لكن الأغنية التي اجتاحت شوارع العالم خلال الاسابيع الماضية، وترددت اصداؤها في العواصم الأوروبية، أنتجت قبل 45 عاماً، واكتسحت "تيك توك" أخيراً رفضاً للاعتداءات الاسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، والتي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 12 ألف شهيد وخلَّفت أكثر من 30 ألف جريح.
والأغنية الحماسية التي تتضمن عبارات مقاومة، قدمتها فرقة "كوفية" الفلسطينية السويدية في حفلة غنائية في استوكهولم العام 1978، وهي أغنية كتبها الفنان جورج توتري، وهو فلسطيني هاجر إلى السويد بعد الحرب العام 1967، وأسّس الفرقة في سبعينيات القرن الماضي، ليروي من خلالها القضية الفلسطينية.
وكان جورج توتري قال في وقت سابق أنه كتب الاغنية بهدف التعريف بالفلسطينيين وقضيتهم، وكانت السويد كغيرها من بعض دول العالم لا تعرف إلا القليل جداً عن وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني.
تروي الاغنية قصة كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتتضمن كيف بدأ الفلسطينيون بإلقاء الحجارة أولاً ثم أطلقوا الصواريخ على أعدائهم، فكل العالم يعرف كفاحهم لتحيا فلسطين حرة، على حد وصف الأغنية.
اتُهمت الأغنية بمعادة السامية لأنها تتضمن عبارة "تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية"، حتى أن البرلمان السويدي عقد جلسة لمناقشة مضمونها بعدما غناها متظاهرون من شباب "الحزب الاشتراكي السويدي" في يوم العمال العالمي 2019. ووصف رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين، أعضاء حزبه آنذاك، بأنهم معادون للسامية بسبب غنائهم كلمات "معادية للصهيونية" ودعا إلى حظر الأغنية.
ودافع المؤلف جورج توتاري، عن الاغنية، نافياً أن تكون أغنيته معادية للسامية، وأكد أنها تدعو إلى حث العالم على "التخلص من نظام السيطرة على الآخرين بقوة السلاح"، مشيراً إلى أن رسالة الأغنية هي أن "للفلسطيني الحق في وطنه حتى لو عاش اليهود هناك، وليس تحت حكم دولة استعمارية كما هو الحال الآن".
اليوم، انتشل العالم الاغنية من الجدل، وغنّى الأغنية مرة أخرى في ظل تصاعد الأزمة في القضية الفلسطينية. وبعد اندلاع حرب غزة، اجتاحت الأغنية مواقع التواصل الاجتماعي، وحصد أحد مقاطع الأغنية في "تيك توك" نحو مليونَيْ مشاهدة في أسبوع واحد فقط، فضلاً عن تكرارها في مئات المقاطع، ما جعل وسائل الإعلام الغربية وبعض المنصات الإعلامية تصف الأغنية بأنها "أيقونة الاحتجاجات الغربية الداعمة لفلسطين، ونشيد دولي جديد ضد الصهيونية".
واليوم وبعد مرور أكثر من 4 عقود على إنتاج هذه الأغنية، تخطّت "تحيا فلسطين" بالسويدية حيزها المكاني، وانتشرت في العالم، وباتت أحد أبرز المقاطع الموسيقية التي يتم إرفاقها بالمحتوى الداعم لفلسطين في منصتي "تيك توك" و"إنستغرام".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها