الخميس 2022/09/15

آخر تحديث: 16:27 (بيروت)

صوفيا فيرغارا ترتدي الأرزة.. ماذا يمنع بايدن وماكرون؟

الخميس 2022/09/15
صوفيا فيرغارا ترتدي الأرزة.. ماذا يمنع بايدن وماكرون؟
رسالة تشجيع كبيرة بدلت موازين التصويت لصالح بلد صغير ومنكوب
increase حجم الخط decrease
السؤال الاول الذي يتبادر الى الذهن لدى مشاهدة الممثلة صوفيا فيرغارا، ترتدي قلادة في رقبتها عبارة عن أرزة، فما الذي يمنع الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، من ارتداء هذه القلادة؟ 

الرابط بين صوفيا من جهة، وبايدن وماكرون من جهة ثانية، هو حجم الدعم لمسار لبناني في استحقاق مصيري. فالممثلة الأميركية – الكولومبية، صوفيا فيرغارا، قيّمت أداء فرقة "ميّاس"، وأخذت على عاتقها دعم الفرقة مرتين من خلال "الباز الذهبي" في مسابقة "أميركاز غوت تالنت". كانت صوفيا لمّاحة الى قدرة "مياس" على تحقيق إنجاز، وسبّاقة الى الدعم، من دون اعتبارات مناطقية.

تماهت صوفيا مع اللوحة التي قدمتها "مياس" في عرض الثلاثاء. ظهرت الراقصات على شكل أرزة باللون الأبيض، بينما كانت في الخلفية صورة الكون العميق التي التقطها "جايمس ويب". فاللبنانيون حدودهم الكون، كما بدا في تفكيك الرسالة البصرية.
 

من يراقب تغريدات صوفيا بعد كل عرض، يدرك حجم الدعم الذي قدمته. هي تعرف، كما "مياس"، بأن الموهبة الكبيرة التي أظهرتها الفرقة على مدى ثلاثة عروض في المسابقة، غير كافية لدفع الفرقة نحو الفوز، كون التصويت تدخل فيه اعتبارات كثيرة. من خلال الدعم، وتعليقات لجنة التحكيم مثل "عرض مذهل" و"أفضل مواهب المسابقة على مدى 17 موسماً"، و"عرض لا يُصدّق"، كان هناك حثّ للجمهور لصبّ أصواته في صندوق الموهبة اللبنانية الجماعية. 

وتأييد صوفيا للموهبة اللبنانية الناشئة، لم يقتصر على التغريدات. ثمة رسالة أكثر بلاغة، التقطتها مراسلة قناة "ال بي سي أيه" رنيم بوخزام في لاس فيغاس، عندما توقفت عند "القلادة الجميلة" التي ترتديها صوفيا، قلادة في شكل أرزة، رمز لبنان. تلك رسالة تشجيع كبيرة، بدلت في موازين قوى التصويت لصالح بلد صغير، منكوب، يقيم على هامش الخرائط، ويعاني سكانه من تعسف السلطة السياسية، وضعف الحوكمة وغياب المحاسبة، وتحكمه التوازنات بين الطوائف. 


ماذا يمنع ماكرون وبايدن من ارتداء القلادة؟ 
ذلك السؤال الأهم اليوم بغرض نقل الملف اللبناني الى الضوء، وإعادة انقاذ شعب البلاد المتعثرة مالياً. شعب يبدع إذا أتيح له الدعم، ويحقق الانجازات إذا توافرت له الفرص. فإذا كانت صوفيا، من موقعها وامتدادها الجماهيري، أعلنت تأييدها لموهبة لبنانية، فإنه بوسع بايدن، وماكرون، أن يقوما بالكثير، من موقعهما السياسي والاقتصادي.

الأخذ بأيدي اللبنانيين نحو الاصلاح، وتسهيل حصولهم على الخدمات، وإتاحة الفرص عبر الدعم الاكاديمي، ومساعدتهم في تطبيق المحاسبة وتوفير القضاء العادل، سيغيّر الكثير في واقع البلاد. 

الايمان بالدور والمواهب وقدرات اللبنانيين، يمكن اثباته عملياً في السياسة والاقتصاد، لاعطاء الشعب اللبناني فرصته. اللبنانيون يحتاجون الى "قلادة" يرتديها رئيس أهم دولة في العالم، ورئيس واحدة من أبرز الدول المؤثرة في أوروبا والعالم أيضاً، كي يحققوا انجازات يفتخر بها الشعب، كما هو حال "مياس" التي اعتبر الاتحاد الاوروبي أنها مصدر فخر وإلهام.
 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها