السبت 2023/01/07

آخر تحديث: 20:23 (بيروت)

جمهور "حزب الله" ينتقد قيادته: أزمة الكهرباء نتيجة أخطائكم!

السبت 2023/01/07
جمهور "حزب الله" ينتقد قيادته: أزمة الكهرباء نتيجة أخطائكم!
increase حجم الخط decrease
بدأ جمهور "حزب الله" بإجراء مراجعات لسياسات قيادته وتصريحاتها، على خلفية أزمة الكهرباء، حيث بدأت تخرج الى العلن انتقادات للحلفاء، واستخفاف ببعض التبريرات، وهي انتقادات تتشعب من "التيار الوطني الحر" الى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وصولاً الى وزير المالية المحسوب على حليف الحزب الوثيق "حركة أمل". 


ومع غرق لبنان في العتمة الشاملة، منذ مطلع الأسبوع، انسحب الاستياء العام في لبنان، على جمهور الحزب الذي يرى انسداداً في أفق الحل بشأن فتح الاعتمادات اللازمة لتفريغ بواخر المحروقات المتوقفة في البحر منذ نحو أسبوع، مع تسجيلها غرامات تأخير وصلت إلى نحو 500 ألف دولار حتى الآن. 

في السياسة، يتقاذف الوزراء المسؤوليات، بموازاة الخلاف المستمر بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وفريق التيار الوطني الحر عبر وزير الطاقة والمياه الحالي وليد فياض، ووزيرة الطاقة السابقة النائبة ندى البستاني، حول عقد جلسة للحكومة وإصدار مرسوم بشأن اعتمادات خطة الكهرباء. وتحوّل السجال بين التيار الوطني الحر وميقاتي الى اشتباك على خلفية مرسوم سلفة الكهرباء، ما انعكس عتمة في مختلف المناطق اللبنانية بعد خروج معمل دير الزهراني عن الخدمة.

لا يصدق معظم الجمهور اللبناني مسؤوليه، ومن ضمنهم جمهور الحزب الذي لم يخرج عن إيقاع ما يقوله مسؤولوه. الحملة بدأت في الشهر الماضي من جسم الحزب السياسي، حيث تساءل القيادي السياسي غالب أبو زينب عن اسباب انقطاع الكهرباء عن الضاحية بالكامل، بينما تتم تغذية مناطق أخرى بالكهرباء؟ وتوسع النقاش بعدها. 


يظهر حجم الهوة في آراء ومواقف جمهور الحزب وإعلامييه والناشطيين الموالين له، من جهة، والناشطين المتحالفين مع الحزب، من ناحية أخرى. ثمة تخبّط يعكسه السجال الدائر بين حزب الله وحليفه التيار العوني. اختلفت المواقف عن سابقاتها، في الوقت الذي كان الخطاب السائد، سواء على مستوى قيادة الحزب أو قاعدته الشعبية وما يتصل بهما، أنهم يعزون الأزمات -لا سيّما أزمة الكهرباء- الى مؤامرات خارجية و"حصار أميركي" على لبنان. هذه المرة، يرفع الجمهور صوته على قيادته، ويدلي المناصرون بآراء جديدة باتت تتشكّل لديه بأنّ "قرارتكم وتوازناتكم وتحالفاتكم ليست هي الصواب".

خرجت عشرات التغريدات ممن كانوا يبرّرون أزمة الكهرباء بالشعارات أعلاه، بانتقاد تحالفات حزب الله. يلقي المناصرون باللوم على الحليف العوني ويتهمونه بالعرقلة من جهة، ويهاجمون ميقاتي الذي سمّاه حزب الله لموقعه في رئاسة الحكومة العام الماضي، منتقدين خيارات قيادة حزب الله، ويحملون تلك الخيارات نتائج الأزمة الحالية.
 

المُستجدّ أن جمهور حزب الله يراجع سياسات قيادته الداخلية، ولم يعد يُبدِ الولاء المُطلق في هذا الميدان، فيما ألقى بعض جمهور الحزب اللوم على العناصر الداخلية الرافضة لاستقدام هبة الفيول الإيراني أو العرقلة بالحد الأدنى. اعتادت هذه القيادات تقديم حلول الهروب الى الأمام، وتغييب الخُطط البناءة والاستراتيجية لمعالجة الأزمات التي تعصف بالبلاد منذ بداية الأزمة العام 2019. 

تسيطر أزمة الكهرباء على منشورات جمهور الحزب في منصات التواصل الاجتماعي، الى جانب الأزمات المعيشية الأخرى، من ارتفاع سعر صرف الدولار، الى أزمة الغلاء. شدة الأزمة وتفاقمها مع الوقت، أرست قناعات جديدة لفئة من الجمهور الممانع مفادها أنّ هذه الأزمات لا ترتبط بالخارج حصراً، بل أن التخبّط وغياب الرؤية والإصرار والتعنّت والخيارات الخاطئة تُنتج أزمات متلاحقة، كما يحدث الآن في الكهرباء وكما سيظهر في العديد من القطاعات الأخرى.

من الواضح أن جعبة قيادة حزب الله، تُفرغ من الذرائع والحجج المُقنِعة. حلول البنج التي اعتاد اعتمادها، كما حصل سابقاً في قضية المازوت والمحروقات، لم تعد تنفع أو تقنع قاعدته الشعبية. تقف قيادة الحزب مُحرجة بين مناكفات الحلفاء، وتضغط قاعدتها عليها: الأزمة تطاول جميع اللبنانيين، بمعزل عن الشعارات.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها