الثلاثاء 2023/01/31

آخر تحديث: 20:46 (بيروت)

"الثمن".. هروب من الأزمات اللبنانية الى الجمالية التركية

الثلاثاء 2023/01/31
"الثمن".. هروب من الأزمات اللبنانية الى الجمالية التركية
رزان جمّال لفتت الأنظار بجمالها الطبيعي من دون عمليات تجميل
increase حجم الخط decrease
تستكمل منصة "شاهد" و"إم بي سي"، إنتاجها الإقتباسي من الدراما التركية إلى الأعمال اللبنانية السورية المشتركة، وآخرها مسلسل "الثمن". والعمل المقتبس من المسلسل التركي "Binger Gece ألف ليلة وليلة"، أو "يبقى الحب" بالنسخة المدبلجة للعربية، يندرج في إطار الدراما الإجتماعية من إعداد يم مشهدي وإخراج فكرت قاضي. 

ويتصدر "الثمن" منذ أيام وسائل التواصل الإجتماعي علماً أنه لم تُعرض منه سوى 17 حلقة من أصل 90 حلقة، وتصدّر لائحة المسلسلات العربية في مصر، ضمن لائحة "شاهد" العربية. ويشارك في بطولته عدد من الفنانين، مثل نيكولا معوض، وسارة أبي كنعان، ورفيق على أحمد، ورندة كعدي، وصباح الجزائري. وقد حاولت الكاتبة السورية يم مشهدي، تطويع السيناريو التركي الذي مضت عليه سنوات وتحديثه، فبدلّت في بعض أحداث المسلسل الأصلي. ومن المتوقع أن يتم تعديل النهاية تماماً كم حصل في مسلسل "ستليتو". 


يرصد العمل قصة رجل الأعمال الشهير، زين، الذي يقوم بدوره الممثل باسل خياط، والناقم على النساء بسبب أحداث يحملها منذ الطفولة، بسبب خيانة والده لوالدته، إذ يطلق أحكاماً مسبقه عليهن. ويلتقي بسارة التي تجسد دورها الممثلة رزان الجمّال، وهي المهندسة الناجحة التي تقدمت للعمل في شركته، وادّعت أنها غير متزوجة كي يتم قبولها في العمل، خصوصاً من شروط الوظيفة ألاّ تكون الموظفة متزوجة، علماً أنها أرملة وتعيل ولداً مريضاً بالسرطان، وستدفعها ظروفه الصحية إلى طلب سُلفة من صاحب الشركة لإجراء عملية طارئة له، وهو ما يعتبره زين جرأة وقحة منها، غير أن سارة وجدت نفسها مضطرة على هذا الطلب، إثر رفض والد زوجها مساعدتها مادياً. يقع زين في حب سارة من النظرة الأولى، لكن العراقيل ستحول دون أن تكون هذه العلاقة وردية بينهما، خصوصاً إثر كذبة سارة، وبعدما إرتكب زين بدوره خطأ فادحاً في حقها.
 
وكان الأصل التركي قد عُرض قبل 15 عاماً، من بطولة الممثل التركي خالد ارغنش، والممثلة بيرغوزار كوريا دور، والذي نتج عنه زواجهما في الواقع لاحقاً، والعمل حينها أخذ أصداء عربية وكان سبباً في شهرة بطلَيه الأتراك. 

وتعود الضجة التي ترافق "الثمن" الى إختيار أبطال المسلسل، وبراعة التنفيذ والذي كان محل إهتمام المتابعين والنقاد، لا سيما أداء الممثل باسل الخياط، الذي يبرع في تجسيد أدواره، لا سيما من خلال شخصيته الكاريزماتية، وتعابير وجهه التي تظهر الجانب الرقيق منه في العمل، فوُصف بأنه يُمثل بعينيه. 

أما الممثلة رزان جمّال، والتي اعتبرها العديد من المشاهدين وجهاً جديداً ولافتاً في الساحة اللبنانية، بسبب جمالها وأنوثتها الطبيعية الخالية من العمليات التجميلية، وعدم المبالغة في الأزياء والمكياج، لكن لرزان رصيداً من الأعمال الأجنبية والعربية في السنتين الأخيريتن. 


وترى الصحافية والناقدة الفنية، رنا نجار، في حديث لـ"المدن"، أن سبب المتابعة الواسعة لمثل هذه الأعمال، يعود الى رغبة الجمهور العربي واللبناني في الهروب من المشكلات والأزمات التي يعيشها، ولأنهم بحاجة للتمويه، فتأتي قصص "الحب والوهم التي تقدمها المسلسلات التركية كمساحة لهم للراحة". وقد إستطاع مسلسل "الثمن" من حيث إنتاجه الضخم، وحبكة الحوار، لفت الأنظار، لا سيما من خلال إختيار ممثلين جدد، والإبتعاد عن البذخ، والمبالغة في الأزياء والماكياج، ومظاهر الثراء الفاحش، كمسلسل "ستليتو". 

وترى نجار، أن مختصر القصة يشي بحكاية عادية ومألوفة في الدراما العربية أو التركية، لكن يبقى العرض وأساليب الإنتقال بين أحداث المسلسل شيئاً آخر، قد يفيد برفع أو خفض تقييم العمل. 


وتقول نجار إن زحمة المسلسلات التركية المقتبسة ستزداد وتيرتها مع حاجة المنصات، مثل "شاهد"، إلى أعمال تغطي ساعات البث. أمام عن سبب غياب الأعمال المحلية والعربية من فضاء الإنتاج الدرامي، فهو، برأيها يعود إلى الإفتقار إلى النصوص الجيدة، مع العلم أن الساحة العربية واللبنانية مليئة بالأحداث والروايات التي يمكنها أن تنهض بالدراما. 

فالمشاهد العربي، بحسب نجار، "سئم من مشاهدة أوجاع الناس وحالات الفقر الناتجة عن الأزمات الإقتصادية والإجتماعية، إضافة إلى دور الرقابة في الدول العربية التي تحد من عمل المنتجين، وأزمة التمويل، فكان الهروب إلى تركيا، لتوافر العناصر الجمالية، والتسهيلات الأمنية التي يحظى بها صُناع الأعمال". كما أن الممثلين "بحاجة إلى التنوع في أدوارهم، وتبادل الخبرات مع طواقم عمل عربية وتركية وبعضها أوروبي أيضاً". وتشير نجار، إلى أن قوة الأعمال التركية المقتبسة تستمد حضورها لدى المتابعين من إختيارها لكبار الممثلين العرب، لا سيما بعد النجاح الذي تحققه الثنائيات السورية اللبنانية في الأعمال. 

هذا ويجري التحضير لثلاثة أعمال مقتبسة جديدة هي "الخائن" و"حروب الورود" و"في الداخل". كما تداول ناشطون في مواقع التواصل الإجتماعي، بأن لمسلسل "الثمن"، نسخة هندية تحت عنوان "حكايات لم تُروَ" Katha Ankahee، بدأ عرضه بالتزامن مع "الثمن".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها