تحرك دولي لوقف "الغش التعليمي" عبر ChatGPT

يمثل إعلان معهد الدراسات السياسية المرموق في باريس المعروف باسم "سيانس بو" (Science Po) عن أنه حظر على طلابه تحت طائلة عقوبات قد تصل إلى فصلهم، استخدام أداة الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي" (ChatGPT) القادرة على كتابة نصوص رداً على أسئلة بسيطة، أحدث الهجمات التعليمية الدولية على التطبيق بوصف استخدامه "بمثابة غش".

و"شات جي بي تي" ChatGPT ، هو تطبيق لتقنيات الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة بصورة طبيعية تشبه فهم العقل البشري للكلام، ومن ثم الاستجابة للأسئلة أو الجمل بصورة تقترب إلى حد كبير من الصحة. تم إنشاؤه عن طريق شركة  OpenAI الأميركية في سان فرانسيسكو وهي منظمة متخصّصة بأبحاث الذكاء الاصطناعي وتعزيز وتطوير أنظمته،  وهو مصمم لتوليد محادثات شبيهة بمحادثات البشر استجابةً لمدخلات المستخدم.

التطبيق الذي تجاوز عدد مُستخدميه المليون مُستخدم خلال أيام على إطلاقه، أثار جدلاً واسعاً أخيراً نظراً لقدراته المذهلة في إجراء المحادثات والردّ على الاستفسارات بطريقة طبيعية لغوياً، إضافة لقدرته على كتابة الشفرات أو الأكواد البرمجية وحل المشاكل البرمجية، إلى جانب قدرته على كتابة سيناريوهات قصيرة أو تلخيص مقاطع الفيديو أو حتى كتابة الأغاني وتأليف الموسيقى وغيرها.

وتوضّح شركة OpenAl  بالقول إنها طوّرت روبوت الدردشة أو نموذج الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد عليه التطبيق بمساعدة مدربين بشريين لتصنيف وتقييم الردود على الاستفسارات التي وفرتها الإصدارت المبكرة، ثم إعادة إدخال الإجابات بعد تصحيحها وتقييمها ليكون التطبيق قادراً على تحسين إجاباته لتتناسب مع تفضيلات المدربين أو التفضيلات الشخصية للمستخدمين.

ويتوفر نموذج ChatGPT للتجربة الآن عبر الويب من خلال موقع OpenAI، فما على المستخدم إلا الوصول إلى موقع الشركة ثم النقر على  TRY ChatGPTيبقى أن الوصول للخدمة أو الموقع أو نموذج الذكاء الصناعي المتطور محصور ببعض الدول حتى الآن.

ما هي أبرز إستخدامات التطبيق؟

* تصحيح وكتابة وشرح الأكواد البرمجية debug code لمساعدة المبرمجين، وذلك من خلال الدردشة مباشرة وإرسال الكود أو الشفرة البرمجية. 

* المساعدة في كتابة أوإنشاء السيرة الذاتية CV.

* إنشاء صور إبداعية من النصوص، فقد تم تطوير  نموذج الذكاء الصناعي لتمكينه من تحويل النصوص إلى صور DALLE-2 . 

* شرح بعض الموضوعات المعقدة بطريقة أبسط أو تحليلها. 

* حل المعادلات الرياضية. 

* نصائح وإرشادات للعلاقات الإنسانية والعاطفية ، والصحيّة المرتبطة بالتوجيهات المطلوبة لخفض الوزن.

* تلخيص النصوص والأبحاث العلمية. 

* كتابة مقالات حول مواضيع متعدّدة وضمن مختلف المجالات. 

إضافةً إلى العديد من الميّزات التي يمكن للمستخدم الاستفادة منها وتوظيفها لإنجاز شؤونه الأكاديمية أو العملية المهنية وغيرها. 

تتضمن ميزات التطبيق كمّاً هائلاً من القدرات والفعالية والسرعة في التنفيذ، أوقعت الخوف لدى أصحاب المهن الرائجة اليوم، إذ يرى فيه البعض منافساً قوياً لأصحاب مهن التصميم وكتابة المحتوى والبرمجة وكتابة المقالات وغيرها. فهو يلبّي مثلاً الطلبات المتعلقة بإنشاء المحتوى بكفاءة جيدة وسرعة عالية. 

ومن جانب آخر يرتبط بالحقل الأكاديمي، أعلنت إدارة التعليم في مدينة نيويورك في وقت سابق خلال الشهر الماضي حظر "شات جي بي تي" من أجهزة وشبكات مدارسها، حيث أقر خبراء يعملون في كل من الذكاء الاصطناعي والتعليم بأن الروبوتات مثل "شات جي بي تي" قد تكون ضارة بالتعليم في المستقبل. 

بدأ الحديث عن المخاوف من توظيف التطبيق وإستغلاله في عمليات القرصنة والتصيّد الاحتيالي، إذ لفت مراقبون سيبرانيون إلى بدء مستخدمي المنتديات السرية مشاركة البرامج الضارة المشفرة بواسطة الإحساس الفيروسي لـ OpenAI ويخطط محتالو المواعدة لإنشاء فتيات مزيفات مقنعات باستخدام الأداة، حيث يتوقع المتنبئون السيبرانيون أن يأتي المزيد من الاستخدام الضار لـ ChatGPT.

كما حذر باحثو الأمن السيبراني من أن مجرمي الإنترنت بدأوا في استخدام برنامج الدردشة الآلي ChatGPT الخاص بـ OpenAI لبناء أدوات قرصنة بشكل متسارع،  يقوم المحتالون أيضاً باختبار قدرة ChatGPT على بناء روبوتات محادثة أخرى مصممة لانتحال صفة الشابات لإيقاع الأهداف واستدراج الضحايا.