الخميس 2022/09/29

آخر تحديث: 20:11 (بيروت)

رغم أوراق طرحت إسمه...غاب "لبنان" عن جلسة انتخاب رئيسه

الخميس 2022/09/29
رغم أوراق طرحت إسمه...غاب "لبنان" عن جلسة انتخاب رئيسه
جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في مجلس النواب (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
تحتم علينا الأنظمة والإجراءات أن يأتي النواب إلى البرلمان، وأن ننفق عليهم ثمن وقود لا نملكه، وحراسة نحتاجها في مكان آخر، ونحن نعرف تمام المعرفة أن ذلك كله من أجل لا شيء، رغم أن كل شيء كان متوافراً لانتخاب رئيس للجمهورية.


كان باستطاعة النواب الـ120 الذين حضروا الجلسة، تجنيب الشعب اللبناني الفراغ الآتي، والمماطلة، والمزيد من الانهيار، عبر انتخابهم لرئيس جديد، إلا أن أكثر من نصف هؤلاء، الذين لا رأي لهم سوى ما يؤمرون به، قرروا التصويت بورقة بيضاء لن تُقدّم ولن تؤخّر. أتوا من منازلهم مصرّين على التمثيل في المسرحية غير آبهين بالعبء الملقى على كاهلهم في مرحلة حساسة.


مع امتعاض كثيرين من الورقة البيضاء على أنها عبارة عن تعطيل لا أكثر، وتعني بالنسبة لكثيرين انتظار القرار من خارج يملي إرادته على النواب، تبقى الورقة البيضاء هي الأكثر تعبيراً عن واقع الدولة اللبنانية، والتي تُحكم من خارجها، سواء دول خارجية أو أطراف لبنانية غير رسمية تشكل الدولة العميقة وتتوزع بين مصارف ومافيات و"حزب الله"، ولا يكون رئيس الجمهورية فيها سوى متمم للديكور.

وبالإضافة إلى الورقة البيضاء، صوّت عشرة نواب بإسم "لبنان". ينسى هؤلاء العشرة أنهم نواب برلمان يحملون مسؤولية اختيار رئيس  للجمهورية والتشريع، وليسوا شعراء يبكون على أطلال بلد بات وجوده مشكوكاً فيه، وإبراز وطنيتهم المشكوك فيها أيضاً. وينسون أن اللبنانيين انتظروا حضور مصالحهم، ومصلحة بلدهم، بدلاً من كتابة إسمه في أوراق لا تُسمن ولا تُغني من جوع.. جوع حقيقي. أما الصوت الوحيد الذي شكل على الأقل استفزاراً لبعض النواب، فهو صوت لمهسا أميني، الفتاة التي قتلتها "شرطة الأخلاق الإيرانية" لعدم ارتدائها الحجاب "بشكل صحيح"، وهو ما لم تجرؤ الدولة اللبنانية بكل مراكزها على إدانته أو التضامن مع المحتجين الذين يُقتلون كل يوم، ففضلت التعاطي مع المسألة وكأنها غير موجودة.


وعلى هامش الجلسة، تسلى النواب ورئيسهم بإلقاء نكات تندّر بها اللبنانيون في مواقع التواصل الاجتماعي، فانتشر فيديو للرئيس نبيه بري يصرخ في النواب "شو فاتحين قهوة هون"، ثم تقريعه للنائب نديم الجميل، وغيرها من المواقف التي تدعو للحزن أكثر مما تدعو للضحك. إذ أن هذه النكات تُلقى من فوق مآسي اللبنانيين ومن قِبل المسؤولين عنهم. أما قمة الكوميديا فهي حين فُقد النصاب في الجلسة الثانية، بينما النواب المطلوب منهم إتمام النصاب يتواجدون خارج المجلس، رافضين دخوله.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها