الأربعاء 2023/01/18

آخر تحديث: 00:26 (بيروت)

"14 آذار" محبطة من إشادة الأمم المتحدة بـ"حزب الله"

الأربعاء 2023/01/18
"14 آذار" محبطة من إشادة الأمم المتحدة بـ"حزب الله"
increase حجم الخط decrease
عكست إشادة ممثلة الأمين العام للأمم المُتحدة في بيروت، جوانا ورونيكا، بمسؤول وحدة العلاقات العربية والدولية في "حزب الله" عمار الموسوي، هواجس قيادات قوى 14 آذار وجماهيرها من تعديل في المزاج الدولي حيال الحزب، وانفتاح عليه، ومن أي تسوية مقبلة على حسابهم السياسي، أو من سقوط الفكرة التي تسيطر على 14 آذار باعتبار أن العلاقة مع الغرب محصورة فيهم. 
وأعلنت جوانا ورونيكا، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في بيروت، الاثنين، أنه تم التباحث بقضايا ذات أولوية للبنان مع حزب الله، بما في ذلك انتخاب رئيس جديد للجمهورية وعمل مؤسسات الدولة، وتأثير التطوارات الإقليمية والدولية على البلاد، وذلك خلال جولة بحث مع مسؤول وحدة العلاقات العربية والدولية عمار الموسوي. 

وفي وقتٍ لاحق أضافت ورونيكا في تغريدة عبر حسابها في "تويتر": "أشكر السيد عمار الموسوي من حزب الله على جولة بحث حول قضايا ذات أولوية للبنان".


وفيما لم يتفاعل جمهور حزب الله مع تصريح مشابه، ولم تظهر عليه أي ردود أفعال، ارتفعت الأصوات لدى قوى 14 آذار وجماهيرها تعبيراً عن انتقادات للمؤسسة الدولية. فقد عبّر النائب السابق فارس سعيد في "توتير" في تغريدات متتالية عن إستيائه من تصريحات ورونيكا. الأمر نفسه انعكس على جماهير 14 آذار في منصات التواصل الاجتماعي.


ومثار الهواجس، يعود الى اعتقاد راسخ لدى قوى 14 آذار منذ العام 2005، بأن العلاقة مع المؤسسات الدولية والغربية محصورة فيها. لا بل ذهب هذا الفريق في كثيرٍ من الأحيان إلى أوهام بأن هذا الفريق، هو بوابة عبور المنظمات والقوى الدولية الغربية الى لبنان.

تعرض هذا الفريق لخيبات عديدة، أولها الهدوء الذي تعاطت فيه القوى الدولية مع "حزب الله" بعد أحداث 7 ايار، ثم في الدفع الدولي نحو زيارة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الى دمشق في العام 2010، وبعدها التسوية المحلية التي حظيت بمباركة دولية في وصول الرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا. وعزلة "حزب الله"، لم تظهر واقعياً في الاتصالات بين ممثلي الحزب وقوى دولية، ولو أنها تراجعت في الفترات الأخيرة في ظل التأزم في العلاقة بين إيران والمجتمع الدولي. 


وتشيح القوى المعارضة لحزب الله، في أمنياتها وتقديراتها، النظر عن اعتبارات كثيرة، بينها أن منظمة الأمم المتحدة هي منظمة تعمل على حل النزاعات وتقريب وجهات النظر وإيجاد مساحات للتلاقي والحوار. ومن جهة أخرى، لم تُصنف المنظمة حزب الله كتنظيم إرهابي بل تتعاطى معه كمكون أساسي في لبنان، له تمثيله في البرلمان والحكومة، ومن الطبيعي فتح خطوط الحوار معه حول الأزمة السياسية وانتخابات الرئاسة اللبنانية. 

من جانب آخر تحرص المنظمة على حد أدنى من العلاقة مع حزب الله على اعتبار أن جنودها في بعثة "اليونيفيل" متموضعون في جغرافيا يتمتع فيها الحزب بنفوذ. 

ويتسع الشرخ بين رهان قوى 14 آذار على الغرب، وبين حقيقة الممارسات الغربية على الساحة الداخلية، وهذا ما تظهره محطات سياسية بارزة كان للغرب دوراً فاعلاً فيها. فقوى ثورة الأرز تخشى أي تسوية داخلية في لبنان على الصعيد الرئاسي أو في لعبة التوازنات الداخلية على حسابها السياسي. هذه المخاوف تنطلق من الأداء الغربي السابق، ومن ضمنه القراءة في قرار المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الحريري والآمال التي بنتها قوى 14 آذار لعزل حزب الله وإقصائه ولم تتحقق، بالنظر الى ان المحكمة تحاكم أفراداً، وليس الأحزاب. 

بات من الواضح أن  قوى 14 آذار ما زالت تخطئ في تقدير الأمور، وبتقبّل الأمر الواقع. الأمر لا ينحصر بعلاقة الحزب بمنظمة الأمم المتحدة، فخطوط التواصل بين حزب الله والأوروبيين لم تنقطع خلال كل السنوات الماضية. 

يميز الأوروبيون بين تصنيف الجناح العسكري والسياسي للحزب (بإستثناء بريطانيا وألمانيا اللتين صنتفا الحزب إرهابياً بجناحيه) وتنظر الدول الأوروبية له كعنصر أساسي فاعل في لبنان ومكّون كبير من المجتمع اللبناني وتحرص على إستمرار علاقة المصالح في ما بينهم. هذا الواقع يقرأه صقور "14 آذار"، ويبقى حبيس الصالونات السياسية. أما الجمهور المحبط من الأداء الغربي، فله رأي آخر. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها