الثلاثاء 2022/09/27

آخر تحديث: 19:11 (بيروت)

جلسة الانتخاب الخميس لن تثمر رئيساً...ما المقصود بدعوة بري؟

الثلاثاء 2022/09/27
جلسة الانتخاب الخميس لن تثمر رئيساً...ما المقصود بدعوة بري؟
جلسة انتخاب الرئيس ميشال عون في 2016
increase حجم الخط decrease
لم ترفع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لجلسة انتخاب رئيس يوم الخميس المقبل، الآمال في انتخاب رئيس جديد. يجمع اللبنانيون على أن الدعوة لن تثمر انتخاباً لرئيس، اعتادوا، في السابق، على أن يكون انتخابه محسوماً قبل الجلسة، فيما يكون الانتخاب تصديقاً للتوافقات السياسية التي تسبقها. 


واللبنانيون، بهذا المعنى، باتوا أكثر واقعية، يدركون أن البلاد لا تسير الا بالتوافق. اعتادوا على أن اللعبة الديموقراطية، خالية من شروطها العددية، بمعنى ترك حرية الاختيار للنواب بتسمية رئيس، وليفُز من يفُز في الدورة الثانية بأكثرية الموجودين، في حال لم يفُز في الدورة الأولى التي تتطلب انتخاب رئيس بأكثرية الثلثين. 

أذعن اللبنانيون لشروط الديموقراطية التوافقية. نادراً ما يتحدث أي طرف عن ظروف انتخاب رئيس خارج مفهوم التوافق. من يراجع مواقع التواصل اليوم، سيصل الى نتيجة بأن اللبنانيين يسلّمون بالتوافق. وسائل الاعلام تكرس هذا المفهوم، وتتخلى عن الضغط الاعلامي لإعادة تحديد مفهوم الممارسة الديموقراطية المعمول بها عالمياً، سواء وفق مفهوم "أكثرية تحكم وأقلية تعارض"، أو مفهوم "الديموقراطية العددية" في الاستحقاقات.

فوسائل الاعلام تنقل الواقع السياسي، وتستند الى محددات تلك الممارسة، ولا تذهب أبعد في سبيل الضغط، خارج اطار التوافق الذي يحرم الاستحقاقات من سياقاتها المعلبة مسبقاً، علماً أن لبنان لم يختبر في انتخابات الرئاسة منافسة من غير توافقات مسبقة، الا في جلسة انتخاب سليمان فرنجية الجَدّ في العام 1970، حين فاز في الانتخابات بفارق صوت واحد عن منافسه. 


خلافاً لهذا المنطق، جاءت دعوة بري لانتخاب رئيس، يوم الخميس. تعاطت معها وسائل الاعلام بوصفها مفاجئة، بالنظر الى انه لا توافقات مسبقة، ولا اتفاقات بين غالبية القوى السياسية على شخصية واحدة يتم انتخابها في جلسة انتخاب الرئيس.

وعليه، يتوه جمهور الأحزاب في قراءة الخطوة: هل هي وسيلة ضغط لتشكيل الحكومة التي تعثرت أخيراً؟ أم هي كرة يرميها بري في ملعب القوى السياسية لاختبار جدّيتها بتأمين نصاب الجلسة، وتالياً، فتح الباب أمام انتخاب رئيس وفق آلية الديموقراطية العددية؟ 

إذا صحت التوقعات الأخيرة، يكون ما قام به بري تغييراً أساسياً في مقاربة العمل السياسي، في ظل الانسداد، وفقدان حظوظ مرشحين كثيرين بفعل عجزهم عن تأمين غالبية الثلثين. البلد يتشظى بين المحاور، وفي ظل هذا التشظي يصبح التوافق صعباً. كما أن الطموحات الشخصية لبعض الزعماء الموارنة، تعقد مسألة التفاهمات بينها على انتخاب رئيس.

وضع بري القوى السياسية أمام اختبار انتخاب رئيس، بما تراه مناسباً. هي أشبه باستفتاء، وفي حال عدم تأمين النصاب، تتحمل القوى السياسية مسؤولية التعطيل، وتُلغى، بالطبع، فرضية المزاودة بين من يعطل استحقاقات دستورية، ومن يدفع لاجراء الاستحقاق. 
 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها