاطر على حياة طواقمها الصحافية في الميدان.

وبتقريب المجهر من جولات الصحافيين التي ينظمها جيش الاحتلال في بعض النقاط الميدانية بغزة، فإن الصحافي من تلفزيون "مكان" أقرّ بأنّ وسيلة إعلام فرنسية كانت الوسيلة الأجنبية الوحيدة إلى جانب عدد أكبر من الصحافة العبرية في جولة الجيش الإسرائيلي بمناطق غزة التي توغل. وأكد "مكان" أن الجيش منع بقية الفريق التابع للوسيلة الفرنسية نفسها من اصطحابهم، واختار منهم شخصاً واحداً فقط، كما منع تصوير الجنود أو الآليات وتقنياتها، حتى أنه أجبر الصحافيين على إغلاق هواتفهم.. لضمان أن ينطقوا بلسان الجيش، وأن يشاهدوا بعيونه فقط. 

 إسرائيليون يُكذّبون الجيش
في المقابل، ثمة صحافيون إسرائيليون ما زالوا يتحدثون بصراحة عن عدم تصديقهم لما يقول الجيش، ولو كانت أصواتهم قليلة. وتعد الصحافية الإسرائيلية من أصل إيراني، أورلي نوي، من أبرزهم، حيث كتبت في "فايسبوك": "كصحافية عايشت أكاذيب كثيرة منذ حوالي عشر سنوات، وكمواطنة يكذب عليها الجيش منذ فترة طويلة، لا أرى أي سبب في العالم للبدء في تصديق كلمة واحدة من الجيش الآن". وهي تشير بذلك إلى ادعاءات جيش الاحتلال بكل ما يجري في عموم غزة، بما فيه المستشفيات.

فيديو مرتقب للجيش
لكنّ محاولات جيش الاحتلال لفرض دعايته كـ"حقيقة"، لا تتوقف. إذ يقوم في هذه الأثناء بصنع حبكة جديدة بخصوص مستشفيات القطاع، تحت عنوان "الكشف عما وجده داخل مستشفيات غزة وتحتها".. وذلك تمهيداً لعرض فيديو جديد خلال أيام بعد إتمام عملية جمع الصور ومونتاجها بطريقة تضمن أن يكون "فيديو أكثر تأثيراً"، وكأنه ينشر "حقائق"، في محاولة أخرى من إسرائيل لإقناع العالم بـ"صحة" البروباغاندا التي أثارتها بشأن استخدام "حماس" للمستشفيات لغايات عسكرية، بعدما أدركت تل أبيب أن الفيديوهات التي نشرتها في الأيام الماضية مثيرة للسخرية، لأنها ضعيفة وأقل قيمة من حجم حملتها الدعائية المُثارة منذ بدء الحرب.

والحال أنّ حاجة الجيش لأيام، لإنتاج "فيديو المستشفيات"، هو أمر يثير بحدّ ذاته شكوكاً حيال دعاية الاحتلال، فلماذا يحتاج وقتاً طويلاً لإنتاج فيديو من هذا النوع؟ هل هو فيديو سينمائي؟
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها